بمناسبة مرور عشر سنوات على تأسيسها
كنيسة مارادونا تحتفل بتعيين quot;ابنها البارquot; مدربًا للأرجنتين

روميو روفائيل من لندن: إنه صبي من ريف ميسيرا الذي وصل إلى قمة كرة القدم العالمية. إنه عبقري كرة القدم الذي فاز بثلاث مباريات فقط مدربًا للأندية. إنه صاحب أحد الأهداف الأكثر إثارة للجدل في تاريخ بطولات

مارادونا في صورة مشتركة مع لاعبي مانشستر يوناتيد
كأس العالم. أهدى كتاب سيرته الذاتية لكارلوس منعم في تسعينات القرن الماضي وإلى بطل الثورة الاشتراكية فيديل كاسترو. سائقه السابق في ايطاليا ادعى بأنه عاشر آلاف من النساء في نابولي، وما زالت زوجته السابقة تتفاعل مع صورته كإنسان. إنه لا يكف عن الحديث عن بناته، لكنه لا يعرف ابنه الذي ولد في ايطاليا. إنه مدين للحكومة الايطالية بملايين من الدولارات لهروبه من دفع الضرائب، ولكنه ليس غنيًا بأي حال من الأحوال، ويعيش في شقة متواضعة على مشارف بوينس آيرس. منع من دخول في 5 دول بتهم تتعلق بتعاطيه المخدرات. وهو يعيش أكثر من اقتراح تجسيد عنوان quot;أماندو مارادوناquot; (حب مارادونا).

ومع كل هذا الحديث الذي قد يبدو بأنه غير منطقي، تولى دييغو أرماندو مارادونا مسؤولية تدريب منتخب الأرجنتين.

اختيار تعيين دييغو يوم الثلاثاء الماضي طغت على كل أخبار كرة القدم في العالم. المواقع الالكترونية في الارجنتين كانت تتعقب مراحل تعيينه خطوة خطوة، وكذا صحافتها والصحافة العالمية، وجرت أشهر الأعمال التحضيرية للاحتفال تكريماً لمارادونا في quot;بيتزا باناناquot; وهو نادٍ ليلي مهمل، كما يوحي اسمه.

وضعت صورة بالحجم الكبير لحارس مرمى انكلترا السابق بيتر شيلتون وهو يحيي الضيوف على مدخل النادي. وبدأت الصورة طبيعية، ولكن كان هناك شيء مختلف، لم يكن مارادونا في الصورة ولم تكن هناك كرة أيضاً. شيلتون لا يزال يلوح بيديه في الهواء، ولكن في هذه الصورة هو وحده (نسبة إلى الهدف الأول لمارادونا الذي سجله بيده في مرمى انكلترا في الدور الربع النهائي لكأس العالم لعام 1986).

وبعدها بساعات قليلة، الصغار والمراهقين والمتزوجين وحتى بعض البرازيليين اعتنقوا الايمان واصطفوا بترقب وهم يرتدون قميص منتخب الأرجنتين ويبعثون النشاط السماوي لحظة استحواذ مارادونا على الكرة من شيلتون وتسجيله هدفه الأول في مرمى انكلترا. إنها المعمودية في quot;كنيسة مارادوناquot;، وكان المتعبدون يرنمون في مسيرة حاشدة وهم يرتدون ثياب كهنة.

نسخة طبق الأصل من كأس العالم وضع عالياً في الكنيسة إلى جانب كرة قدم مغطاة بأسلاك توحي إلى الانتصار، وجلس المتعبدين حول الطاولات مع تحذير قاس من أحد المنظمين: quot;بعض النظر عما تقومون به، لا تضحكواquot;.

