قبيل اقل من أسبوعين على موعد إطلاق صافرة البداية لمجريات موقعة القاهرة التي كان سبقها البعض الرسمي والإعلامي بالبلدين العربيين الى الترويج لواجب الاستقبال بالورود وعدم تجاهل ان المتأهل يظل عربياً على اية حال فضلاَ عن ان نتيجة مواجهة كروية حاسمة لاتعني الخروج عن المنطق والتعرض لصلات الدين واللغة والاخوه والمصير الواحد بين الفراعنه وضيوفهم الخضر , أرسل الاتحاد الدولي لكرة القدم quot;فيفاquot;، خطابا مكتوبا إلى اتحاد الكرة المصري يحذره فيه من أعمال شغب جماهيره في مباراة الحسم محملاً اتحاد الكرة المصري المسؤولية كاملة لحماية لاعبي المنتخب الجزائري وهدّد بعقوبات قاسية في حال تسجيل أي تحرشات ضد زملاء مغني والطاقم الفني الجزائري .

ومالم يعرف ان كان إنذار الفيفا الأخير سيشكل عاملاً للتهدئة أم ان له توابع من شانها التأزيم بالنظر إلى ان المنصب بعضوية لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي الذي يشغله ايضاً رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد روراوة بعدما كان حمل التوتر الحاصل إلى وسائل الإعلام في البلدين , على خلفية تأكيد البعض حدوث تدخل في المحكمة الرياضية الدولية من أجل إيقاف عصام الحضري قبل المباراة.

لكن روراوة رد : quot;أقول لمن يثير هذا الكلام إن هذا الكلام فارغ وكذب وغير مسؤول، ومن يفكر في هذا الأمر بليد جداً، وأعود وأقول إن الحضري إنسان طيب وأحبه كثيراً كلاعب وممثل رياضي عربي، وبالعكس تماماً أتمنى أن يخرج الحضري من هذه الأزمة بلا أية عقوباتquot;.

ومع اقتراب ساعة الصفر لمباراة الحسم التي ستجمع منتخب مصر لكرة القدم بنظيره الجزائري الأول يوم الرابع عشر من شهر نوفمبر الجاري على ستاد القاهرة الدولي ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010م , وصفت بعض وسائل الإعلام الغربية تلك المنافسة المرتقبة بأنها ستكون مباراة الكراهية برغم تتابع محاولات أطراف مصرية وجزائرية تمثلت في المسارعة لتقديم دعوات للتعقل والتمسك بالروح الرياضية في مواجهة طغيان التداعيات المحيطة بها التي يخشى أن تستفحل سلبياتها لدرجة وجد البعض أنها ربما تؤثر في الامن القومي العربي .

مشجعات مصريات في المدرجات لمؤازرة المنتخب وفيما كشف عن أن فنادق مصرية مهمة وقريبة من مطار وملعب القاهرة كانت رفضت استضافة بعثة المنتخب الجزائرى التى ستحضر إلى القاهرة يوم 12 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل , وبررت إدارة هذه الفنادق القرار بعدم وجود غرف شاغرة بها لاستضافة البعثة، وهو ما انتقدته الصحف الجزائرية، واعتبرت أنه يأتي في إطار حرب نفسية يشنها الجانب المصرى , طالب سمير زاهر، رئيس اتحاد الكرة المصري quot;أولتراتquot; الأندية المصرية بتنظيم نفسها لتشجيع الفراعنة أمام quot;الخضرquot;، ويحاول زاهر من خلال القرار ذاته تنظيم الجماهير وكبح التصرفات غير الرياضية خاصة وأن المباراة ستشهد حشدا جماهيريا كبيرا سيتجاوز 80 ألف متفرج .

