ملف خاص حول اغتيال المبحوح:
إغتيال المبحوح... دبي تقهر الموساد

بيروت: فاجأت دبي الرأي العام العربي والعالمي بإعلان من أسمتهم بالمتورطين في اغتيال quot;الحمساويquot; محمود المبحوح، ولكن هذه المفاجأة كانت مقدمة لتتابعات أخرى أطلقتها دبي تحت أنظار وسائل الإعلام العالميّة حين أعلنت عن قائمة أخرى بأسماء متهمين وسط تسريبات رسميّة بأن الجيب يحوي الكثير في انتظار الوقت المناسب.

ولا أحد يعلم سر الإعلان الثاني إلا إذا ربط بالزيارة القطرية الخاطفة ممثلة بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصحبة رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم إلى دبي الأحد الماضي.

زيارة أمير قطر أثارت تساؤلات جعلتها تربط بين تلك الزيارة والسرعة البالغة في إعلان دبي للقائمة الثانية لأسماء المتهمين باغتيال المبحوح.

ورغم أن العلاقات الخليجية الخليجية تتسم عادة بين القيادات السياسية دائما بطابع خاص، بحيث لا تشبهها علاقات في مكان آخر من العالم، إذ ليس من المستغرب أبداً أن يطير زعيم دولة خليجية إلى أخرى من أجل شأن اجتماعي أو عائلي أو حتى سباق خيل، فضلاً عن الشأنين الأهم السياسي والأمني.

إلا أن ما توفر لإيلاف من معلومات يؤكد أن الزيارة القطرية التي تجاهلت العاصمة السياسية أبوظبي ذهاباً وإياباً، وحطت رحالها مباشرة في دبي واتجهت إلى قصر زعبيل في ضيافة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت ذات أهداف واضحة لها علاقة باغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح.

الامير القطري بحسب مصادر quot;إيلافquot; العليمة أدهش مستقبليه بطلبات وعروض تتضمن التالي:

رجاء وإلحاح من قبل قطر أن يتوقف مسلسل كشف حقائق قضية اغتيال المبحوح وعدم تصعيد القضية قضائياً وإعلامياً. طلبه هذا مدعوم برغبة إسرائيلية في محاولة للحد من الخسائر التي قد تطيح بقيادات quot;عبريةquot; كثيرة جراء هذه العملية التي هزت العالم إعلامياً وسياسياً عبر اكتشافها رغم تعقيدها، ثم تتالي المعلومات من خلال سلسلة بيانات طالت دولاً وعواصم كثيرة في العالم مصحوبة ببيانات بنكية وأرقام هواتف خلوية.

والمصادر أشارت إلى أنه نقل همساً أن حماس غير مرتاحة أيضاً للتوسع في هذه القضية وترى في لفلفتها أفضل ممّا يتم تناوله إعلامياً ودولياً.

ثم لمح أمير قطر وربما قيل انه عرض بشكل مباشر في دعم اقتصاد دبي ملمحاً أن لديه فوائض للقيام بهده المهمة الكبيرة في سعي لاستغلال الأزمة التي جعلت من دبي مادة اقتصادية دسمة في وسائل الإعلام العالمية.

ولا يعرف ما هو رد دبي على الطلب والعرض القطري بشكل مباشر، من خلال زيارة أمير قطر القصيرة التي استقبله خلالها في مطار دبي حاكمها الشيخ محمد بن راشد ولكنه لم يودعه على أرض المطار مثلما استقبله فيه.

إلا أن إعلان دبي الثاني قائمة أسماء إضافية، أكد أنها ليست على استعداد لخسارة أمنها ووضعها العالمي اقتصادياً وسياحياً فضلاً عن السياسي بالسكوت على هذه العملية، التي ينتظر معها أن تتكشف معلومات quot;مهمةquot; ستطال الكثيرين، بحجمٍ ربما يفوق ديون دبي وحجم جرحها في أن تكون أرضها مسرحاً لتصفية الحسابات المعقدة وهو الأمر الذي جعلها تنتفض وتستنفر كل مخزونها الأمني سعياً لكشف ما يتعلق بخيوط حادثة الاغتيال أمام أنظار العالم.

ويقف على الباب طرف آخر مهم، وهي إيران التي ورد اسمها في تفاصيل القضية المثيرة، سواء عبر بيانات الركاب حين أتى ذكر إعلان دبي عن وجود اثنين من الجواسيس توجها نحو طهران، أو من خلال الزيارة القطرية المفاجئة إليها، ما يعطي المتابع ربطاً بين الزيارتين السريعتين والمتقاربتين.

وتماماً كما توفرت لإيلاف تفاصيل كثيرة في قضية الجواسيس الذين يتنامى عددهم بحسب إعلانات وتسريبات دبي المتتالية، فإن المعلومات الخاصة تقول إن الثمن المعروض لـ quot;لفلفةquot; القضية كبير ويفي بديون إمارة دبي التي صارعت وحيدة أزمتها في وجه حيتان العالم، ولم تكن حينها قطر على استعداد للمبادرة في حلها أو حتى المساعدة في ذلك بعد اجتماع جرى بينهما في لندن الصيف الماضي، على العكس تماماً من الوضع بعد اغتيال المبحوح، حين طارت رسالة قطرية حملها سفير قطر لدى الإمارات عبد الله العثمان إلى دبي بعد يومين من اجتماع quot;الشيخين في زعبيل دبي، إذ دعت الرسالة بحسب وكالة الأنباء القطرية إلى أنها quot;تتصل بالعلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والوسائل الكفيلة بتنميتهاquot;.