إثر وفاة شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي من جرّاء أزمة قلبية فتحت إيلاف ملف خلافته واستصرحت لهذا الغرض الدكتور عمر الديب عضو مجمع البحوث الإسلامية الذي أكد على ضرورة أن يتمتّع خليفته بالورع والتقوى، وان يكون عالما بالشريعة واللغة والعلوم الدينيةquot;.

القاهرة: أكد الدكتور عمر الديب عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن شيخ الأزهر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي وافته المنية صباح اليوم بالأراضي السعودية كان له quot;أياد بيضاء على الدين الاسلامي والأزهرquot;.

نهضة أزهرية

وقال الديب، وكيل الأزهر السابق، في تصريحات خاصة لـ quot;إيلافquot; بعد ظهر اليوم أن الأزهر شهد على يد طنطاوي نهضة لم يشهدها من قبل، وقال quot;زاد عدد المعاهد الأزهرية على يديه الى ما يزيد على 9 آلاف معهد أزهري معظمها بني بالجهود الذاتية، وزادت ايضا عدد الوفود الإسلامية القادمة من الخارج للدراسة في معاهد وجامعة الأزهرquot;. واعتاد شيخ الأزهر ان يلتقي بوفود من 105 دولة أسبوعيا بمقر إقامتهم بمدينة البعوث الإسلامية يعظهم ويستمع إليهم ويحل مشاكلهم والصعوبات التي تواجههم.

تأجيل إعلان خليفة طنطاوي وتساؤلات حول عدم إعلان الحداد

خالد الجندي أوفر المرشحين حظاً لخلافة طنطاوي

وفاة شيخ الأزهر إثر نوبة قلبية في السعودية

وأضاف الدكتور الديب أن سيد طنطاوي لم يدخر جهداً في نشر الدعوة الإسلامية وعمل طوال وجوده داخل جدران المؤسسة الإسلامية الكبرى من أجل رفعة الأزهر، حتى انه quot;كان يقوم بزيارة الأقليات الإسلامية في الدول المختلفة بصورة دائمة، لدرجة انه كان يقوم بزيارة 5 دول في ثلاثة ايام فقطquot;. وأضاف quot;حتى عندما كان يصل الى القاهرة بعد رحلة طويلة من إحدى دول شرق آسيا، كان لا يعود الى منزله مباشرة، بل يعود الى بيته الازهر ليطمئن عليهquot;.

تاريخ طبي

وتوفي شيخ الأزهر 82 عاماً إثر إصابته بأزمة قلبية في السعودية حيث وصل الى هناك لحضور حفلة منح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام للفائزين بها هذا العام، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد لله بن عبد العزيز. وكان طنطاوي يعاني من مرض في القلب، حيث سبق وتم تركيب دعامة بقلبه عام 2006 ويعاني من مرض السكري أيضا، وسبق ان تعرض لأزمة صحية نهاية عام 2008 إثر إصابته في إحدى ساقيه ولازم المستشفى لمدة 10 أيام.

مرشحون لخلافته

وتحتدم التكهنات حول من سيخلف الشيخ الراحل في هذا المنصب الذي يمثل اعلى سلطة دينية سنية، وبالنظر الى التاريخ والتجارب السابقة تضيق في الغالب دائرة الاختيار، حيث توضح انه في الغالب يكون اختيار هذا المنصب الذي يتم بالتعيين بين المفتي أووزير الاوقاف أوأحد الوكلاء أوأعضاء مجمع البحوث بالأزهر.

لكن الدكتور الديب له رأي آخر حيث قال إنه quot;ليس بالضرورة ان يكون شيخ الأزهر وزيرا اومفتيا وليس بالضرورة ان يكون في وظيفة رسميةquot;، مؤكدا على ضرورة توفر خصائص معينة في الشخص الذي يتولى هذا المنصب منها أن quot;الورع والتقوى لانه سيكون امام المسلمين، وان يكون عالما بالشريعة واللغة والعلوم الدينية لأنه سيكون قبلة يفد اليها المسلمين بالسؤال وللقاءquot;.

وقالت مصادر خاصة بالأزهر لإيلاف ان قائمة الأسماء المرشحة لتولي المنصب الثامن والأربعون لشيخ الأزهر طويلة ويوجد أسماء عديدة مثل الشيخ نصر فريد واصل المفتي السابق وفضيلة الدكتور علي جمعه المفتي الحالي والدكتور احمد الطيب رئيس جامعة الأزهر والشيخ عبد الفتاح علام وكيل الأزهر والشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق والشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر والدكتور احمد عمر هاشم رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب والدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف.

وترتفع فرص الدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر الذي عين مفتيا من قبل ولم يبق في المنصب اكثر من عام ونصف العام قبل ان يأتي علي جمعة بدلا منه ويرأس هوجامعة الأزهر عام 2003.

وكان الدكتور نصر فريد واصل المفتي الأسبق قاب قوسين من المنصب، إلا أن إحالته إلى التقاعد ببلوغه سن65 عاما يقلل من فرص ترشيحه للمنصب وخاصة انه له فتاوى أثارت جدلا واسعا، مثل تحريم التدخين وتحريم ارتداء البنطلون الضيق للفتاة المسلمة. وأصبح منصب شيخ الأزهر بالتعيين بموجب قانون الأزهر عام 1961 بدلا من الانتخاب بعد إلغاء هيئة كبار العلماء، لتتولى الدولة مفاتيح اختيار من تراه مناسبا وفقا لحسابات ومعايير معينة.