لندن: في صحيفة الغارديان البريطانية يكتب الصحفي والمدون سلام باكس أن الحكومة العراقية quot;تنتظر بأسى عودة شبابها المتعلم من الخارج، لكن لا توجد وظائف ولا منازل في إنتظارهمquot;. ويقول باكس: quot;تلقينا زيارتين مفاجئتين من واشنطن خلال الاسابيع القليلة الماضية، فقد جاء الرئيس الاميركي باراك اوباما فجأة وللمرة الاولى منذ توليه الرئاسة الى بغداد، لكنه في الحقيقة حط في قاعدة عسكرية امريكية ومكث فيها لان عاصفة رملية متوقعة منعته من مغادرتها. وفي اليوم التالي، بقيت عناوين الصحف منقسمة بين فكرتين: quot;اوباما كان هناquot; وquot;عندما لا يعلن اوباما زيارته حتى تحط طائرته، ما الانطباع الذي يعطيه عن الوضع الامني هنا؟quot;

اما الزيارة الثانية، يقول الكاتب، quot;فكانت من عمتي. لم تكتنفها السرية بقدر ما اكتنفت زيارة اوباما، كما انها دامت اطول. في الحقيقة، كان شهرا غريبا فقد قرر عدد من اعمامي واخوالي المجيء لمعاينة الوضع. وللذكر، فان الحكومة العراقية تشجع الكثيرين من ابناء جيلهم على العودة في تظاهرات وتجمعات مختلفة تنظمها في الخارج، في محاولة لعكس quot;هجرة الادمغةquot; واستعادة quot;الكفاءاتquot; كما يحلو لها تسميتهم.quot; quot;لكن اخشى ما اخشاه ان تكون الحكومة تعد المهاجرين بـquot;فرات من العسلquot; دون القدرة على الوفاء بوعودها.quot;

فاول عقبة، يقول سلام باكس، هي أين ستعيش تلك الكفاءات. quot;فعمتي لم تستطع العودة من واشنطن لان اسرة سنية استقرت بمنزلها، وليست الوحيدة التي تواجه هذا الوضع. نسمع حكايات كهذه كل الوقت. وعمتي كانت من المحظوظين اذ ان الاسرة التي سكنت ببيتها لم ترفض اخلاءه. اول فكرة خطرت ببالها ان تبيع بيتها لانها شيعية وهو الآن اصبح في منطقة سنية. تبين من زيارة سريعة الى وكالة عقارية انه يساوي مبلغا محترما، لكن في غياب نظام للسلف العقاري، يصعب العثور على مشتر.quot;

ويتابع باكس: quot;اما العائق الثاني فهو الوثائق الادارية. فمنذ 2003 والحكومة تلعب لعبة القط والفأر مع المزويرن الذين غزوا كل الميادين، مغيرة بطاقات الهوية العراقية عدة مرات. اذن فان كنت تريد العودة، فانت بحاجة الى تجديد كل شيء: هويتك وجوازك وبطاقة التموين. لا شيء هنا محوسب والمكاتب الحكومية مزدحمة بموظفين عملهم الوحيد اعطاء انطباع بان وظائف قد خلقت. حتى اني اعرف عالما عراقيا حاول الحصول على معادلة للدكتوراه التي جاء بها من الخارج، لكنه في النهاية يأس وعاد من حيث اتى مستنتجا انه لم يحن الوقت بعد.quot;

لكن المشكلة الحقيقة في نظر الكاتب، هو تراجع الحكومة العراقية عن خططها في مجال الوظائف. فبعدما دعت كل هؤلاء المهاجرين بوظائف وامتيازات موعودة، اكتشفت ان النفط لم يعد يدر عليها المداخيل كما سبق: quot;لا وظائف عندنا. شكرا على زيارتكم.quot; ويختم باكس بالقول: quot;من العظيم رؤية كل هؤلاء يعودون بعد كل تلك السنين، لكننا نريدهم ان يبقوا هنا، ولكي يتحقق ذلك، على الحكومة ان تدرك ان التركيز على الوضع الامني لم يعد كافيا، بل يجب ان تبدأ مشاريع اعادة البناء الموعودة.quot;

اما التايمز، فتتطرق لخطاب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مؤتمر الامم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف، وذلك في مقال بعنوان: quot;محمود احمدي نجاد يصدق بقوة ما يقول.quot; ويقول مراسل الصحيفة في طهران ريتشرد بيستون ان خطاب الرئيس الايراني الاثنين في جنيف quot;يثبته في مكانه كملك المواقف المحرجة.quot;

quot;قد يكون الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز صافح نظيره الاميركي باراك اوباما، كما قد يكون زعماء آخرون عرفوا بعدائهم لاميركا مستعدين لبدء صفحة جديدة مع واشنطن، لكن محمود احمدي نجاد يبين انه ايران لن تتزحزح قيد انملة عن مواقفهاquot;، على حد قول بيستون.

