ماذا تريد المنظمات اليهودية من مبارك؟

تراجع دعم واشنطن للديمقراطية في مصر عام 2010

مجالات التعاون العسكري بين مصر والولايات المتحدة

قمة واشنطن- القاهرة.. لفرض التطبيع أم انتقال السلطة

نبيل شرف الدين من القاهرة: غادر الرئيس المصري حسني مبارك القاهرة متوجهًا إلى واشنطن يوم السبت، في أول زيارة له منذ أكثر من أربع سنوات، بعد الجفوة والأزمات المتكررة التي انتابت العلاقات بين البلدين خلال حكم إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وما اكتنفها من خلافات صامتة حينًا، ومعلنة أحيانًا أخرى. هذا ومن المقرر أن يلتقي مبارك خلال زيارته بنظيره الأميركي يوم الثلاثاء المقبل لبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية في مقدمتها القضية الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي وتداعيات التعامل مع الملف النووي على الأمن في منطقة الخليج، ولفت دبلوماسي مصري إلى أن مبارك سيناقش مع أوباما الموقف في السودان، وما يتعلق بتنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الجنوب والشمال، وتطورات الوضع في إقليم دارفور غرب السودان .

كما يلتقي مبارك عددًا من كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية منهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ومدير أجهزة المخابرات الوطنية الأدميرال دينيس بلير، ومستشار الأمن القومي جيمس غونز ونخبة من الشخصيات السياسية التي تولت مناصب هامة في الإدارات السابقة، وبعض الشخصيات من أعضاء مجلس النواب والشيوخ السابقين وجميعهم لا يزالوا على صلة وثيقة بأجهزة صنع القرار، كما يشمل اللقاء بعض السفراء الأميركيين السابقين في مصر، كما يلتقي مبارك بعدد من قيادات المنظمات اليهودية الأميركية .

وهذا هو اللقاء الثالث بين الرئيسين مبارك وأوباما على مدى ثلاثة شهور متتالية حيث كان اللقاء الأول في القاهرة، حينما ألقى أوباما خطابه التاريخي الذي وجهه إلى العالم الإسلامي في حزيران (يونيو) الماضي، ثم في إيطاليا بمناسبة انعقاد قمة الثماني بمدينة لاكويلا في شهر تموز (يوليو) الماضي .

ويرافق مبارك وفد رفيع المستوى يضم كلا من أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، ويوسف بطرس غالي وزير المالية، وأنس الفقي وزير الإعلام، ورشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة، وذكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، فضلاً عن عمر سليمان مدير جهاز الاستخبارات المصري .

ملف إيران والخليج

وقبيل مغادرته وصف سليمان عواد المتحدث باسم الرئاسة المصرية زيارة مبارك للولايات المتحدة، بأنها تشكل بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، بعد تباعد استمر لأكثر من خمس سنوات، وقال عواد إن ملف إيران النووي والأمن الإقليمي سيتصدران أجندة المحادثات بين الرئيسان المصري والأميركي، فضلاً عن الموقف في السودان، لكنه أكد تطلع مصر لمواقف إدارة أوباما في وضع تصور جديد لمسار عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل معولاً على ما وصفه بضرورة انتهاز الفرصة السانحة في هذا المضمار والزخم الذي يحيط بهذه القضية الشائكة .

وأضاف عواد أن القمة المصرية - الأميركية ستتناول أيضًا العلاقات الثنائية وسبل دعمها في مختلف المجالات في ضوء الرغبة المشتركة لدفعها والاستفادة من الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية .

وكانت القاهرة قدأبدت قلقًا من احتمالات قيام إسرائيل أو الولايات المتحدة بتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإسرائيلية، وحذرت من انعكاسات ذلك على الأمن الإقليمي، كما تخشى القاهرة في الوقت نفسه من إمكانية أن تنجم أي مفاوضات تجري مع طهران عن نتائج قد تكون على حسابها وموقعها الإقليمي.

