بحيرة قارون هي أحد أقدم البحيرات الطبيعية ليس في مصر فقط ولكن في العالم كله. وهي تقترب كل يوم خطوة في اتجاه الموت. فقد كان يصلها أحد أفرع نهر النيل لتتكون واحدة من أقدم البحيرات العذبة على مستوي العالم إلا أنها تحولت لبحيرة مالحة بفعل مياه الصرف التي تصب بها.

فتحي الشيخ من القاهرة: في محافظة الفيوم الواقعة على بعد 80 كيلو من العاصمة المصرية القاهرة، وعلى مساحة 55 ألف فدان يتراوح عمقها من 2 إلى 8متر تمثل مساحة البحيرة، يقف 605 مركب صيد على شواطئها،وأكثر من خمسة الاف أسرة صياد تتجه أنظارها إلى البحيرة وتتذكر أيام كانت البحيرة مصدر للرزق الوفير لكل صيادي البحيرة.

عبد الجواد خيرالله 70 سنة شيخ الصيادين بقارون يحكي عن البحيرة قائلا: quot; كانت البحيره عذبة ومصايدها وفيرة الرزق حتى وقت قريب ولكن قل أنتاج الأسماك النيلية مع تراكم مياة الصرف عام بعد اخر،هذا بالاضافة إلى quot;الملاحةquot; المقامة على 5 الاف فدان من البحيرة والتي تصب مياة الصرف الصناعي بها مما أدي إلى إنقراض العديد من أنواع الأسماك النيلية مثل القرموط والثعابين والبني واللبيس والبياض والبوري الذي كان انتاجه في عام 1977وصل إلى 13 طنا فى اليوم أما الآن أصبحت الانتاجيه لاتتعدى الطن الواحد فى الموسم كله بسبب ارتفاع نسبة الملوحة التي يقال إنها بسبب البخار ومياه الصرف.

و يضيف عبدالحميد صابر 35 سنة، صياد، أسباب اخرى قائلا: هناك العديد من الفنادق السياحية والمصانع التي تصب مخلفاتها بالبحيره،هذا بخلاف الصرف الصحى للقرى المجاوره.. ومخلفات الحضانات التي تقوم الهيئه بتفريغها بعد رفع الزريعه منها هذه المياه تكون عفنه وتتسبب في موت الأسماك. ويطرح خيرالله شيخ الصيادين سؤال قائلا: يمنع الصيد من البحيرة مدة طويلة كل سنة لتنمو الزريعة، حتى أن أيام الصيد لا تتعدي 180 يوم في السنة،ومع ذلك أنتاج البحيرة من الأسماك يقل عام بعد اخر لماذا ؟

سؤال شيخ الصيادين يجيب عنه الدكتور حسام الدين جاد الرب جامعة أسيوط من خلال دراسة عن بحيرة قارون كان أهم ما جاء فيها أن أنتاج البحيرة قل بشكل كبير حيث كان عام 1981 يقدر ب 2000 طن وصل عام 2001 إلى 1834 طن وتشير الارقام حاليا إلى 5 أطنان فقط في العام، أيضا حذرت الدراسة من مشكلة بيولوجية خطيرة نتيجة تعفن الطحالب الحمراء من نوع laquo;بوليسفونياraquo; والمنقولة إليها من مياه البحر الأبيض المتوسط. والناتجة من نقل زريعة السمك البوري، حيث تأقلمت الطحالب ونمت وتكاثرت،وكان من أثر ذلك نقص كمية الاوكسجين اللازمة لتنفس الأسماك. كما نوهت الدراسة على زيادة نسبة التلوث بالبحيرة. وذلك نتيجة الصرف الزراعي والصحي الذي يصب في البحيرة.

ما جاء بالدراسة أكده المهندس عويس سعيد مدير عام شئون البيئة بمحافظة الفيوم بقوله: أن البحيرة مغلقة بعكس باقي بحيرات مصر، ويتم إلقاء مياه 12 مصرف بها و17 محطة صرف صحي بعد المعالجة تصب في البحيرة ما يقرب من مليار متر مكعب سنويا، لذلك يتدنى الإنتاج منها، ولكن مع هذا يؤكد سعيد انه من الممكن وجود عدة حلول البعض منها يتم تنفيذه فعليا مثل التوسع في شبكات الصرف الصحي في القري المجاورة حيث يجري الآن عملrlm;42rlm; مشروع صرف للتخفيف عن البحيرةrlm;،rlm; كما أن هناك مشروع اخر يتم تنفيذه حاليا وهو خط صرف من البحيرة إلى وادي الريان حيث يتم تنفيذ مصرف قاطع من بحيرة قارون ثم يتجه شمالا حتى بحيرات وادي الريان وذلك لتحويلrlm;90rlm; مليون متر مكعب من المياه سنويا من قارون إلى الريان بمعدلrlm;300rlm; ألف متر مكعب يوميا تستخدم قبل الوصول إلى بحيرات وادي الريان لتحقيق التوازن المائي نظرا لارتفاع منسوب بحيرة قارون في نفس الوقت الذي ينخفض فيه منسوب بحيرات وادي الريان كما يهدف المشروع إلى تقليل كميات مياه الصرف الزراعي التي تزيد من ملوحة بحيرة قارون للحفاظ على الكائنات الحية، إلى جانب إنشاء مصانع لانتاج الملح من البحيرة بهدف تقليل نسبة الملوحة حيث تم إنشاء مصنع لانتاج الملح يقوم باستخراج rlm;250rlm; ألف طن من أملاح البحيرة سنويا مما يقلل من نسبة ملوحتهاrlm;،rlm; وجاري انشاء مصنع ثاني سيقوم باستخراجrlm;650rlm; ألف طن أخري سنويا، وحتى تنفذ الدولة المصرية خططها لانقاذ بحيرة قارون بعد أن تحول مائها من عذاب فرات إلى ملح أجاج،تقترب البحيرة من نهايتها كل يوم مع زيادة نسبة الملوحة بها.