في أقوى هجوم يشنه على خصومه متهماً إياهم بالفساد
أحمدي نجاد.. معبود المساكين والضعفاء


إقرأ أيضًا:

الانتخابات الإيرانية: رافسنجاني يقود حملة سرية لإسقاط نجاد

هل تطيح زوجة مير حسين موسوي بأحمدي نجاد؟

غدا يوم الحسم الإيراني .. الصور تتحدث


القذافي رجل طائش وإستهداف للهولوكوست في الصحف البريطانية

إنتخابات الرئاسة الإيرانية غدًا: هل تشهد البلاد تحولاً إلى الدولة؟

إيران: كروبي ورضائي مرشحان لا يحظيان بفرصة الفوز

إيلاف - قسم الترجمة: من على منصة ظـّلت بقبة زرقاء، ومئذنتين لمسجد، خاطب محمود أحمدي نجاد أعداداً أخرى وأنصاراً ألهبهم الحماس، ملـّوحين بالأعلام، وبتلك الطريقة نفسها ، التي جعلت طهران تمور ليلاً نهاراً، وعلى مدى أسبوعين متكاملين. إنه اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، قبيل انتخابات الغد التي يجاهد فيها الرئيس الإيراني من أجل البقاء وسط أحدث موجة من الدعم للمعارضة التي يقودها مير حسين موسوي. فهناك، وفي مكان آخر من شوارع طهران، كان متظاهرون آخرون ينشدون معبرين عن سخطهم، واشمئزازهم، من فترة حكم أحمدي نجاد، الا ان الرئيس المنتهية ولايته عبـر في هذه المسيرة الحاشدة عن تحديه وازدرائه لمنتقديه.

وصرح نجاد: quot;قال بوش إنكم لستم بحاجة للطاقة النووية، وخصومي يتساءلون لماذا نحتاج للطاقة النووية. إنهم يرددون كلمات بوش نفسها. إنهم يقفون ضد quot;أخيكمquot; الصغير( قاصداً نفسه). ولكن إيران أصبحت دولة نووية رغما عنهم، وهذا إنجاز عظيم ومفخرة كبيرةquot;. وعقب ذلك هتف الآلاف من عشاقه على نحو مدوٍ: quot; نحبك يا أحمديquot;، وquot;الطاقة النووية هي حق لناquot;. ورغم أن معظم هؤلاء المؤيدين هم من المؤمنين، والفقراء، وذوي ثقافة ضحلة، لكن، وسواء كانوا محقين أم لا، فإنهم يعشقون هذا الرجل، الذي يقدم نفسه كنصير للمضطهدين، وبكونه السوط المشرّع ضد الفساد الإيراني، وضد أخلاق نخبه المنفلتة. وهو الزعيم الذي وقف ضد الغرب الذي يروع الإيرانيين . كما استعاد كرامة البلاد. ولا يهم، بعد ذلك، كل هذا التضخم المستشري، والبطالة المزمنة، التي جعلت من وضعهم المعيشي أسوأ، إنه رجلهم، وهم يعلنون عن حبهم له من خلال هذا الصبر المطلق.

ومع حلول الساعة الثامنة من صباح أمس، كان قد تجمع حشد كبير أمام أحد المساجد. وكان الرجال على جانب، والنساء المتوشحات بالشادور الأسود السميك، وارتدين أغطية الرأس السوداء المعصوبـة، على جانب آخر. وعند حلول الساعة التاسعة تضاعف الرقم، وعند العاشرة امتد المشهد حتى مكان بعيد. كانت الشمس تسطع بقوة، ودرجات الحرارة مرتفعة، والأجسام المتلاصقة بجانب بعضها البعض كانت تتصبب عرقاً، وقد دأب مجموعة من المتحدثين المتعاقبين على تأكيد حماسهم قائلين: quot;انتخبوا أحمدي نجاد من أجل تعزيز قيم العائلةquot;، هاتفين:quot; أحمدي نجاد أنت خيار الأمةquot;.

