برهم صالح مع الزميل الماجدي

قال رئيس وزراء إقليم كردستان العراق برهم صالح أن هناك مطالبة وطنية من اطراف عراقية عديدة لترشيح الرئيس العراقي جلال الطالباني لولاية رئاسية ثانية، وأشار إلى عدم وجود منافس له حتى الان.

عبد الرحمن الماجدي من السلميانية: لم يخف الدكتور برهم صالح خلال حوار موسع مع إيلاف في مكتبه في مدينة السليمانيةقلقه من محاولات التلاعب بقناعات المصوتين في الانتخابات العراقية التي تجري اليوم، لكنه أكد على متابعته لاجراءات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات التي تجعل من التلاعب بالنتائج عملية صعبة جداً إضافة لوجود عدد كبير من المراقبين الدوليين ومتابعة الصحافة لها أيضاً.

ولم يبين رئيس وزراء إقليم كردستان دعم الاقليم لشخصية معينة لرئاسة الحكومة العراقية المقبلة، لكن قال بأنه كرجل مدني وليبرالي لايستسيغ إقحام الدين في السياسة ففيه مفسدة للسياسة والدين، حسب تعبيره. وفضّل صالح انتظار نتائج الانتخابات لتتبلور القناعات الخاصة بالاقليم للتعامل مع الائتلاف أو الشخصية التي ستشكل الحكومة العراقية المقبلة.

هنا نص الحوار:-

*ماهي أطر التحالف من قبل إقليم كردستان مع الحكومة العراقية المقبلة؟
أولا هذه الانتخابات هي انتخابات حاسمة في العراق والمنطقة، وهي تشكل فرصة حاسمة للعملية السياسية في العراق والكل متهافت عليها. وفي تقديري أن الجميع في العراق يدرك مدى أهميتها والتركيز على هذه الانتخابات غير مسبوق في تاريخ العملية السياسية في العراق.

ومن منظورنا، كشعب كردي، فنحن نشجع الشعب الكردي على الاشتراك بكثافة فيها، وسيبقى الكرد جزءا مهماً من العملية السياسية في العراق.

وأستطيع أن أجزم بأن الموقف الكردي سيكون مبنيا على المفاهيم والمعايير التالية في بناء التحالفات:
تحالفاتنا ستكون مع أي طرف يلتزم بالدستور الذي صوت عليه غالبية الشعب العراق. ومدى مقبولية الشراكة الحقيقية في اتخاذ القرار، ونحن من دعاة أغلبية سياسية على أساس الشراكة وعدم الإقصاء.

*والتوافق؟
التوافق بمعناه أن يكون بين الموجودين في البرلمان المقبل. وقد يعني ذلك نوعا من التعطيل للعملية السياسية. لكن املنا ان تتشكل أغلبية سياسية مبنية على تفاهمات واضحة كالالتزام في الدستور والشراكة الحقيقية في اتخاذ القرار. ولدينا مجموعة من المسائل الخاصة بنا كمستقبل المناطق المتنازع عليها والبيشمرغة وقانون النفط وقانون الموارد وهي نقاط ستكون مطروحة في التعامل مع تحالفاتنا المقبلة.

*هل هناك شخصية معينة سيدعمها الكرد لمنصب رئيس الوزراء؟
نحن لا نريد الدخول في هذا النقاش الان، ونفضل أن ننتظر نتائج الانتخابات التي سنحترمها. وسنرى ما سيدلو به المواطن العراقي ليختار أي من هذه الكيانات السياسية وبناء على ذلك سندخل في مفاوضات. حيث لدينا علاقات متشعبة وواسعة مع كل الاطراف العراقية تكونت خلال عقود من العمل معا في المعارضة ضد ناظم صدام حسين وفي الحكومات التي تلته، ولاشك ان هذه التجربة الانتخابية ستكون مؤثرة في تحديد خياراتنا في المستقبل. ونؤكد على الالتزام بالدستور وعلى حل القضايا المتعلقة بإقليم كردستان التي ستكون من المعايير الاساسية في تحديد تحالفاتنا.

*هل تفضلون أن تبقى الأسماء الحالية في الحكومة العراقية أم أن تأتي وجوه جديدة؟
هذا حديث سابق لأوانه. لكن أتوقع أن يستمر عدد من الوجوه الحالية في الحكومة والبرلمان المقبلين، وأتوقع أن يكون لعدد من الأحزاب السياسية الموجودة في العملية السياسية الماضية سيكون لها حظوظ في العملية المقبلة.

