عامر الحنتولي من الكويت: عبثا حاولت أكثر من جهة كويتية أمس فك طلاسم سياسية تثار في الكويت وبغداد تتعلق بقرب إنضاج اتفاق يتيح تلبية المطلب العراقي الملح بخفض مجز للديون العراقية المترتبة للكويت منذ عقود طويلة، وإلغاء للتعويضات المترتبة للحكومة الكويتية على نظيرتها العراقية، والمتعلقة باحتلال الكويت، وهي التعويضات المثبتة بقرارات دولية، إلا أن مصادر حكومية كويتية أكدت لـquot;إيلافquot; أن الحكومة الكويتية لم تبرم إتفاقا من أي نوع مع نظيرتها العراقية لا في السر ولا في العلن بشأن الديون أو التعويضات، أو حتى المطلب العراقي المتمثل بتحريره من البند السابع المرتبط بالقرارات الأممية، علما أن البرلمان الكويتي قد نشط بقوة خلال اليومين الماضيين في التصويب على الحكومة لدفعها الى قول الحقيقة، وإعلان المخفي في ما يتعلق ببواطن أي إتفاق مع العراق.

يأتي ذلك في ظل خلافات قيل لـquot;إيلافquot; إنها تجددت بين الحكومة الكويتية والعراقية فجأة على خلفية الملفات ذاتها، مضافا إليها تكرار الإعتداءات العراقية على الحدود الكويتية العراقية من دون أن تحرك الحكومة العراقية في بغداد أي ساكن بشأن تلك التجاوزات التي أحياها مجددا أمس الشيخ محمد صباح الصباح النائب الثاني لرئيس الوزراء- وزير الخارجية الكويتي الذي زار العاصمة البريطانية لندن أمس فجأة واجتمع فيها مع وزير الخارجية البريطانية ديفيد مليباند وسط معلومات تؤكد أن اللقاء بين الصباح ومليباند قد خصص لرصد تطورات الخلاف الكويتي العراقي الساكن، والذي لم تنعشه تصريحات المجاملة السياسية التي أطلقتها الكويت وبغداد في أعقاب الزيارة التي قام بها مطلع الشهر الحالي إياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي، الذي رفضت مطالبه وإقتراحاته من الحكومة الكويتية والبرلمان على حد السواء.

وقال الشيخ الصباح في تصريحات صحافية في لندن إن quot;الكويت تحرص على دعم الاستقرار السياسي والأمني في العراق، وعلى أن يكون العراق داعما للأمن في المنطقةquot;، مؤكدا أن quot;بلاده يهمها بالدرجة الأساسية التزام العراق بقرارات الامم المتحدة لان هذا الالتزام يعطي الطمأنينة للجميع، وأن يقوم الاخوة في العراق بتنفيذ مجموعة من القضايا على رأسها الحدود لأنه لا تزال هناك تعديات عراقية على الحدودquot;.

وشدد الوزير الكويتي أن بلاده تعمل بشكل دؤوب على حل هذه القضايا السياسية والاقتصادية مع العراق مشيرا الى انه توصل الى اتفاق مع وزير الخارجية العراقي هوشير زيباري في هذا الشأن، بيد أن الوزير الكويتي أمسك عن الإفصاح عن ذلك الإتفاق.

ويأتي التخوف البرلماني الكويتي من اتفاق مفاجئ تبرمه الحكومة الكويتية مع قرب إنعقاد قمة كويتية أميركية في الأسبوع الأول من الشهر المقبل بين أمير دولة الكوتي الشيخ صباح الأحمد الصباح والرئيس الأميركي باراك أوباما، وسط اعتقاد كويتي أن الولايات المتحدة الأميركية تنحاز بشكل علني الى الحكومة العراقية في الخلاف مع نظيرتها الكويتية، وأن جهات داخل الكويت لا تطمئن بالقدر الكافي إلى الموقف السياسي الأميركي، إلا أن أمير دولة الكويت الموجود منذ نحو أسبوعين في العاصمة الأميركية سيعقد اجتماعات طارئة مع أركان القرار الأميركي لإطلاعهم على وجهة النظر الكويتية.