وقال أحد المؤمنين بوجه يدل على الصرامة ومن دون تلميح لأي سخرية: quot;دييغو هو إلهنا، كان ديفيد ضد جالوت دائماً. عليكم أن تتذكروا ما فعله بالنسبة إلينا، وما فعله بالنسبة إلى هذا البلدquot;. ولكن اليخاندرو، أحد مؤسسي quot;كنيسة مارادوناquot; ليس متأكداً عما جعل اتحاد الكرة الأرجنتيني من تعيين مارادونا مدرباً لمنتخب البلاد عشية احتفال الكنيسة بمرور عشر سنوات على تأسيسها

وقال: quot;نحن ندخل عام 48 بعد الميلاد (48 عاماً بعد دييغو)، هل كانت هناك قوة روح كونية لهذا العمل؟ لا أعرف، أم كان قدر أم مجرد صدفة، إنما هي هدية عيد ميلاد، وهو يستحق ذلكquot;.
ما إذا كان مارادونا يستحق فرصة تدريب منتخب الأرجنتين التي هي مثيرة للجدل، إلا أنه ما زالت هناك شكوكاً حول استقراره العاطفي. فالكثير من مشجعيه لا يريدون أن يروه بالقرب من منتخبهم الوطني. وإذا كان دييغو لم يعلن

مارادونا مع لاعب مانشستر جيجز
غبته في تدريب الأرجنتين ويضع اسمه لهذا المنصب، فلم يكن أحد قد اقترح ترشيحه. وكان الشخص المفضل ليحل محل المدرب السابق الفيو باسيلي هو كارلوس بيانكي، ولسبب وجيه جداً، فإنه من على خط تماس الملعب فقد فاز ببطولات تضاهي خمسة أضعاف المباريات التي فاز بها مارادونا (فاز في 3 مباريات وتعادل في 12 وخسر 8 في حياته التدريبية). ومع ذلك، فإن علاقة بيانكي بالرئيس التنفيذي لاتحاد كرة القدم الارجنتيني خوليو جروندونا كانت فاترة. ومع جلبه مارادونا وإلى جانبه كارلوس بيلاردو للعب دور المنسق، فإن جروندونا استطاع أن ينجح في تهدئة اثنين من منتقدي قيادته. إذ قبل عام فقط قال مارادونا عنه إنه quot;من المافياquot;، بينما ادعى بيلاردو بأن مغادرة جروندونا لاتحاد الكرة سيحل الكثير من مشاكل كرة القدم في البلاد.

في حين لا يزال جروندونا يحصن قوته في اتحاد الكرة، وهو المنصب الذي تولاه منذ عام 1979، فإن تعيين quot;الخبيرquot; بيلاردو كان أمراً حيوياً. عمل مارادونا لوحده سيقود منتخب الأرجنتين إلى المصير المجهول، لذا عقب أحد المسؤولين في اتحاد الكرة في تصريح لصحيفة quot;كاريسياquot; قائلاً: quot;نحن نحب مارادونا، ولكنه اعطائه كل مسؤوليات المنتخب الوطني ستكون عملية انتحاريةquot;.

ويحيط مارادونا نفسه دائماً بفريق عمل واسع النطاق. وعندما عاد قبل أسبوعين من جورجيا لملاقاة جروندونا للبحث عن منصب مدرب البلاد، كان معه 15 quot;مساعداًquot;.

كمدرب للمنتخب الوطني، يبدو أن لا شيء قد يتغير. بيلاردو يعمل بكل جهد لينأى بنفسه على أن يكون له دور كبير مع اتحاد الكرة. quot;سيكون من واجب مارادونا أن يخرج إلى خط تماس الملعبquot; قالها بيلاردو أكثر من مرة في مقابلات تلفزيونية عدة التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين. ولكن حتى لو كان quot;صاحب الأنف الكبيرquot; كامناً في الظل، ستكون هناك مجموعة كبيرة من المساعدين لمارادونا.

وسينضم إلى بيلاردو سيرجيو باتيستا الذي سيكون مساعداً أول لمارادونا، إلى جانب خوسيه لويس براون الذي سجل هدف الارجنتين الأول في مرمى المانيا في نهائي كأس العالم 1987. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع أعلن مارادونا أنه يريد أيضاً اوسكار روجيري واليخاندرو مانكوسو بجانبه. وعلى هذا الأساس، سينتهي دييغو مع عدد من مساعدين أكثر من اللاعبين جالسين بجانبه على مقاعد البدلاء في ملعب quot;هامبدون باركquot; عندما يتقابل منتخب اسكتلندا مع الأرجنتين يوم 19 الجاري في مباراة ودية.

