واشنطن تترقب وإسرائيل تحذر والعرب منشقون على أنفسهم
انقسام دبلوماسي حول العالم بشأن إعادة انتخاب نجاد
مناصرو مير حسين موسوي اليوم وسط العاصمة طهران
إيلاف: على نفس القدر من الصخب الذي صاحب الإعلان عن فوز الرئيس الإيراني المنتهي ولايته، أحمدي نجاد، بالانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد أول أمس على الصعيد الداخلي، كان الجدل حاضرا ً وبقوة أيضاً في مختلف الدوائر السياسية والدبلوماسية حول العالم، مع انقسام واضح في الآراء والتوجهات الخاصة بجدوى إعادة انتخاب نجاد رئيسا ً للبلاد. من جانبها، أعدت صحيفة النيويورك تايمز الأميركية تقريرا ً مستفيضاً ترصد فيه ردود أفعال الدبلوماسيين حول إعادة انتخاب نجاد. في البداية، أكدت الصحيفة نقلا ً عن مسؤولين أميركيين بارزين على أن إدارة الرئيس باراك أوباما تعتزم مواصلة الجهود الخاصة بفتح قنوات للتحاور مع الحكومة الإيرانية بغض النظر عن الشكوك التي أحاطت بالمخالفات في عملية إعادة انتخاب نجاد.

وقالت الصحيفة في الوقت ذاته أن رد فعل البيت الأبيض الحذر جاء ليعكس حقيقة المشهد المحترق في طهران، حيث نشبت أعمال عنف بين قوات مكافحة الشغب وأنصار موسوي، وبات الاحتمالية الأقرب للحدوث الآن هي أن الإدارة الأميركية ستكون مجبرة على مواصلة مبادرتها الدبلوماسية مع خصم مألوف وعنيد، وقد باتت لديه الآن مشكلة في الشرعية أيضاً. إلى ذلك، صرحت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، خلال زيارة لها إلى شلالات نياغارا بأونتاريو أمس السبت بقولها :quot; مثلنا مثل باقي دول العالم، نحن ننتظر ونترقب ما الذي سيقرره الشعب الايراني. ونأمل بالفعل في أن تعكس النتيجة الرغبة والإرادة الحقيقة للشعب الإيرانيquot;.

وفي محاولة لوضع صورة ايجابية على النتائج، شدد واحد من أبرز مسؤولي الإدارة الأميركية على الأمل الذي يتمحور حول أن كثافة المناظرة السياسية أثناء الحملات الانتخابية للمرشحين، وكذلك الإقبال الجماهيري الكبير على مراكز الاقتراع، قد يجعل أحمدي نجاد أكثر تقبلا ً للولايات المتحدة، إذا ما قام بتهدئة ردود الفعل المحتملة من الانتخابات المثيرة للجدل. وأضاف هذا المسؤول الذي رفض الإفصاح عن هويته نظرا ً لحساسية المسألة :quot; قد يشعر نجاد بذلك نتيجة للضغط الجماهيري، فهو يريد أن يحد من عزلة إيران. وقد يتسبب ذلك أيضاً في التشارك بالحوار بشكل أسرعquot;.

لكن المحللين الخارجيين قالوا أن الشكوك التي أحاطت بإعادة انتخاب أحمدي نجاد سوف تتسبب في خلق مشكلات جديدة. وتنقل الصحيفة في هذا السياق عن توماس بيكرينغ، أحد المسؤولين السابقين بوزارة الخارجية الأميركية، قوله :quot; هذه هو أسوأ نتيجة. فسيكون على الولايات المتحدة أن تشعر بالقلق إزاء الصورة التي تنقل عنها بأنها تعمل على إرضاء رئيس تعتبر شرعية انتخابه مساراً للجدل. ومن الواضح أن مفهوم توفير الحوافز سيكون أمرا ً غير مرغوب فيهquot;. وأضاف بيكرينغ ndash; الذي تربطه اتصالات غير رسمية بالايرانيين ndash; أن البيت الأبيض ليس أمامه من خيار سوى قبول النتائج، مشيرا ً إلى أن المحصلة سيكون من شأنها أن تعوق الجهود المبذولة لمداعبة طهران وسيشجع هؤلاء الذين يزعمون أن هذه الجهود غير مجدية.

في حين تؤكد مجموعة من المحللين والمسؤولين بالشرق الأوسط على أن النتيجة دعمت حقيقة أن القوة المطلقة لا تكمن فقط في الرئيس المنتخب ديمقراطياً، بل في المرشد الأعلى الايراني، آية الله علي خامنئي. ونقلت الصحيفة هنا عن كريم سادجادبور، خبير ايراني في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي قوله :quot; يجب أن نكون واضحين بشأن الأمور التي نتعامل معها. ومثلما نتعامل مع نظام الأسد في سوريا ونظام مبارك في مصر، نحن نريد أن نتعامل هنا مع نظام خامنئي في إيرانquot;. أما في إسرائيل، فقد قال المسؤولون أن فوز نجاد يشدد على خطوة التهديد الذي تُمثله طهران، وكذلك الحاجة إلى رد فعل صارم بدلا ً من السير وراء الدبلوماسية الصبورةquot;.

وفي العالم العربي، جاءت ردة الفعل منقسمة على نطاق واسع بين الفريق المؤيد إيران وحلفاء الولايات المتحدة الذين شعروا بأنهم مهددين منذ أن أصبح نجاد رئيسا ً للبلاد. ويقول الدبلوماسيون والمحللون السياسيون العرب أنهم لا يعتقدون أن إيران ستقوم بتغيير سياساتها النووية بغض النظر عن هوية الرئيس. وفي هذا الشأن نقلت الصحيفة عن دبلوماسي مصري رفض الكشف عن هويته تمشيا مع البروتوكول الدبلوماسي :quot; إن الاهانة والمواجهة والنظر إلى إيران كخصم يكون أمرا ً سهلا ً عندما يكون نجاد هو الرئيس، وبالفعل كان سينزعج كثيرون إذا ما تم انتخاب شخص آخر غيرهquot;.
قسم الترجمة - إعداد أشرف أبو جلالة