وبدأت بعض أجهزة الإعلام في الجانبين بإثارة الجماهير بشكل غير طبيعي ووصل الأمر إلى خروج مذيع مصري شهير في قناة فضائية عربية قائلا عن الشعب الجزائري: quot;لماذا يكرهوننا ونحن من حررناهم وعلمناهم العربيةquot; فقامت صحيفة جزائرية بالرد عليه مطالبة بقطع لسانه وتابعت: quot;أن الجزائر هي من حاربت مع مصر في حرب أكتوبرquot;. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة المزيد من تبادل الشتائم وإحياء النعرات العنصرية ويحتاج المنتخب المصري إلى الفوز بثلاثة أهداف للوصول لكاس العالم؛ حيث طالب عدد من النقاد الرياضيين في مصر بشحذ الهمم والاستعداد للمعركة الحاسمة !!

وكانت الصحف والمنتديات الجزائرية قد صورت لاعبي مصر في صورة جماعية وغيرت وجوههم ووضعت صورا لفنانات مصريات، بينما نشرت صورة لحسن شحاتة -المدير الفني للمنتخب- على هيئة عروس يتزوجها سعدان , ورفض نجم الأهلي والزمالك والمصري السابق المبادرة التي قام بها أحمد شوبير -زميل حسن في مونديال إيطاليا 1990- بزيارته للجزائر وإجرائه لمقابلة مع مجموعة من الصحفيين والجماهير الجزائرية، في محاولة منه لتهدئة الأجواء بين الجانبين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة لن تفيد، ما دامت المشاحنات الإعلامية الجزائرية مستمرة.

غير أن اللافت كان ما أوردته الشروق اولاين في تقرير لها بعنوان : من الفتنه .. إلى الشرك بالله , واستهلته بان كل شيء أصبح مباحا لدى بعض مرضى القلوب الذين يسارعون نتيجة 14 نوفمبر قبل موعدها إذ يروّج الشيخ أبو بكر في بلدة غريس بولاية معسكر لرؤية رآها منذ أيام حول تعادل سلبي يجمع بين المنتخبين الجزائري والمصري في القاهرة، وتواجد الجزائر في فوج البرازيل في المونديال.. وقال quot;أبو بكرquot; في مكالمة مع الشروق اليومي أنه يتمنى أن تحل مشاكله المادية، حيث يدين له أحد التجار بمبلغ 300 مليون، وهو يظن أن رؤياه هذه هي هدية للجزائر ويجب بعد تحقيقها أن يكرّم لأجلها وقال إنه رآى حلمين تحققا في لقاءي زامبيا ذهابا وإيابا..

كما لفتت إلى الناقد الرياضي المصري القدير حسن مستكاوي الذي قالت انه صار يلجأ إلى تغيير مكان جلوسه مع زميله في كل شوط حتى يتحقق الفوز وتنقلب الخيبة إلى انتصار بعد أن فعل ذلك في مباراة القاهرة مابين الفراعنة ورواندا، حيث كان التعادل السلبي مسيطرا على مجرياتها وعندما قام بتغيير مكانه مع زميله بجلوس كل واحد في مقعد الآخر سجل رفقاء أبو تريكة هدفان، وتحقق الفوز ذاته في الشوط الثاني في رواندا وفي زامبيا بذات الطريقة أي في الشوط الثاني وبتغيير المقعد..

وتابعت : إذا كانت الأمور قد سجنت في الفأل الحسن بزمن المباراة وبمكان إجرائها إعلاميا، فإنها أخذت أبعادا أخرى لدى البسطاء وبدأت بعض الصحف المصرية بالترويج لقارئات فنجان ومتكهنين مشهورين، لكن الغريب وبرغم أن هذه التنجيمات مختلفة بين المتكهن بالفوز بأربعة أهداف كما قالت له النجوم التي سبق لها أن قالت له أن الجزائريين يفوزون بثلاثية في البليدة رغم أنهم لم يعلنوا عن ذلك أبدا، وبين المتحدث عن فوز بسداسية كاملة، الغريب أن لا أحد من المتكهنين المصريين تحدث عن الهزيمة أو الخيبة، لأنه يدرك أن البسطاء شعارهم أن المنجمين يصدقون ولو كذبوا.. حيث إذا صدقت نتائجهم بلغوا الشهرة وصاروا من أكبر المتكهنين، أما إذا كذبت وحصلت الخيبة فسينساهم الإعلام ويهتم بانتقاد المتسببين في النكسة.