*إسلامية وعلمانية؟
بلا شك سيكون هناك حضور للاحزاب الاسلامية والمدنية، ولننتظر نتائج هذه الانتخابات وسنتعامل بانفتاح وفق اسس واضحة. كالالتزام بالدستور والابتعاد عن احتكار السلطة والتاكيد على شراكة المكونات الاساسية في العراق باتخاذ القرار، وعدم اقصاء أي طرف.

*هل هذا رأي جميع مكونات التحالف الكردستاني ام هو رأي خاص بحزب معين؟
أستطيع أن أقول أن القوى الأساسية الكردية تتمسك بهذه المعايير، وقد أدلى الرئيس الطالباني ورئيس الاقليم البرزاني بتصريحات حول هذا الموضوع.

*هل ستتفق الاحزاب الموالية والمعارضة في اقليم كردستان على صيغة استراتيجية معينة للتعامل بها مع التحالفات المقبلة في بغداد؟
نحن نؤكد على ضرورة توحيد الموقف من بغداد، لكن هذا لايعني إلغاء التعددية الموجودة في إقليم كردستان. فهناك رؤى متباينة. لكن أرى فيما يتعلق بمفاهيم الالتزام بالدستور والحرب على المشروع الوطني الديمقراطي فعلى القوى السياسية في الإقليم أن تكون ملتزمة بها. ومن كان ملتزما ملتزما بهذه المفاهيم سنعمل معه ومن لم يكن ملتزما فليذهب بطريق آخر.

*تتزعم حركة التغيير المعارضة في إقليم كردستان فهل مازالت تشكل صداعا للأحزاب الحاكمة في إقليم كردستان؟
حركة التغيير تمثل ظاهرة في الاقليم.

*هل هي ظاهرة صحية؟
أنا دوما أرى في التعددية ظاهرة صحية. وانا ليبرالي وديمقراطي واتفهم ماحدث من انشقاق أصاب الاتحاد الوطني الكردستاني حيث كانت تجربة مؤلمة ومريرة، ولا اختلف في ذلك. وهناك مطالبات واستحقاقات مجتمعية وسياسية للتغيير في كردستان. وهناك خلاف حول كيفية الاقدام على الاصلاح.

*هل هو من خلال مشروع متوازن يحافظ على المكتسبات ويعالج مكامن الخلل؟ ام يكون مشروعا تغييريا، كما يعتبره بعض هؤلاء مشروعا تغييرا لنبدا من جديد؟
نحن نرى ان في التجربة الكردستانية نتائج باهرة من حيث العمران والتطور السياسي والثقافي والاقتصادي. ونحن نحافظ على تلك الانجازات. فمنذ عام 1991 أصبح عدد المدارس يتجاوز 5500 مدرسة. وكانت لدينا جماعة واحدة والان أصبح لدينا سبع جامعات وقد دشنا جامعة جديدة في قضاء رانية يوم أمس (الجمعة)، وقد تم تحقيق الكثير من الانجازات خلال فترة الـ 19 الماضية. فهل هذا يعني بعدم وجود مشاكل في الاقليم؟ كلا.. هناك مشاكل من خلال سوء الادارة وحالة من التشكيك في السلطة انتابت المواطن.

ونحن بصدد معاجلة هذه الاوضاع. وتبني برنامج حقيقي للاصلاح. لكن كل حزب بما لديه فرحون. وقد كنت اتمنى على المعارضة أن تتبنى نهجا اكثر هدوءا في التعامل مع هذه الاستحقاقات. لان الوضع السياسي في اقليم كردستان بحاجة لنوع من المحافظة على السلام والوئام الاجتماعي وعدم خلق عداوات وتحويل الخلافات السياسية في المجتمع الكردستاني إلى حالة عداء.

وأنا من موقعي كرئيس للوزراء يجب أن اتعامل وفق منطق ان هذه حكومة مواطن وليست حكومة طرف سياسي معين. وقد حاولت جاهدا أن ابتعد عن تلك السجالات السياسية. وكنت أتمنى على المعارضة أن تتعامل معنا بنفس المنطق، بأن تشخص الايجابيات وفي نفس الوقت تنتقد السلبيات. لكن هذا موقفهم والمواطن سيدلو بدلوه يوم الانتخابات، ولو ان هذه الانتخابات ستتركز حول القضايا الوطنية الكردية المرتبطة بالعلاقة مع بغداد، وسيكون هذا هو الاساس. لكن بالتأكيد أن الوضع الداخلي في الإقليم ستكون له انعكاساته وتبعته على مزاج الناخب الكردي.