ومن ثم تحولوا إلى السيد موسوي الذي يعتبر أقوى منافس للرئيس، وله صلات وثيقة مع حجة الإسلام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الرئيس السابق، الذي ينظر إليه كرمز للنخب الفاسدة. كانوا يزمجرون: quot;أغرب يا موسوي، فنحن لا نريد متعاطفين مع الأميركيين والعار عليك يا هاشمي، دع أحمدي وشأنهquot;.

لقد كانت الحشود العارمة تتماوج أماماً، وخلفاً، في عملية مد بشري هائلة، كانت الحرارة خانقة، والعرق يتصبب من الرجال والساعة قد تجاوزت الحادية عشرة، قبل أن يظهر أحمدي نجاد بجسده النحيل على المنصة، حيث سادت جلبة وضوضاء على الفور، في المكان، وفي غضون دقائق خمس، انخرط نجاد نفسه في طقوس الولاء والإعجاب، وبدأ بـالتلويح، رافعاً يديه معلنا شارة النصر.

غير أن المقتطفات الوحيدة التي أمكن سماعها من خطابه كانت: quot;أنتم ترون الأكاذيب والتهم التي توجه ضدي ؟quot; متسائلاً، ومقدما نفسه كرجل مستضعف ومظلوم يحارب مؤسسة فاسدة، وصرخ قائلاً: quot;إن التشهير جريمة، يجب أن يعاقبواquot;، فيما راحت الجموع تهتف: quot;أحمدي، أحمدي، نحن معكquot;. quot;إن القوى الخارجية تنوي تحطيمنا من خلاك العقوبات، قالوا إن اقتصاد إيران قد انتهىquot;، حسب قوله. وتابع quot;في الواقع لقد ازداد الإنتاج، وتضاعفت عملية التعمير والإنشاء، وخصومه غسلوا أدمغة الناس بوقائع كاذبة، كانت أساليب هتلرية كما صرح: quot; موسوي كاذبquot;، والحشود تهتف خلفه، واستمر السيد أحمدي نجاد بالكلام، وكان الأميركيون قد توعدوا بسجنه، فيما لو سافر للأم المتحدة، كما قال، ولذلك فقد ضغطت عليه المؤسسة الإيرانية، بألا يفعل ذلك، ولكنه ألح، قائلاً: quot;حتى لو كانت كل القوى الكبرى والصهاينة متأهبين بأسلحتهم فإنني سوف أحمل رسالة الشعب الإيراني إلى العالمquot;. واتهم خصومه بالفساد والتآمر وتبديد وسلب ثروات الأمة. وكانت الحشود تهدر وراءه بتناغم: quot;أحمدي نجاد رجل مقدام وفي كل ليلة يقبض على لصquot;. لقد أرادوا الانتقام لهزيمتهم منذ أربع سنوات خلت، واستمر أحمدي نجاد: quot;ولكن الشعب الإيراني سوف يرمي بهم في مزابل التاريخ مع رفض آخر وصريحquot;، وهنا انفجرت الحشود بالتهليل له.

لقد انقضت تسعون دقيقة قبل أن يختم السيد نجاد بالدعاء قائلاً: quot;إني أدعو يا الله يا عظيم يا رحيم أن ترفع الأمة الإيرانية فوق أمم العالم، وَتهـَبْها التقدم والإنجازات، وتحفظ شبابنا، وتسحق أعداءنا، وتحفظ الأمم المستضعفة، وهـَبـنا في هذه الانتخابات أحسن ما عندك، وأتوسل إليك أن ترسل لنا بأمطار من بركاتك على هؤلاء الناس الطيبين والثوارquot;، ورددت الحشود بصوت واحد شكرا لك أيها الرئيس .

وبينما كان أنصاره يتفرقون في المكان، اقتربت عجوز طالبة من مراسل التايمز: quot; قولوا الحقيقة، أخبروا العالم عما يحصل بكل صدق في إيران، أخبروهم أن هناك ديمقراطية في هذه البلادquot;.

ترجمة نضال نعيسة