وقد انسحب دبلوماسيون غربيون وممثلو دول أُخرى من جلسات المؤتمر عندما وصف الرئيس الايراني، وهو رئيس الدولة الوحيد الذي يشارك في المؤتمر، في كلمته إسرائيل بالحكومة quot;العنصريةquot;، وهاجم تأسيس الدولة العبرية وحمَّل الغرب مسؤولية إنشائها. وقال احمدي نجاد انه quot;بعد الحرب العالمية الثانية لجأ (المنتصرون) الى العدوان العسكري لحرمان امة باسرها من اراضيها بذريعة المعاناة اليهودية، وارسلوا مهاجرين من اوروبا والولايات المتحدة ومن عالم المحرقة لاقامة حكومة عنصرية في فلسطين المحتلة.quot;

ويقول كاتب المقال: quot;قد تصدم هذه التصريحات غير المتعودين على خطاب الرئيس الايراني، لكن في طهران، هذه الافكار جار بها العمل بين انصاره المتشددين ووسائل الاعلام التي تسيرها الدولة. فالمسؤولون في ادارته يقولون علانية ان اسرائيل دولة اصطنعها الغرب، وانها ستختفي قريبا.quot; quot;والرئيس الايراني لا يتكلم لمجرد الكلام، بل هو مقتنع تماما بما يقول، ويظن ان معظم العالم يصدقه، ولم تكن هذه quot;الحركاتquot; لتكتسي اية اهمية لولا ان ايران من اللاعبين المحوريين في المنطقة، والعلاقة معها قد تحدد ان كانت المنطقة على باب السلام او على شفير اخطر النزاعات في عصرنا الحاضر.quot;

وتخص الاندبندنت قراصنة الصومال بموضوع يقلب الجانب المالي لهذه الظاهرة، يقول كاتباه كيم سنجوبتا ودانييل هودن ان عصابات الجريمة المنظمة الكائنة بدبي وغيرها من دول الخليج تغسل مبالغ طائلة من الاموال التي يجنيها القراصنة من عملياتهم في خليج عدن.

وتنقل الاندبندنت عن محققين مكلفين من طرف شركات النقل البحري انه تم دفع حوالي 80 مليون دولار خلال العام المنصرم وحده، أي اكثر بكثير مما تم الاعلان عنه. ولا تغسل تلك الاموال في ملاذات القراصنة في الصومال، بل ايضا في الامارات العربية المتحدة واجزاء اخرى من الشرق الاوسط. ويشرف على العملية رجال اعمال من الصومال والشرق الاوسط ومناطق اخرى من شبه القارة الهندية. بل تفيد تقارير بان قسما من تلك الاموال ذهب الى جماعات اسلامية مسلحة،quot; حسب الصحيفة.

وقالت ذات المصادر للصحيفة ان quot;القراصنة يستفيدون من المعلومات المتوفرة حول حركة النقل البحري (على الانترنت) للتخطيط لهجماتهم، كما يستخدمون اجهزة اتصال لاسلكي لالتقاط اتصالات السفن. بل ان افضل العصابات تمويلا استخدمت صباغة تخفي قوارب القراصنة عن رادارات السفن التجارية، وهي مادة اخترعها عالم الماني مقيم بدبي.quot;

أما الديلي تلغراف، فتنشر مقالا حول تساؤلات جديدة بشأن أمن بريطانيا بعدما تبين ان تاشيرات دخول منحت لطلبة باكستانيين quot;عبر الهاتفquot;. وتشير الصحيفة الى ما ورد بان القرارات الخاصة باي طلب تاشيرة من باكستان يبت فيه مسؤولون من ابو ظبي في الامارات، وان الاشخاص الذين قد يشكلوا تهديدا في نظر المسؤولين، لا يجوز استجوابهم الا هاتفيا.

ويقول كاتب المقال توم وايتهيد ان هذه المعلومات الجديدة اثارت جدلا في الاوساط السياسية البريطانية، خاصة في ظل قضية الباكستانيين الاثنا عشر الذين اعتقلوا بتهمة التدبير لهجمات ارهابية في مانشستر، ومعظمهم دخلوا الى بريطانيا بتاشيرات دراسية.