*هناك من يرى أن ثمة سعي نحو إشغال الكرد وسواهم بالمفاوضات طويلة الأمد بشان كركوك التي يخشى عدد من القادة الكرد ان تتحول لكشمير اخرى؟
أرى أن الوقت قد حان لحسم الوضع في كركوك، وهي مشكلة عراقية وليست فقط مشكلة كردية، ومشكلة تجسد مشاكل العراق. هذه المدينة التي كانت غنية بتعدديتها وبثرائها الثقافي، وحوّلها صدام حسين لمدينة للتناحر القومي والتطهير العرقي. نحن في إقليم كردستان نؤكد على أن كركوك جزء من إقليم كردستان، ولدينا من الوثائق والبراهين ما يؤكد ذلك، واخواننا من العرب والتركمان أو على الأقل كثير منهم يرون عكس ذلك، ولهم وجهة نظر مختلفة، لذلك نحتكم للدستور والاليات القانونية. اما إبقاء كركوك حالة مؤجلة، فذلك لايصب في مصلحة العراق ككل ولا اقليم كردستان.

أذكر بالماضي القريب؛ فعدم حل مشكلة كركوك قد أدى للكثير من الويلات التي لم تصب كردستان فقط بل كل العراق، فصدام حسين لم يتفاهم مع القيادة الكردية عام 1973 عندما اضطر للتنازل للشاه في اتفاقية الجزائر التي كان إلغائها احد أسباب الحرب العراقية الإيرانية. وارى أن الأجدر بالكرد ان ينتصروا لحل واقعي منطقي يعيد الحق لنصابه. ويزيل آثار سياسات التطهير العرقي التي مارسها نظام صدام ويفي بالاستحقاقات الدستورية المتفق عليها. وهذا في مصلحة العرب والكرد والتركمان. وفي النهاية يجب أن يكون الحل في كركوك حلا عراقيا مبنيا على الدستور وعلى الاليات القانونية. ولن يكون هانك حل كردي مفروضا على كركوك ولاحل عربيا ولاحل تركمانيا، ولاحل تركيا ولاحل اميركيا. أي يكون حلا عراقيا يستند على الدستور.

*لكن كركوك اليوم تبدو مهملة من الجميع. فاذا كانت الحكومة العراقية مقصرة، والكرد يقولون أنها محافظة كردستانية فلماذا تهملها حكومة الاقليم اذا كانت ترى انها كردية؟
إداريا كركوك ليست تابعة لاقليم كردستان اليوم. لكن مع ذلك فقد قمنا منذ عام 2003 بتقديم خدمات عديدة في كركوك، وهو واجبنا، وتمثلت تلك الخدمات بالعمران والبناء. لكن لايمكن أن نعالج مافي كركوك وحدنا في الاقليم فعلى الحكومة المركزية واجب تجاهها. وحين كنت اعمل نائبا لرئيس الوزراء العراقي عملنا، من خلال الموازنة، على تخصيص مبالغ مستحقة لكركوك، وهي تستحق الكثير. وقد خصص قانون الموازنة الاخير مبلغ دولار عن كل برميل في محافظة منتجة للنفط، وان شاء الله ستنعم كركوك بعد هذا الانتظار الطويل والمرير بشيء من خيراتها.

*وماذا عن الوضع في محافظة نينوى؟
الوضع في نينوى ليس بالسهل، فهناك توجهات من قائمة الحدباء ومن وأطراف في القائمين على الامر في محافظة نينوى، تؤدي لتأجيج العواطف والنعرات القومية.

المشكلة في الموصل ليست الكرد. بل هي الهجمات الارهابية التي تستهدف الموصليين كردا وعربا، وكان الحرى بالمحافظة أن تستوعب كل المكونات الموصلية، وأن تعمل على تعزيز وحد الصف الموصلي في مواجهة الارهاب والتطرف لاخلق نعرات قومية. ونحن من جانبنا كحكومة إقليم كردستان نريد ان نساعد، بكل ماأوتينا من إمكانيات، أهلنا في الموصل والمناطق المتاخمة للاقليم. ويقيناً ان هناك مناطق متنازع عليها في هذه المحافظة لكن نريد ان ننتصر لمفهوم مشترك لخدمة اهلنا في هذه المناطق ومحاربة الارهاب.

