شرخ جديد بين الفاتيكان واليهود
HRW تطالب الأوروبيين المنسحبين من دوربان 2 بالعودة

وفد الاتحاد الاوروبي يغادر مؤتمر دوربان خلال خطاب احمدي نجاد

جنيف:دعت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان مساء الاثنين الدول الاوروبية التي انسحب ممثلوها من مؤتمر الامم المتحدة في جنيف quot;دوربان 2quot; لمكافحة العنصرية احتجاجا على تصريحات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المناهضة لاسرائيل الى العودة. وقالت المنظمة في بيان ان quot;الحكومات التي شاركت في مؤتمر للامم المتحدة حول العنصرية استغله الرئيس الايراني لارسال رسالة ملؤها الكراهية يجب ان ترد بالبقاء (في المؤتمر) من اجل ان تحرص على ان يتفق المؤتمر على رسالة حازمة ضد العنصريةquot;.

ودعت المنظمة quot;اعضاء الاتحاد الاوروبي وباقي الوفود الذين خرجوا خلال خطاب احمدي نجاد الى العودة الى قاعة المؤتمر من اجل العمل سويا بغية اعتماد مشروع بيان مناهض للعنصريةquot;. وخلال كلمته في اليوم الاول من مؤتمر الامم المتحدة حول العنصرية المنعقد في جنيف وصف احمدي نجاد اسرائيل بquot;الحكومة العنصريةquot;، مؤكدا انه quot;بعد الحرب العالمية الثانية لجأ (الحلفاء) الى العدوان العسكري لحرمان امة باسرها من اراضيها بذريعة المعاناة اليهوديةquot;.

واضاف quot;لقد ارسلوا مهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلةquot;. ودفعت تصريحات احمدي نجاد، الذي نفى في السابق وقوع المحرقة اليهودية، ب23 وفدا اوروبيا الى الخروج من قاعة المؤتمر احتجاجا على ذلك. وقد قاطعت المؤتمر المانيا وايطاليا وبولندا وكندا ونيوزيلندا واستراليا وهولندا وكذلك الولايات المتحدة واسرائيل اللتان انسحبتا سنة 2001 احتجاجا على ما اعتبرتاه انحرافات معادة للسامية. واعلنت تشيكيا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي انسحابها quot;نهائياquot; من الاجتماع.

شرخ جديد بين الفاتيكان واليهود

الى ذلك، تسبَّب قرار البابا بنديكتوس السادس عشر بإرسال وفد من الفاتيكان للمشاركة في أعمال مؤتمر (ديربان 2)،بحدوث شرخ جديد في العلاقات مع المجموعات والتكتلات اليهودية في العالم، والتي تنظر إلى الحدث بمجمله على أنه quot;مجرد منصة تُستخدم لمهاجمة إسرائيل.quot; فقد انتقدت مجموعات يهودية عدة الفاتيكان قُبيل خروج مجموعة من الدبلوماسيين الغربيين من قاعة المؤتمر عندما اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي إسرائيل بإقامة quot;نظاما عنصريا قمعيا وحشياquot; على أراضي الفلسطينيين.

وفي حديث لصحيفة quot;لا ستامباquot; الإيطالية، قال كبير حاخامات روما، ريكاردو دي سيجني، تعليقا على القرار: quot;إن الفاتيكان بمشاركته هذه يكون قد أعطى قبوله وموافقته على ما يجري إعداده هناك (ضد إسرائيل).quot; وأضاف دي سيجني قائلا إن قرار البابا بمشاركة الفاتيكان بالمؤتمر كان quot;آخر خطوة حمقاء طائشةquot; في علاقاته مع اليهود، والتي شابها توتر شديد في وقت سابق من العام الحالي بسبب قرار البابا برفع قرار العزل أو الحرمان الكنسي عن أحد القساوسة الذين أنكروا وجود المحرقة.

أما شيمون صاموئيلز، مدير المكتب الأوروبي لمركز سايمون وايزينسال، فقال إن الفاتيكان quot;يضع ختم الموافقة على حملة الكراهية ضد إسرائيل.quot; وأضاف صاموئيلز قائلا: quot;إن هذا ليس بالموقف الذي يمكن حصره وتطويقه، إذ ليس بإمكان الجمع بين الأمرين والسير باتجاهين متناقضين (أي مناصرة إسرائيل وإقرار اتهامها بالعنصرية). إن الفاتيكان هو صوت قوي، وكان من شأن مقاطعته للمؤتمر أن تترك أثرا قويا وحاسما.quot;

وقال إيلان شتينبيرغ، نائب رئيس التجمع: quot;لأن المؤتمر يسلط الضوء على مشاركة الرئيس الإيراني السيء الصيت، والذي ينكر وجود المحرقة، فكان هنالك ثمة التزام خاص على الفاتيكان بالنأي بنفسه عن المشاركة بالمؤتمر.quot; وقال أبراهام فوكسمان، المدير الوطني لعصبة مناهضة التشهير، ومقرها الولايات المتحدة، فقال إنه كان يتعين على الفاتيكان مقاطعة المحادثات (أي مؤتمر ديربان 2)، وذلك بعد علمه بأن أحمدي نجاد سوف يحضره.quot;وأضاف فوكسمان قائلا: quot;لم يكن لزاما من الناحية الأخلاقية على الفاتيكان أن يكون حاضرا في مهرجان الكره هذا.quot;

دفاع الفاتيكان

من جانبه، دافع الأب فريدريكو لومباردي، كبير المتحدثين باسم الفاتيكان، عن حضور الفاتيكان للمؤتمر المذكور وقال إن نص البيان الذي سيصدر عنه أصبح الآن quot;مقبولاquot; لأنه تم حذف الأجزاء التي تم الاعتراض عليها. في غضون ذلك، استدعت إسرائيل اليوم الاثنين سفيرها في سويسرا احتجاجا على مشاركة أحمدي نجاد في المؤتمر، حتى قبل أن يتحدث الرئيس الإيراني أمام المشاركين ويهاجم الدولة العبرية.

وقد سارع الفاتيكان إلى إدانة تصريحات أحمدي نجاد، إذ جاء على لسان لومباردي قوله: quot;من الطبيعي أن كلمات وخطبا كتلك التي ألقاها الرئيس الإيراني لا تسير في الاتجاه الصحيح، لأنه، حتى وإن لم ينكر الهولوكوست أو حق إسرائيل بالوجود، فقد جاءت تعابيره متطرفة وغير مقبولة.quot;

وتقاطع إسرائيل والولايات المتحدة ونيوزيلاندا وهولندا واستراليا وكندا وإيطاليا وألمانيا مؤتمر quot;ديربان 2quot; في جنيف.وكانت فرنسا قد هددت على لسان وزير خارجيتها، برنارد كوشنير، في وقت سابق بانسحاب أوروبي من المؤتمر إذا ما تطرق الرئيس الإيراني لانتقاد إسرائيل أو السامية. يُشار إلى ان البيان الختامي لمؤتمر quot;ديربان 1quot; في عام 2001 كان قد وصف الصهيونية بالعنصرية. وشهد اليوم الختامي من ذلك المؤتمر اتهامات بالعنصرية ومعاداة السامية وانتهى بانسحاب الوفدين الأمريكي والإسرائيلي منه.