وسط عدم الاعتراف الاسرائيلي الرسمي بعملية اغتيال القائد العسكري في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي لا تزال استقالة او اقالة مئير داغان رئيس الموساد من منصبه مستبعدة، في وقت اكد مسؤول سابق ان الموساد استغل لسنوات عديدة هوية مواطنين ابرياء في عمليات امنية.

تل أبيب:فيما تتواصل تداعيات عملية اغتيال القائد العسكري في حركة حماس، محمود المبحوح في دبي، وتزداد الإشارات التي تشير بأصابع الاتهام إلى الموساد الإسرائيلي، يرتفع أيضا النقد الإسرائيلي الداخلي للعملية مع الإبقاء على تحفظ متبع في الصحافة الإسرائيلية.

وقد اعترف اليوم، أحد أركان اليسار الإسرائيلي، عضو الكنيست السابق يوسي سريد الذي شغل على مدار سنوات طويلة منصب عضو في اللجنة الفرعية للأجهزة السرية ، المنبثقة عن لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، بأن السنوات الماضية وتجارب الماضي شهدت أيضا حالات تم فيها تزوير جوازات سفر من قبل الموساد الإسرائيلي، مثلما سبق لمواطنين إسرائيليين أبرياء وسذج أن صادفوا أسماءهم وبياناتهم وصورهم منشورة في وسائل الإعلام، كمن تورطوا في عمليات سرية للجهاز، دون أن يكونوا على علم بذلك.

وقال سريد في مقالة خاصة نشرتها له اليوم صحيفة هآرتس تحت عنوان quot;حالة مشعل مثلاquot; : إنه صحيح أن خالد مشعل بقي على قيد الحياة فيما فارق محمود الممدوح الحياة، إلا أن هذا هو الفرق الوحيد بين الحالتين. في المقابل فإن هناك أوجه شبه كثيرة بين الحالتين أهمها الحظ السيئ ، و العقل السيئquot;.

واعترف سريد في مقالته أنه كان عضوا في لجنة شكلتها لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، للتحقيق في فشل محاولة اغتيال خالد مشعل في عمان، وملابسات وظروف العملية، قائلا إن أعضاء اللجنة الخمسة ذهلوا وصدموا مما سمعته آذانهم ولم يصدقوا ما سمعوه في إفادات المتورطين (المشاركين) في المحاولة بدءا من أفراد الفريق وانتهاء برئيس الموساد نفسه ( وكان يومها داني ياتوم، الذي انتخب للكنيست فيما، ن.و). فقد كانت هذه الإفادات أمام أعضاء اللجنة وكأنها أخذت من الأساطير لدرجة لا تصدق بسبب ما كشفته من غباء وبلاهة في الأداء والأهم من ذلك يقول سريد هو أن تداعيات عملية تصفية قائد فلسطيني على ارض الأردن، وهي دولة مجاورة تربطنا بها علاقات صداقة لم تفحص، فلا رئيس الوزراء ( وكان يومها أيضا نتنياهو) سال عن الإسقاطات المحتملة للعملية، كما امتنع الموساد ورئيسه عن الإشارة إلى مثل هذه الإسقاطات والتداعياتquot;.

بعد ذلك ينتقل سريد للحديث مباشرة عن أداء الموساد تحت قيادة رئيسه الحالي داغان، وعن الإطراءات والمديح الذي كيل لعمله وأدائه لدرجة إعادة هيبة الموساد وسمعته إلى عصرها الذهبي. ويقول إنه في هذا السياق لا جديد تحت شمس الموساد. فما كان في السابق هو ما هو سائد اليوم، بما في ذلك خدع وأحابيل غير سوية مسروقة من أدب الجاسوسية. ويؤكد سريد : لقد سبق وأن تم تزييف جوازات سفر، كما سبق لمواطنين إسرائيليين أن اكتشفوا أنه تم الزج بأسمائهم وتفاصيلهم الشخصية في أعمدة وصفحات الجرائد دون علم منهم.

وخلص سريد إلى القول إن هذا هو حالنا ، فالموساد الإسرائيلي يدب الرعب في قلوب الآخرين، ويفرض سطوته على العالم، على أن يعيد هذا العالم اكتشاف الموساد على حقيقته، جهاز أسطوري سرعان ما يتبدد وهم أسطوريته. ويعاد تجبير أدوات الجهاز ولحمها من جديد بحيث لا نتعرف عليها ليعدوننا بكوادر من المهنيين لكننا نكتشف عند أول فرص كم هم في الواقع هواة لا أكثر.