*هل ترى في عدم التوافق في تشكيل الحكومة المحلية بالموصل السبب في هذا التوتر؟
بالتاكيد كان ذلك سببا، وأنا ارى أن هناك من الساسة من يريد تأجيج الصراعات القومية والنعرات الكردية العربية كوسيلة للترويج السياسي ولتثبيت مواقعهم السياسية. ونحن في الجانب الكردستاني نؤكد على أهمية مفهوم المشاركة في القرار. فكيف تُطلب المشاركة في تنفيذ القرار في بغداد، ولكن حين يأتي للموصل التي تضم مكونا كرديا ذا حجم معروف فيقوم بإقصائه وتجاهله، وهو امر غير ممكن وغير مجدٍ.

*هناك من يرى وجود خيبة كردية من الجانب الأميركي؟
العلاقة مع الولايات الأميركية مهمة لنا، وهي قوة مؤثرة في المنطقة وفي العراق، وهي التي ساعدتنا في إسقاط نظام صدام حسين وهو أمر نشكرها عليه بقوة، حيث أتاحت لنا لبناء عراق جديد. ونحن من جانبنا نعمل على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة ضمن المنظومة الدستورية العراقية. وقد ذهب السيد رئيس الإقليم للولايات المتحدة بناء على دعوة رسمية والتقى خلالها بالرئيس أوباما، وتم فيها التاكيد على بناء علاقات طويلة الامد مع العراق ومع اقليم كردستان.

فمن من جانبنا ليس لدينا تردد في هذا المجال، بالعمل على تعزيز علاقاتنا مع الولايات المتحدة وغير الولايات المتحدة. وفي نفس الوقت نذكر أنفسنا بأننا جزء من هذا المنطقة، ولا يمكن أن تكون علاقاتنا مع الأميركان على حساب علاقاتنا مع جيراننا. فنحن نعيش في هذه المنطقة شئنا أم أبينا. فالولايات المتحدة تبقى قوة خارجية، ومصالحنا تكمن في التواصل مع العمق العربي للعراق، وتعدد هذه العلاقات من كل الأوجه. وكذلك تعزيز علاقاتنا مع تركيا وإيران.

نريد لكردستان أن تكون معبرا وجسرا للتواصل بين شعوب ومصالح هذه المنطقة. ونريد لكردستان أن تكون معبرا لبقة أنحاء العراق، فنحن نرى في كوننا جزءا من المشروع الوطني العراقي وبحضورنا الفاعل في بغداد فإن كردستان ستكون قوية وإن العراق سيكون قوياً. ومن هذا المنطلق أقول بالرغم من المتغيرات التي ستطرأ على الوجود الأميركي في العراق، فمن خلال بناء شبكة المصالح المشتركة بيننا وبين أشقائنا في المشروع الوطني في العراق وأيضا مع أشقائنا العرب والأتراك والإيرانيين. نعمل على خلق حالة مستقرة من العلاقة بين الكرد مع المنطقة، حيث سيكمل لنا ازدهارنا الاقتصادي وديمومة حقوقنا ولا نعتمد على عوامل خارجية معرضة للمتغيرات.

*هل ترى بأن الولايات المتحدة كانت متحمسة لرئيس الحكومة الأسبق أياد علاوي، لكن هذا الحماس أخذ يتراجع منذ خمس سنوات لمن جاء بعده؟ فهل تدعم الولايات المتحدة شخصا أو ائتلافا سياسيا معينا ليكون على رأس السلطة في العراق؟
كل دولة وكل جهة خارجية تتابع ما يجري في العراق، لها مصالح في العراق. فهو بلد مهم. لكني أقول إن القرار العراقي يجب أن يكون عراقياً دون أي تدخل خارجي او وصاية عراقية. فأي تدخل في الشأن العراقي سيؤدي لتعقيد الأوضاع وتأزيمها. ولننتظر نتائج الانتخابات التي سيفوز فيها الأصلح وسيأتي هذا الصلح لإدارة دفة العراق الذي هو بحاجة لحكومة متجانسة مبنية على أغلبية سياسية ذات رؤية موحدة على القضايا الأساسية في البلد، مستندة على الالتزام بالدستور وأسس النظام الديمقراطي الاتحادي ولمفهوم الشراكة في القرار ورفض قيم الإقصاء والتهميش.