وتعتبر الإدارة الأميركية أن مصر تشكل نموذجاً للاعتدال والاستقرار في المنطقة، خاصة في الكفاح ضد أيديولوجيات وأعمال العنف والتطرف.

وكانت صحيفة quot;يديعوت أحرونوتquot; قد ذكرت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتف الرئيس المصري بهدف تنسيق المواقف قبيل زيارة مبارك للولايات المتحدة، وأنهما تناولا موضوع الجندي الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة غلعاد شاليط وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة quot;حماسquot;.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن نتنياهو ومبارك تناولا موضوع الاتصالات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى، وأشارت إلى حدوث تطور في الاتصالات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وquot;حماسquot; بواسطة مصر، وذكرت أن رئيس مجلس الأمن القومي والمستشار السياسي لنتنياهو عوزي أراد زار القاهرة واجتمع بمدير المخابرات المصرية عمر سليمان ومسؤولين مصريين آخرين، وأضافت أن مبعوث نتنياهو حجاي هداس يعتزم التوجه إلى القاهرة لتنسيق المواقف بين الدولتين عشية زيارة مبارك إلى واشنطن .

العلاقات الثنائية

وحسب مصادر دبلوماسية أميركية في القاهرة، فإن الإدارة الأميركية ستركز على ما يمكن عمله لدعم الشراكة مع مصر من أجل تعزيز المصالح المشتركة، وكانت السفيرة الأميركية مارغريت سكوبي قد أشارت إلى أن بلادها ترغب في رفع علاقاتها مع مصر إلى مستوى أعلى من خلال الحوار الاستراتيجي .

وأشارت السفيرة الأميركية إلى أنه بالرغم من الصعوبات والتعقيدات والتاريخ الطويل من التوقعات التي لم يمكن تحقيقها فإن الإدارة الأميركية سوف تواصل الالتزام الكامل بتحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط

وبالنظر إلى العلاقات المصرية ـ الأميركية، وعلى مدار أكثر من ثلاثة عقود تشير البيانات الرسمية إلى أن الأميركيين استثمروا قرابة 60 مليار دولار في المساعدات الأميركية من أجل بناء وتأمين مستقبل أفضل في علاقات البلدين .

وتشير السفيرة الأميركية لدى القاهرة إلى أن التجارة أصبحت أهم أوجه العلاقات الاقتصادية المصرية ـ الأميركية، وأن الولايات المتحدة هي الشريك التجاري الأكبر في مصر حيث تقوم بشراء 33% من صادرات مصر في العالم، كما بلغ حجم التجارة البينية بين البلدين أكثر من 96 مليار دولار في الفترة من عام 1985 وحتى عام 2008، ولا يعد حجم التجارة الجزء الأهم في هذه القضية، بل سرعة نمو النشاط التجاري، وفي ما بين 2003 إلى 2008 نمت التجارة الثنائية بمقدار 124% حيث زادت قيمتها من 3.75 إلى 8.4 مليار دولار، وخلال الفترة نفسها زاد حجم الصادرات المصرية لأميركا بنحو 107% .

وتشير المصادر الرسمية الأميركية إلى أنه نتيجة لنمو الاقتصاد المصري في الثلاثين عامًا الماضية تضاعف دور منظمات المنح الدولية في مصر، فقد مثلت المساعدات الأميركية عام 1980 لمصر نحو 10% من إجمالي الناتج المحلي، وفي العام 2008 زادت المساعدات بنسبة 1% من مجمل الناتج المحلي.

وأشار خبراء الإستراتيجية ومراكز الدراسات والأكاديميين في الجامعات المصرية إلى أن زيارة مبارك لواشنطن تفتح حوارا ثنائيا مصريًا ـ أميركيًا على أعلى المستويات ليغطى الكثير من القضايا الملحة على الساحتين الإقليمية والدولية .