في حال ثبتت التهمة على إسرائيل في قضية إغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح، فإنها ستواجه العديد من الصعوبات في حال قررت شن حملة عسكريّة ضد إيران، خصوصاًمن ناحيةإستعمال المجال الجوي لدول عربيّة لتحقيق هذه الغاية .
القاهرة: ما زالت تداعيات عملية اغتيال القيادي البارز في حركة حماس، محمود المبحوح، في أحد فنادق إمارة دبي نهاية شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، تحظىباهتمام مختلف وسائل الإعلام حول العالم. وبينما تباينت رؤى المحللين خلال الفترة الماضية ما بين مؤيد ومعارض لتلك العملية، ومدى تأثيرها بالسلب أو بالإيجاب على إسرائيل من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية، داخلياً وخارجياً، يتحدث تقرير نشرته اليوم مجلة quot;التايمquot; الأميركية عن آثار إستراتيجية ربما لم تأخذها إسرائيل بعين الاعتبار قبيل إقدامها على تنفيذ عملية تصفية المبحوح، من منطلق أن جميع الشواهد تؤكد تورطها في العملية في ظل استمرار موقفها الرافض للنفي أو التأكيد.
وتبرز المجلة في هذا السياق ذلك الضرر الذي قد تشعر به إسرائيل مستقبلاً ، وتحديداً إذا ما قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية، حيث ستكون في حاجة وقتها لموافقات تمكنها من استخدام المجال الجوي للدول العربية الخليجية. وهنا ترى المجلة أن استعدائها دولة الإمارات العربية المتحدة بتلك الطريقة، حيث لم تترك أية شكوك تقريباً في أنها من وقفت وراء عملية الاغتيال، لا تبدو أنها الطريقة المثلى لتسهيل الحصول على مثل هذه التصاريح أو الموافقات. كما لن يساعدها ذلك على بناء تحالف عربي سني ضد ايران ووكيلها اللبناني، حزب الله، حسبما أكدت المجلة.
وحول آلية تنفيذ العملية، وحقيقة تورط الموساد بها، تعاود المجلة في الإطار نفسه لتؤكد على أن ضلوع تل أبيب في العملية أمر لا يقبل الشك لدى كثيرين. فبالرغم من رفض إسرائيل الاعتراف بحقيقة تورطها من عدمه، إلا أن تسيبي ليفني، زعيمة المعارضة الإسرائيلية والعميلة السابقة بالموساد، أطرت بصورة علنية على العملية، التي اتصفت بكافة السمات المميزة للعمليات التي يقوم بها الموساد عادةً ndash; فالدافع كان متوافراً، وهو أن المبحوح كان يقوم بشراء وجلب الأسلحة الإيرانية إلى قطاع غزة، بالإضافة لكثرة عدد الأشخاص الذين يعتقد أنهم كانوا ضمن طاقم الاغتيال ( 26 فرداً طبقاً لآخر إحصاء )، وكذلك تلك الشبكة التي تغطي أوروبا والولايات المتحدة (حيث سافر اثنين من القتلة المزعومين إلى هناك من دبي).
ثم تمضي المجلة لتقول إنه إذا ما كان الموساد متورطاً بالفعل في تلك العملية، فإن ذلك يعني أن مسؤولية اغتيال المبحوح يمكن أن توضع على عتبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتلفت هنا إلى السوابق التاريخية التي صادق خلالها رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي على تنفيذ عمليات اغتيال في دول ليست في حالة حرب مع إسرائيل. وتشير إلى أنه من غير المحتمل أن يتم الكشف عن مثل هذه التفاصيل في أي وقت قريب، لكنها تجعلك تتساءل عن طبيعة المداولات التي ربما قادت إلى اغتيال المبحوح.
وفي ختام حديثها، تشدد المجلة على حقيقة عدم اكتراث نتنياهو بمسألة اتهام إسرائيل من عدمها في عملية الاغتيال. فبيت القصيد ndash;كما يقولونndash; هو أن تبعث حكومته برسالة تذكير لأعداء إسرائيل بأنها ستتخلص منهم أينما عُثِر عليهم. وعلى عكس منهجية الردع التي سبق لإسرائيل أن طبقتها مع منظمة أيلول الأسود الفلسطينية التي قامت بقتل أحد عشر رياضياً إسرائيلياً في أولمبياد ميونخ عام 1972، جاءت الأدلة التي أظهرت محاولة القتلة إبداء وفاة المبحوح طبيعية أثناء نومه، لتُكذب تفسير الردع. كما أنها لم تُجِب على التساؤل الخاص بأسباب تعريض الموساد لـ 26 من عملائه للخطر.