نشرت كريستيان ساينس مونيتور تقريرًا أشارت فيه إلى أن مجموعة من المحللين الأمنيين أشادت بالطريقة التي تدير من خلالها دبي التحقيقات في قضية اغتيال القائد في حركة حماس محمود المبحوح بدبي الشهر الماضي، في وقت تنشغل فيه التغطيات الصحافية والإعلامية برصد ومتابعة كل ما هو جديد في ما يتعلق بالقضية.

وقالت كريستيان ساينس مونيتور إنه وعلى الرغم ممّا قد يراود قوات الأمن في دبي من شعور بأنها قد غفلت عن القيام بمهمتها، نتيجة وقوع حادثة الاغتيال هذه بتلك الطريقة ( تسلل فريق مكون من 26 فردًا إلى داخل البلاد، وقيامهم بقتل رجل، ومن ثم الهروب في اليوم التالي )، إلا أن دبي، التي تعتبر ثاني أكبر إمارة بدولة الإمارات العربية المتحدة، قد حظيت بثناء بعض المحللين الأمنيين نظرًا لمقدار المراقبة التي تفرضها والتحقيقات التي تجريها في الحادثة التي وقعت في العشرين من كانون الثاني/يناير الماضي.

وباعتبارها بلدًا مضيفًا للزائرين والمقيمين من عشرات الجنسيات، حصلت دبي كذلك على الإشادة لنجاحها في تحقيق التوازن بين الحاجة لإجراءات أمنية مشددة والحاجة للانفتاح النسبي. وهنا، نقلت الصحيفة عن كريستيان كوش، المحلل بمركز الخليج للأبحاث ومقره دبي، قوله: quot;إن استضافتها لواقعة اغتيال المبحوح لا ينعكس بالضرورة سلبًا على الأمور الأمنية في دبي. فهي ليست قضية من نوعية القضايا التي تواجهها الإمارة عادةً. أعتقد أنهم يقومون في الأساس بعمل جيد في ما يتعلق بحفظ الأمن في البلاد. لكنهم يحاولون تحقيق ذلك بصورة معتدلة للغاية بعيدًا من التطفلquot;.

ثم انتقلت الصحيفة الأميركية وقالت إن الاستخدام الواسع النطاق لكاميرات التصوير أصبح أمرًا واضحًا، في الوقت الذي تقوم فيه شرطة دبي بتجميع صورًا أكثر تفصيلاً للمتهمين الذين يشتبه في تورطهم في جريمة قتل المبحوح. وقد كشفت عن معلومات خاصة بتوقيت وطريقة دخولهم ومغادرتهم للإمارات، وكذلك معلومات أخرى متعلقة بجوازات السفر المزورة لإثني عشر بريطانيا وستة أيرلنديين وأربعة فرنسيين وثلاثة استراليين وألماني. ومن خلال اللقطات التي سجلتها كاميرات المراقبة، نجحت الشرطة في توثيق قصاصات مصورة لإقامتهم، وخصوصًا في ما يتعلق بالمبحوح.

وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أوليفيا أوليسون، المحللة في مؤسسة quot;ستيرلينغ أسينتquot; الاستشارية للاستخبارات في بريطانيا، قولها: quot;إن جزءًا من الدافع وراء كشفهم عن كثير من المعلومات الخاصة بالتحقيقات التي يجرونها هو رغبتهم في تجنب أي تلميح عن الإهمالquot;. ثم تعاود الصحيفة لتبرز حقيقة التعامل الجيد الذي تُظهره دبي مع أناس من مجموعة متنوعة من الخلفيات الأيديولوجية، وتشير إلى أن مسؤولين من حماس مثل المبحوح غالبًا ما يسافرون إلى هناك، تمامًا مثلما يفعل مسؤولون من حركة فتح. وأضافت أوليسون لتقول: quot;إنهم عادةً ما يحاولون إظهار أكبر قدر ممكن من المعلومات لتبرئة ساحتهم. وإلا فقد يوجه اللوم إليهبغض الطرفquot;.

وذكّرت أوليسون في هذا الجانب بالطريقة التي تعاملت من خلالها دبي مع واقعة اغتيال القائد العسكري الشيشاني، سليم ياماداييف، التي شهدتها الإمارة في آذار/ مارس الماضي، حيث افرجت حينها السلطات عن كميات كبيرة للغاية من المعلومات التي نجحت في الحصول عليها من خلال التحقيقات التي أجرتها في الواقعة، ولا سيما أنّها وقعت في مرآب للسيارات، حيث لم تكن هناك كاميرات للمراقبة.

وأضافت أوليسون: quot;في قضية المبحوح، وفي ظل توافر قدر أكبر من المعلومات، أعتقد أنه من المثير للإعجاب نجاحهم في تحديد هوية الأشخاص الذين يتحدثون عنهم في تلك المرحلة لأن لديهم أعدادًا كبيرة من الأشخاص الذين يأتون ويخرجون بجوازات سفر أوروبية واسترالية وأميركيةquot;.
وأشار كذلك خبراء أمنيون إلى أنه وفي الوقت الذي سُلِطت فيه الأضواء على دبي بعد اغتيال المبحوح، فقد تحدث مثل هذه المؤامرات بعدد من المدن حول العالم. كما لفتت الصحيفة إلى أن الإمارات لا تطلب تأشيرات من حاملي جوازات السفر الأوروبية والاسترالية، وهو ما تفعله كذلك دول أخرى بمنحها مثل هذه الجنسيات ميزة دخول أراضيها بصورة تلقائية.