بيد أن العديد من مساعدي مارادونا استطاعوا في اقناع جروندونا لتعيينه، ولكن لا أحد يشك في أن هذا هو كل شيء عن مجرد شخص واحد.

العودة إلى quot;بيتزا باناناquot;، ومع اقتراب منتصف الليل بدأت مسابقات quot;من يعرف أكثر عن دييغوquot;، وانتهت كما انتهت منافسة quot;أفضل وشم لدييغوquot;. بابلو، الذي وشم وجه دييغو على صدره، كان واحداً من أفضل المرشحين لإحراز

مارادونا مع لاعب الارجنتين تيفيز
للقب. وكان قد اختار تصميم وجه دييغو عندما كان في كوبا، وقال إنه يريد أن يكون قريباً منه. وفي الوقت نفسه، وشم مجموعة من المهتدين أنفسهم بهدف مارادونا ضد شيلتون وهم الآن أعضاء كاملين في quot;الكنيسةquot; وعليهم الآن أن يلتزموا بـquot;الوصايا العشرةquot; التي تلزم واحدة منها الوالدين بتسمية ابنهم باسم دييغو بمجرد حلول منتصف الليل. وكان أحد المصورين الذي يقوم بتغطية الحدث قال: quot;أنا خارج من هنا... لأن هناك كثير من الحمقىquot;!

وبحلول منتصف ليل الثلاثاء الماضي بدأ بث نقل الحفل من التلفزيون الوطني، ولكن لا ظهور لمارادونا، إلا أن صوته المألوف يأتي من المايكروفونات: quot;شكراً لكم، شكراً لدعمكمquot;، قبل أن تغني مجموعة: quot;سوف نفوز، سنكون أبطالاً مرة أخرى، مثلما حدث في 86quot;، ويردد مارادونا: quot;وهذا هو أمليquot;.

مع المجموعة التي يقودها مارادونا، فإن اتحاد الكرة الأرجنتيني يريد أن يستعيد نشوة النصر بكأس العالم 1986 مرة أخرى. ولكن حتى الآن ليس جميع أعضاء الاتحاد قانعين بنجاح مارادونا، فخورخي فالدانو الذي أشاد بدييغو كلاعب، قال إنه من الخطر جداً منحه منصب المدرب الوطني. ومع أن الأرجنتين بعيدة بعض الشيء من ضمان التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام في جنوب افريقيا في عام 2010، فإن مارادونا سيحتاج إلى كل الوقت لايجاد الصيغة السليمة والصحيحة للحصول على فريق متكامل ومتوازن ويسجل أهدافاً ويفوز في المباريات الودية قبل مباراته المقبلة ضد فنزويلا في آذار المقبل في تصفيات كأس العالم وبعدها.
ومع المباراة الدولية الودية في 19 الجاري ضد اسكتلندا، وهي أول مباراة يقودها مارادونا، فإن التكهنات ستتواصل. وقد عرض العظماء والكبار من كل انحاء العالم بالفعل عن رأيهم وقرارهم بشأن تعيين مارادونا مدرباً للأرجنتين، فيعتقد الفريدو دي ستيفانو أن لديه quot;قوة وسمعة وروح قتالية للنجاحquot;، أما فرانز بيكنباور فقال: quot;مع هذا العمل فإن مارادونا يمكن أن يجعل حياته تسير على مسارها الصحيحquot;. بيليه، كما هو متوقع، فإنه حذر من أن quot;ليس كل لاعب عظيم يمكنه أن يكون مدرباً عظيماًquot;، في حين أن مواطنه البرازيلي زيكو ذهب إلى القول: quot;يمكن لأرجنتين أن تفوز بكأس العالم بقيادة مارادونا، ربما حسن نية الأرجنتين ستأتي بثمارهاquot;.

يذكر أن مارادونا ومساعديه قد وصلوا إلى انكلترا في وقت سابق من هذا الأسبوع، وقد زار دييغو مركزي تدريب مانشستر يونايتد وليفربول والتقى باللاعبين الأرجنتينيين في الناديين وأعلن تعيين لاعب خط وسط ليفربول تشافي ماتشيرانو كابتنا لمنتخب بلاده الذي سيقابل اسكتلندا في 19 الجاري.

وهنا مع واين روني