برج دبي أول quot;سوبرquot; ناطحة سحاب في العالم


دبي تهدي العالم أطول برج في تاريخه تأكيداً على متانة إقتصادها

أكثر من 160 طابقًا، 330 ألف متر مكعب من الكونكريت، 31400 طن من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البناء، 57 مصعدًا، أرقام تجعل من quot;برج دبيquot; أيقونة عمرانية بكل معنى الكلمة، ويمكن مشاهدتها على بعد 95 كلم. وفي أكثر من مناسبة، أكد حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي يفتتح البرج في الذكرى الرابعة لتوليه مقاليد الحكم في الإمارة، أن مشاريع دبي ستستمر.

دبي: تفتتح دبي اليوم الاثنين البرج الاعلى في العالم والذي يعكس طموحاتها الكبرى وكانت الاحتفالات تعكرها المخاوف الناتجة عن الصعوبات المالية التي جعلت الامارة تلامس الكارثة الشهر الماضي. وبعد سنوات من الاستدانة من اجل تمويل المشاريع العملاقة، دخلت مجموعة دبي العالمية التابعة لحكومة الامارة في عملية شائكة لاعادة جدولة جزء من ديونها، فيما يواجه القطاع العقاري ازمة حادة عمومًا.

ولكن بعد ان وصلت تحليلات البعض الى حد توقع افلاس الامارة في اعقاب طلب مجموعة دبي العالمية تجميد استحقاقات ديونها في 25 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، تبدو الاوساط الاقتصادية اكثر اطمئنانا في الوقت الحالي ازاء وضع دبي. وقال مدير الابحاث في مجموعة شعاع كابيتال مهدي مطر quot;مقارنة بقبل شهر، باتت ثقتنا اكبر بكثير بالنسبة إلى دبي بعد تقديم ابوظبي دعمها لمشروع اعادة هيكلة دبي العالميةquot;.

واضاف ان quot;مسألة الديون ليست خطيرة بالدرجة التي كانت تخشاها الاسواقquot;. وكانت شركة نخيل التابعة لمجموعة دبي العالمية تمكنت من دفع صكوك ب4.1 مليار دولار استحقت في 14 كانون الاول/ديسمبر، وذلك بعد ان قدمت ابوظبي لدبي في اللحظة الاخيرة دعمًا ماليًا بعشرة مليارات دولار. وبدأت المجموعة نهاية العام الماضي مفاوضات لاعادة جدولة ديون بحوالى 22 مليار دولار.

ويتألف البرج من أكثر من 160 طابقًا، 330 ألف متر مكعب من الكونكريت، 31400 طن متري من القضبان الفولاذية المستخدمة في هيكل البناء، 57 ومصعدًا.

وذكر خبير اقتصادي فضل عدم الكشف عن اسمه ان دبي قد تلجأ الى بيع بعض اصولها العقارية في الخارج لسداد بعض الديون، الا انها لن تتخلى عن الاستثمارات الاستراتيجية، خصوصًا موانئ دبي العالمية وشركة الامارات للطيران. وتشير تقديرات الى ان ديون دبي التي شحت مواردها النفطية القليلة اساسا، تبلغ حوالى مئة مليار دولار. وقال مدير ابحاث الشرق الاوسط في مجموعة quot;يو بي اس ايه جيquot; للخدمات المالية وادارة الثروات سعود المسعود ان نصف سكان دبي تقريبا يعملون في قطاعي العقارات والانشاءات.

وبغياب ارقام رسمية محددة، قال المسعود ان عدد سكان دبي تقلص بنسبة 8% في 2009 بسبب الازمة وفقدان الوظائف، كما توقع انخفاضا بنسبة 2% اضافية في 2010. وقال مسعود quot;لقد انخفضت اسعار العقارات بنسبة 50% في الاشهر الـ12 الماضية واتوقع انخفاضًا اضافيًا ب30%quot; مشيرًا الى ان العرض يفوق الطلب بنسبة كبيرة وان هناك حوالى 40 الف وحدة ستدخل السوق في 2010.

كما ذكر ان quot;اعمال الانشاءات انخفضت في 2009 بنسبة 80% مقارنة بـ2008 كما تم تاجيل عدد من المشاريع العقارية لاجل غير محددquot;. لكن على الرغم من توقعاته المتشائمة للقطاع العقاري في دبي، يرى المسعود انه quot;لا يمكن ان تمحى دبي عن الخارطة، فالبنية التحتية لدبي فريدة من نوعها في المنطقة وهي مركز مالي وسياحي اقليميquot;.

واضاف quot;ان التحدي الحقيقي بالنسبة إلى دبي هو كيف ستتمكن من تنويع اقتصادهاquot;. وقد شاطر مطر هذا الراي بالقول ان quot;الاعمال ستستمر في دبي والسياحة ستستمرquot; وquot;الاسعار بعد ان انخفضت تصبح بمتناول عدد اكبر من الناسquot;. وقد شدد مسؤولون في دبي مرارًا على ان اقتصاد الامارة لا يرتكز على العقار والانشاءات فقط مذكرين بقطاعات حيوية مثل النقل والمناطق الحرة واعادة التصدير والاعلان والاعلام، وهي قطاعات تسير بشكل جيد نسبيًا.