إيلاف تفتح ملف المستشفيات العربية 4-5
مشافي سوريا: المحظوظون في العاصمة... المهددون في المحافظات

بهية مارديني من دمشق: لعل العاصمة السورية دمشق هي الأوفر حظًا بين المحافظات السورية من حيث العناية الصحية والنظافة العامة في مستشفياتها الحكومية وعددها، وعلى الرغم من أن وزارة الصحة ومكان مقرها الرئيس ومكاتبها في وسط العاصمة دمشق تحتاج الى النظافة وإعادة النظر، منذ أن تبدأ الولوج إلى المدخل الذي تت

مستشفيات غزة نظافة دون علاج

المستشفيات السعودية: علاج مجاني مؤجل لعدم توفر سرير

مستشفيات الجزائر: ليس بالإمكان أفضل مما كان

كوم فيه المكاتب القديمة ومخلّفات الوزارة وتتراكم لفترة طويلة، إلا أن حال المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للوزارة وانتشارها وسهولة الدخول إليها افضل في دمشق، فهناك على سبيل المثال مستشفيات المواساة والمجتهد وحرستا والعديد من المستشفيات الحكومية الجيدة نسبيًا والمتوزعة بشكل صحيح على الخارطة الجغرافية لدمشق وريفها، والتي تقل فيها الشكاوي نسبة الى مستشفيات المحافظات السورية.
الا ان المشكلة الاساسية تنصب انه كلما ابتعدت عن العاصمة كلما ازدادت المشكلات من كل النواحي، قلة المستشفيات، عدم نظافتها، صعوبة الدخول إليها...

والمشكلة الاساسية في المحافظات البعيدة والنائية عن العاصمة ليست موضوع النظافة بل عدم وجود المستشفيات في بعض الاختصاصات، واشتكى اهالي محافظة الحسكة لايلاف ان مرض الكبد الوبائي يعتبر من الامراض المستوطنة في محافظة الحسكة وحسب تقديرات الاطباء، فهناك الالاف من حاملي هذا المرض، وعلى الرغم من ذلك لم تحدث وزارة الصحة مركزًا لهذا المرض في هذه المحافظة، بل احدثت وزارة الصحة مركزًا لأمراض الكبد في محافظة دير الزور ومثل هؤلاء المرضى يحتاجون الى ادوية غالية الثمن للمعالجة وهذه الادوية متوافرة في دير الزور، ولنفترض ان هناك مريضًا من منطقة المالكية اقصى شمال شرق سوريا ويجب عليه الحصول على دوائه مجانًا بشكل شهري، إلا أن المسافة اكثر من 350 كم ليقطع 700 كم ذهابًا وايابًا عدا ما تكلفه من اعباء السفر وانهاك للقوى وما يلزمه مصاريف باهظة للنقل بعد ارتفاع اجورها، إثر ارتفاع المازوت ومن هنا ناشد ابراهيم عيسى وزارة الصحة والمسؤولين في القطاع الصحي العمل بأقصى سرعة لفتح مركز في القامشلي لانها تتوسط محافظة الحسكة، علمًا بأن الكادر الطبي المتعاقد مع الوزارة موجودين ومتوافرين، وقال ان ذلك حرصًا على سلامة المواطن السوري الذي يعاني.

وحول اوضاع المستشفيات قال ان المستشفى في منطقة راس العين جيد ولكن ينقصه الكادر الطبي رغم وجود كل الامكانيات والتجهيزات، ونظافته مقبولة، وسعته 200 سرير، الا ان منطقة الدرباسية تحتاج الى عناية واعادة نظر (تبعد مدينة الدرباسية عن مدينة الحسكة اكثر من 70 كم وتبعد عن راس العين والقامشلي اكثر من 50 كم ) فهناك مشفى كبير نسبيا في القامشلي كما ان هناك مشفى وطني كبير في محافظة الحسكة الا الدرباسية فبعد اغلاق المركز الاسعافي تم هدم المركز الصحي (المستوصف ) واشيد بناء مؤلف من طابقين بدلا عنه، وهذا البناء يصلح ليكون مركزا اسعافيا سعته اكثر من 20 سريرًا، الا ان مديرية الصحة في محافظة الحسكة اسمته مركزًا للتوليد الطبيعي ولكن هذا المركز حاليًا لا يعمل بسبب عدم وجود الكوادر من القابلات القانونيات والعمال.