*كانت الحكومات العرقية منذ عام 2005 تدار من قبل أحزاب إسلامية. فهل ترى ان هناك تغييرا سيكون بعد الانتخابات في نوعية من سيحكم البلد؟
أنا لدي خلاف كبير حول مقولة الأحزاب الإسلامية والأحزاب العلمانية. فالأغلبية العظمى من الشعب العراقي مسلمة. ومسالة أن تكون هناك أحزاب إسلامية تعني أن هناك أحزاب لا إسلامية. والأفضل الإشارة لها كأحزاب دينية وأحزاب مدنية كإشارة للأحزاب العلمانية. فالعلمانية بمفهومها الذي ورد إلينا من الغرب قد يدخلنا في نقاشات مع مسلمين يفهمون العمانية شيئا متناقضا مع الدين الإسلامي. وعليه يمكننا أن نتجنب ذلك بتقديم تعريف أدق هو الأحزاب الدينية والأحزاب المدنية.

وأنا رجل مدني ومنتم لحزب مدني ولا أستسيغ إقحام الدين في السياسة ففيه مفسدة للسياسة وللدين.

وللإجابة على سؤالك أرى أن تجربة الست سنوات الماضية أصبح للمواطن العراقي الفرصة للإدلاء بدلوه ليقرر شكل النظام الذي يحكم البلاد. ولننتظر نتائج هذه الانتخابات ونرى إن كان يريد الاستمرار بنفس النمط ام يحدث التغيير.

وأنا كرجل مدني لاشك أتمنى للتيارات المدنية ان تكون لها الصدارة في العراق.

*وترى بأن العراق المقبل سيكون علمانيا؟
لااستطيع ان اتنبأ بذلك، فهو يعود للناخب العراقي. لكن هذا لايعني أن هناك أحزاب دينية دورها النضالي ولها كفاءاتها. يمكنك ان ترى في ألمانيا للحزب الديمقراطي المسيحي او الحزب الحاكم في تركيا. أنا رجل ديمقراطي ومدني اؤمن بالتعددية. وفي النهاية فالوسطية مهمة إن كان تيارا دينيا يؤمن بالوسطية وتقبل الآخر، فبها. ولست شخصاً آيدلوجياً. ولاأنظر لهذا الامر من منظور آيدولوجي. والامر عائد للمواطن العراقي الذي سيقرر.

*هل هناك مرشح لرئاسة الجمهورية غير الرئيس جلال الطالباني؟
أظن أن هناك مطالبة وطنية عامة ليس فقط كردية بل من قبل أطراف عراقية كثيرة ليترشح الرئيس الطالباني لولاية رئاسية ثانية، ولايوجد للان منافس له.

*هل تخشى ان يشوب الانتخابات النيابية التزوير؟
لاأخفيك أن لدي قلق من محاولات التلاعب بقناعات الناخبين. أنا طبعا أريد لحزبي ان ينال اكبر عدد من المقاعد، لكني أرى بصدق أن هذا التنافس الديمقراطي ونجاح العملية الديمقراطية أهم من فوز أي طرف. حتى لو فاز الأصلح، لاسمح الله عن طريق التلاعب، فلن يكون مجدياً، وسيكون عقبة أمام العملية الديمقراطية. لكني متفائل من خلال اجراءات وقوانين الهيئة المستقلة للانتخابات والحضور الكثيف للمراقبين الأجانب والمنظمات الدولية والصحافة، ستكون ردعا حقيقيا لأي محاولة للتلاعب بنتائج الانتخابات. فهذا هو يوم المواطن ويوم الناخب.

*علمت أن هناك (بين الكرد وغيرهم) من يرشح الدكتور برهم صالح رئيسا مقبلاً للعراق بعد هذه الدورة البرلمانية والرئاسية؟
نحن منشغلون الان بالعملية الانتخابية الحالية ولانريد أن نستبق نتائجها.

*فيما لو رُشحت في المستقبل؟
هذا سيكون في أوانه. وأملي الان أن ننجح في بناء عراق ديمقراطي منسجم شعبه مع بعضه و مسالم مع جيرانه. مايجري في العراق اليوم هو عملية ديمقراطية غير مسبوقة. فما رأيته في السليمانية يوم أمس (الجمعة)، بالرغم من بعض التشنجات، فكأنك في بلد ديمقراطي عمره مئات السنين. ففي هذه التجربة تلمس المواطن العراقي مفهوم الحرية والديمقراطية واهمية صوته. وفي كل انتخابات مقبلة سيكون وضعنا أفضل. لأكني اقو لان هذا الاستحقاق الانتخابي سيكون جسميا على البلد، وأملي ان تنتصر القيم القادرة على النهوض بالعراق وتحويل مجراه إلى شاطئ الأمان.