سيضطر منظم المباراة الودية التي جمعت فريق إنتر ميامي الأميركي مع نجوم هونغ كونغ، إلى إعادة 50 في المئة من ثمن التذاكر للجمهور بعد احتجاجات واسعة بسبب جلوس ليونيل ميسي على مقاعد البدلاء طوال المباراة التي أقيمت في هونغ كونغ خلال شهر شباط (فبراير).

وأدى غياب ميسي عن المباراة، والذي ألقى باللوم فيه على الإصابة في عضلات الفخذ الخلفية، إلى إثارة غضب المشجعين لأسابيع، وأطلقوا صيحات استهجان وطالبوا باسترداد الأموال في نهاية اللقاء، بحسب مراسلة بي بي سي نيوز في هونغ كونغ، كيلي نغ.

وحضر المباراة التي أقيمت على ملعب هونغ كونغ نحو 38 ألف مشجع، ودفع بعضهم نحو خمسة آلاف دولار محلي (يعرف بدولار هونغ كونغ)، وهو ما يعادل نحو 640 دولارا أميركيا، مقابل التذكرة الواحدة.

استرداد أموال التذاكر

مشجعة تتزين بشعار "أنا أحب ميسي" في هونغ كونغ
Reuters

وقالت شركة تاتلر آسيا، منظمة المباراة، إن حاملي التذاكر الذين تقدموا بطلبات لاسترداد الأموال يجب أن يوافقوا على عدم اتخاذ إجراءات قانونية أمام أي محكمة أو هيئة قضائية أو تنظيمية.

وستكلف المبالغ المستردة ما يصل إلى 56 مليون دولار هونغ كونغ ( أي نحو 7.1 مليون دولار أميركي).

وقالت شركة تاتلر آسيا: "علمنا أن ميسي لن يشارك في المباراة بين الشوطين فقط، وطلبنا من إدارة إنتر ميامي أن يطلبوا منه النهوض والتفاعل مع الجمهور وشرح أسباب عدم مشاركته في المباراة، لكن دون جدوى".

وأكدت الشركة أنها كانت على اتصال بحكومة هونغ كونغ من أجل حل المشكلة.

اتهامات بالغياب لـ "دوافع سياسية"

ليونيل ميسي خلال مباراة له في اليابان
Reuters
ليونيل ميسي خلال مباراة له في اليابان

ولعب ليونيل ميسي مباراة ودية في اليابان بعد غيابه عن مباراة هونغ كونغ، وقال إنه يأسف لعدم تمكنه من اللعب في هونغ كونغ بسبب إصابة "متورمة ومؤلمة" في الفخذ.

وأثارت مشاركة اللاعب الفائز بكأس العالم 2022 غضب المشجعين الصينيين، لأنه لم يلعب في المباراة الماضية بين النادي الأميركي ونجوم هونغ كونغ، والتي كانت قبل ثلاثة أيام فقط.

وأدى هذا إلى إثارة غضب معجبيه بشكل أكبر، وأثار نظريات مؤامرة مختلفة، واتهمت صحيفة "غلوبال تايمز" لاعب كرة القدم وناديه إنتر ميامي بوجود "دوافع سياسية" بهدف "إحراج" هونغ كونغ.

ورفض ميسي هذه الادعاءات، مؤكدا أنه يحمل "مودة خاصة" لشعب الصين.

وقبل نزول ميسي لأرض الملعب للمشاركة في مواجهة فيسيل كوبي الياباني، أعرب النجم الأرجنتيني في بيان عن أسفه مرة أخرى، لعدم تمكنه من اللعب في مباراة بين فريقه ونجوم هونغ كونغ.

وجاء في البيان: "مرحبا بجميع المعجبين بي في الصين وهونغ كونغ، وكما قلتُ في مؤتمر صحفي، كان من المؤسف عدم القدرة على اللعب في هونغ كونغ في ذلك اليوم، بسبب إصابة في الفخذ، تورمت وكنتُ أشعر بالألم".

وأضاف البيان: "أي شخص يعرفني يعرف أنني أريد دائما اللعب، وهذا ما أريده دوما، أن أبذل قصارى جهدي في أي مباراة، وخاصة في هذه المباريات عندما نسافر بعيدا والمشجعون متحمسون لرؤيتنا".

إلغاء مباريات الأرجنتين في الصين

بعد استمرار ردود الفعل العنيفة ضد ميسي لأسابيع، ألغى المسؤولون الصينيون مباراتين وديتين للأرجنتين، كان من المقرر إجراؤهما في البلاد هذا الشهر.

وكان من المقرر أن يلعب منتخب الأرجنتين، الفائز بكأس العالم، مباراتين وديتين مع منتخب نيجيريا في مدينة هانغتشو، ومع ساحل العاج في بكين في آذار (مارس) المقبل.

وهذا يتناقض مع الترحيب الحار الذي تلقاه ميسي في حزيران (يونيو) العام الماضي، عندما لعبت الأرجنتين مع أستراليا في مباراة ودية على ملعب العمال في بكين.

وتحت وطأة الضغط، أوضحت الشركة أنها ستسحب طلب الحصول على منحة حكومية بقيمة (16 مليون دولار هونغ كونغ)، حيث تم تصنيف المباراة على أنها حدث رياضي كبير، مما مكن المنظمين من الوصول إلى التمويل الحكومي.

وقال اتحاد بكين لكرة القدم، إن "بكين لا تخطط في الوقت الراهن لتنظيم المباراة التي كان من المقرر أن يشارك فيها ليونيل ميسي".

وعندما ألغيت مباراة مدينة هانغتشو، قال مكتبهم الرياضي: "بالنظر إلى الأسباب التي يعرفها الجميع، وبحسب السلطات المختصة، فإن شروط إقامة الحدث غير مستوفاة".