إيلاف: طالما شكا زوار لمستشفيات في عدد من الدول العربية من الواقع الخدمي المتدني الذي يفتقد لشروط النظافة في تلك المستشفيات التيتأثرت بعقدة المركز والاطراف حيث ترتفع العناية والاهتمام بالمرضى كلما اقتربنا من مركز العاصمة أو المحافظة وتتدهور كلما ابتعدنا عن المركز.
وتشكل الاسعار المرتفعة في المستشفيات الخاصة عائقًا دون اجراء عمليات ربما فقد مرضى حياتهم بسببها.
وقد جال مراسلو إيلاف على عدد من المستشفيات في العواصم والمدن العربية وتحدثوا للمرضى والأطباء والعاملين فيها ضمن تغطياتهم لملف المستشفيات العربية.
وننشر هنا تحقيقات يومية من عدة دول عربية عن واقع المستشفيات فيها.
وقد نشرت ايلاف في وقت سابق رسالة مفتوحة الى وزارة الصحة وورد من وزارة الصحة ردًا على الرسالة المفتوحة افادت فيه انه حاليًا يجري العمل في مركز التوليد كعمل اداري أي 8 ساعات.
واستغرب عيسى مثل هذا الجواب فقد افتتح المركز في شهر 3 من العام 2006 اولا وثانيا لو تم تحويل هذا المركز الى مركز اسعافي لكان من الممكن ان يتم به التوليد الطبيعي والجراحي ايضًا، وان الكوادر الطبية والمتعاملة مع وزارة الصحة متوافرة وموجودة في منطقة الدرباسية وان الوزارة لن تتكبد مبالغ كبيرة لان التجهيزات الطبية الموجودة في المركز القديم في راس العين سياكلها الصدأ وسيتم الاستفادة منها لو تم تحويلها الى الدرباسية كما ان مستوصف المركز الصحي في الدرباسية يعاني من قلة الادوية الاسعافية اللازمة كالامصال المضادة للعقارب والافاعي وان كتاب وزارة الصحة الذي وافتنا به يفيد ان الوزارة سمحت بتزويد الامصال المضادة للدغات العقارب وعضات الافاعي للمناطق النائية التي تبعد اكثر من 100 كم على المستشفيات فماذا يحصل لو عدل القرار الوزاري الى 50 كم كما ان ايميل وزارة الصحة وبفعل الادوية المهربة الموجودة في الصيدليات افادت الوزارة انه من مهام اللجنة المختصة وفقا للمادة 28 واننا نستغرب وكان ليس للوزارة علاقة باللجان كما ان المركز الصحي في الدرباسية يعاني من الاهمال من قبل مديرية الصحة في الحسكة، تصوروا انه لايوجد الخيوط الجراحية وابر الحقن ماعدا التي تستعمل للاطفال، وتصوروا ان التجهيزات مخبر مستوصف الدرباسية تعطل وارسل الى الفنيين في راس العين منذ شهر 5 العام 2008 وحتى الان لم يرسل بديلا عنها او تتم صيانتها.
ولفت الى انه في محافظات الحسكة ظهرت شرائح فاسدة لاختبار الحمل دون ان يجر أي تحقيق لكشف ملابسات هذه الصفقة.

واشتكى احد المرضى ان هذه ليست المرة الاولى فقد وزعت وزارة الصحة دواء مخبريا لكشف الحمى المالطية وكان فاسدا و تبين لدى تعاطيه من احد المرضى ان المريض غير مصاب بعد تعاطيه الدواء المخبري، على الرغم من أنه تبين بعد ذلك انه مصاب وتم اعادة الدواء الى مصدره واعترف رئيس المركز الصحي في الدرباسية اثناء لقاء جماهيري بصحة وحقيقة توزيع الادوية الفاسدة.
وبالنسبة لادوية الامراض المزمنة والتي ذكرت وزارة الصحة انها تعمل بشكل كامل تساءل عيسى اين هي هذه العيادة وفي اية منطقة، وهل يعقل ان يسافر من منطقة الدرباسية الى احد المراكز الصحية في المستوصفات لياخذ دواءه المجاني وهل يحتمل مثلا مصاب بمرض السكري او بضغط الدم كل هذه المسافات لياخذ دواءه؟.
وعلى الرغم من أن موقع وزارة الصحة السورية لدى فتحه على الانترنت يعكس اقسامًا يتم التحدث عنها في الاسعاف والخدمات الصحية، الا انه يحتاج الى ارقام على ارض الواقع وهي اقل لاشك من المأمول منه، على الرغم من أنه خبراء في وزارة الصحة يشاركون في دورات مكثفة لمدراء المستشفيات، ممولة من قبل الاتحاد الأوروبي، وهي جزء من برنامج تحديث القطاع الصحي لتحسين العناية الصحية للسوريين الا ان الامر يحتاج الى وقفة جدية من المسؤولين عن هذا القطاع الذي تدعمه ايضا منظمة الصحة العالمية كما ان الاتحاد الأوروبي يعلن انه يدعم مباشرة جهود الحكومة السورية في تحديث قطاع الصحة وتحسين الخدمة الصحية في كل أنحاء سوريا، من خلال برنامج تحديث القطاع الصحي لمدة خمس سنوات. إضافة إلى دعم البرنامج، منح بنك الاستثمار الأوروبي سوريا قرضا بقيمة 100 مليون يورو لتجهيز 15 مشفى جديد بشكل كامل.