الحكومة اعتادت تجميد واستبقاء جوازات المهاجرين الجدد

وفي السياق نفسه كان عضو الكنيست السابق، ميخائيل بار زوهر، أبلغ الإذاعة الإسرائيلية قبل ايام، إن الدول ومن بينها إسرائيل، اعتادت في الماضي على استبقاء جوازات السفر الأصلية للمهاجرين الجدد، عبر إحراجهم بسؤال ما إذا كانوا يمانعون إيداع جوازات سفرهم لصالح أمن الدولة، وبالتالي فإنه من الطبيعي أن يبدي مهاجر جديد استعداده أن يقدم جواز سفره لصالح الهدف quot;النبيلquot; المتمثل بخدمة وحماية أمن الدولة التي سعى للانتقال للعيش فيها والحصول على جنسيتها.

في غضون ذلك أشارت صحيفة هآرتس الى أن قلقا يساور أوساطا معينة في إسرائيل من تشريع قانون البيانات الحيوية ( هوية الشبكية للعين، والدي إن إيه، وغيرها من العلامات المميزة لكل إنسان) وأن يؤدي هذا التشريع في حال إقراره وتأسيس بنك للمعلومات الحيوية عن كل شخص، أن يفضح هوية عملاء للموساد، خاصة في حال تسرب المعلومات الخاصة به لجهات مختلفة. وعندها فإن مهما كان تنكر العملاء متقنا فإن هذه البيانات البيولوجية ستفضح أمرهم.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت في هذا السياق عن رئيس الموساد الإسرائيلي السابق، رافي إيتان، قوله إن التطورات المتسارعة في مجال التكنولوجيا المتطورة ستضع مزيدا من العراقيل أمام عملاء الأجهزة السرية وبينهم عملاء الموساد. وأعرب إيتان هو الآخر عن قلقه من تداعيات سن قانون بنك المعلومات البيولوجية مستقبلا، وإن كان لفت الى أن هذا الأمر لن يكون عقبة في السنوات القريبة الآتية.

إلى ذلك هزأت صحيفة هآرتس عبر كاريكاتير ساخر اليوم من quot;ذكاءquot; الموساد ومن يقف على رأسه، عندما نشرت رسما يظهر ملصق صور أعضاء خلية تصفية المبحوح وقد ركبوا جميعا نظارات طبية متشابهة للغاية، فيما يطرح رئيس الحكومة نتنياهو، على رئيس الموساد، مئير دغان عن سبب توفير نفس النظارات الطبية لأعضاء الفريق كله وبضمن ذلك النظارة التي يضعها داغان نفسه ، فيجيبه الأخير بأنه تم شراؤها خلال حملة التنزيلات في فروع شبكة بيع النظارات الطبية في إسرائيل، أوبتيكانا.

مئير داغان لن يسارع للاستقالة من منصبه

في غضون ذلك نقل موقع معاريف عن مقربين من رئيس الموساد نفسه، مئير داغان أن الأخير لا يعتزم بأي شكل من الأشكال، وبسبب العاصفة والضجة الدبلوماسية التي أعقبت عملية اغتيال المبحوح، تقديم استقالته من رئاسة الموساد.

وقال المقربون من داغان: quot; إن الأخير لا يعتقد أن نتنياهو سيطلب منه الاستقالة من منصبه لأن مثل هذه الاستقالة ستفسر على أنها اعتراف إسرائيلي بتنفيذ العملية فيما تقول إسرائيل حاليا إنها لا تعرف شيئا عن العملية وأنها ليست طرفا في القضيةquot;.

وقال مقرب من داغان، إن quot;نجاحات الموساد الأخيرة وخصوصا في الحرب ضد إيران وحماس وحزب الله، ستكون ذات الوزن الأكبر في الإبقاء على داغان بسبب الأهمية القومية أمنيا. وأشار المصدر إلى اعتقاده بأن الموساد الإسرائيلي سيمارس تأثيره على أجهزة المخابرات في كل من بريطانيا وإيرلندا وألمانيا وفرنسا لتخفيف حدة لهجة حكوماتهم في ما يتعلق بهذا الملفquot;.