بعد اكتشاف أضخم كتلة مجرة على مسافة سبع مليارات سنة ضوئية تم اكتشاف أكبر مجرة تحوي مئات المجرات.

أشرف أبوجلالة من القاهرة:قال فريق من علماء الفلك باستخدامهم منظار القطب الجنوبي إنهم اكتشفوا أضخم كتلة مجرة يتم مشاهدتها حتى الآن على مسافة قدرها سبعة مليارات سنة ضوئية. وأوضح الباحثون أن تلك الكتلة تزن حوالي 800 تريليون شمس، وتحتوي على مئات المجرات.

قال مارك برودوين، الفلكي في مركز هارفارد سميثونيان للفيزياء الفلكية :quot; تفوز كتلة المجرة هذه بلقب الوزن الثقيل. فهي من بين أكبر الكتل التي تم العثور عليها مطلقاً على تلك المسافةquot;. وذكرت مجلة quot;ساينس دايليquot; أن الطيف الأحمر يقيس الطريقة التي يمتد من خلالها الضوء المنبعث من جسم بعيد عن طريق تمدد الكون. وقالت المجلة إن وجود تلك الكتلة على مسافة تُقدّر بحوالي سبعة مليارات سنة ضوئية، يعني أننا نراها الآن كما ظهرت قبل سبعة مليارات سنة، عندما كان الكون بنصف عمره الحالي، ونظامنا الشمسي لم يكن موجوداً بعد.

وتابعت المجلة حديثها في هذا الشأن بالقول إنه حتى في ذلك العمر الصغير، كانت تقترب تلك الكتلة في ضخامتها من كتلة ذؤابة المذنب المجاورة. ولابد أنها زادت منذ ذلك الحين في الحجم بمقدار أربعة أضعاف. وأشارت المجلة إلى إننا إذا كنا نشاهدها كما تظهر اليوم، فإنها ستكون واحدة من أضخم كتل المجرات الموجودة في الكون. وهنا عاود برودوين ليقول :quot; تلك الكتلة ممتلئة بالمجرات القديمة، وهو ما يعني أنها كانت يجب أن تأتي بشكل مبكر للغاية في تاريخ الكون ndash; في أول ملياري سنةquot;.

ثم أوضحت المجلة أن كتل المجرات المشابهة لتلك يمكن أن تُستَخدم في دراسة الطريقة التي أثرت من خلالها المادة المظلمة والطاقة المظلمة على نمو البني الكونية. ولفتت الصحيفة في هذا الجانب إلى أن الكون كان أصغر وأكثر إحكاماً منذ فترة زمنية طويلة، ولهذا السبب حظيت الجاذبية بتأثير أوسع في النطاق. وأنه كان من السهل لكتل المجرات أن تنمو، لاسيما في المناطق التي كانت تزيد في كثافتها بالفعل عما يحيط بها.

وأشارت المجلة كذلك إلى أن علماء الفلك يواصلون الآن مساعيهم للبحث عن كتل مجرات عملاقة، باستخدام تحريف صغير لخلفية الموجات الصغرى الكونية. ويتم تطوير مثل هذه التحريفات في الوقت الذي يقوم فيه إشعاع الخلفية بالمرور عبر كتلة مجرة ضخمة.

وأوضحت المجلة في الختام أن الهدف الرئيسي للدراسة المسحية التي أجراها العلماء أخيراً بواسطة منظار القطب الجنوبي هو إيجاد عينة كبيرة من كتل المجرات الضخمة، لقياس معادلة حالة الطاقة المظلمة، التي تُميِّز التضخم الكوني والتوسع المتسارع للكون. ولفتت إلى وجود أهداف أخرى، من بينها فهم تطور الغاز الساخن بداخل كتل المجرات، ودراسة تطور المجرات الضخمة في مجموعات، وتحديد المجرات البعيدة التي تُشكِّل النجوم بصورة سريعة. ويتوقع العلماء أن يعثروا على أعداد كبيرة من كتل المجرات الضخمة الإضافية المتخفية على مسافات بعيدة، بمجرد أن يُكتَمَل المسح الخاص بمنظار القطب الجنوبي خلال العام المقبل.