يلاحظ في بريطانيا أنَّ قرار منع ضرب الأطفال غائب عن البرامج الإنتخابيَّة للأحزاب الرئيسيَّة البريطانيَّة الثلاثة، وتواجه بريطانيا ضغوطًا أوروبيَّة في هذا المجال خصوصًا وأنَّ القوانين السارية حاليًّا تمنع استخدام القوة ضد الأطفال، لكنها تمنح الكبار في البيت وبعض المدارس والمؤسسات الدينيَّة حقَّ الدفاع، ضد أي تهمة من هذاالنوع.

لندن: تواجه بريطانيا ضغوطًا متزايدة من مجلس اوروبا لفرض منع شامل على ضرب الأطفال.واشار المجلس الذي يراقب التزام الدول بالاتفاقيَّة الاوروبيَّة لحقوق الانسان الى ان بريطانيا لم تمنع الضرب بعد اكثر من عشر سنوات على قرار صادر في عام 1998 يحذر من ان هذه الممارسة تشكل انتهاكًا لحقوق الأطفال ضد المعاملة اللاإنسانيَّة والمهينة.

وقالت نائب السكرتير العام لمجلس اوروبا quot;مودي دي بور بوكوتشيوquot; ان الحملة الرامية الى منع العقاب الجسدي في عموم الدول الأعضاء في مجلس اوروبا تكتسب زخمًا متزايدًا مؤكدة ان 20 دولة الغت رسميًّا قوانين تجيز هذا الشكل من العقاب خلال السنوات الثلاث الماضيَّة.

ونقلت صحيفة quot;الغارديانquot; عن quot;بوكوتشيوquot; ان بريطانيا واحدة من الدول التي لم تفرض حظرًا شاملًا على ضرب الاطفال.واضافت ان هذا يعود في جانب منه الى ان العلاقة بين الابوين والطفل في بريطانيا علاقة تسلط وان تدخل الدولة في الشؤون العائليَّة ما زال مرفوضًا.

واكدت quot;بوكوتشيوquot; ان المسألة تتعلق بحقوق انسانيَّة أساسيَّة، quot;فالاطفال لا يتمتعون بحقوق الانسان التي يتمتع بها الراشدون فحسب بل هم اكثر ضعفًا وانكشافًا من الكبار وبحاجة الى حماية أكثر لا اقلquot;.

وتشير صحيفة quot;الغارديانquot; في تقرير اليوم الى ان القوانين السارية حاليًّا في بريطانيا تمنع استخدام القوة ضد الأطفال، لكنها تمنح الكبار في البيت وبعض المدارس والمؤسسات الدينيَّة حقَّ الدفاع، ضد تهمة الاعتداء في حالة استخدام قوة معتدلة إذا اثبتوا ان العقاب كان معقولًا.

وأول قرار منع ضد ضرب الأطفال شُرع في بريطانيا عام 1987، ثم جرى توسيعه ليشمل المدارس المستقلَّة في عام 1999،وصدرت قوانين اخرى خلال السنوات العشر الماضية تمنع استخدام العقاب الجسدي في دور الأطفال ومؤسسات الرعاية التي تديرها الدولة. وعُدلت القوانين مرة أخرى منذ عام 2004 لتشديد القيود على لجوء الوالدين أو الكبار الذين يقومون مقامهما الى التذرع بحجة العقاب المعقول في مواجهة تهمة الاعتداء.

وما زالت هناك اسباب للقلق من استخدام الضرب في البيت وفي مدارس تعمل ساعات محدودة في الأسبوع مثل المدارس الايمانيَّة التي تعمل خلال عطلة نهاية الاسبوع ، حيث يستطيع الكبار الذين يستخدمون quot;قوة معقولةquot; ان يتفادوا الملاحقة القانونيَّة.

وكان quot;روجر سنغلتونquot; مستشار الحكومة حول سلامة الطفل اصدر الشهر الماضي تقريرًا اوصى فيه بمنع ضرب الأطفال في كل الاماكن خارج البيت مشددًّا خصوصًاعلى مدارس عطلة نهاية الاسبوع واماكن العبادة.وقال سنغلتون ان الحماية ضد العقاب الجسدي يجب ان تشمل كل اشكال الرعاية ومؤسسات التعليم والتوجيه خارج اطار الأسرة. ولكن التقرير لم يذهب الى حد التوصية بتغيير القانون الذي يبيح للوالدين استخدام الضرب داخل البيت.

ولاحظت صحيفة quot;الغارديانquot; انه ليس لدى اي حزب من الأحزاب الرئيسيَّة الثلاثة في بريطانيا سياسة محدَّدة حول العقاب الجسدي ضد الاطفال في برامجها الانتخابيَّة.