واشنطن: قالت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر اليوم الجمعة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى من خلال الخطابات التي يلقيها أثناء تواجده في الولايات المتحدة إلى تلطيف صورته وإبراز نفسه كصانع سلام، على الرغم من أنه لم يقدم أية تنازلات جديدة للفلسطينيين حتى الآن.

ففي خطاب ألقاه في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك الخميس، أثنى نتانياهو على رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق مناخيم بيغين والرئيس المصري السابق أنور السادات، اللذين وقعا على اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978، كما أثنى على الرئيس الإسرائيلي الأسبق يتسحاق رابين الذي وقع على اتفاقية أوسلو في عام 1993.

وقد شبه نتانياهو نفسه برابين الذي عاد إلى رئاسة الوزراء لمرة ثانية لإتمام اتفاقية سلام تاريخية. وقال نتانياهو: quot;حين يتقدم بك العمر لتصل إلى سني فإنك لا تعود إلى رئاسة الوزراء فقط لإمضاء الوقت في المنصب، بل إنك تعود لعمل شيء، وأنا مستعد لعمل شيء، أنا مستعد لاتخاذ المخاطر السياسيةquot;.

غير أن الصحيفة قالت إن نتانياهو لا يزال غامضا بشأن الخطوات الفعلية التي ينوي اتخاذها للتقدم في العملية السلمية، ويتجنب الإجابة المباشرة عن هذا السؤال باستمرار.

غير أن الفلسطينيين لا يزالون متشككين. فقد قال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الجمعة إن الفلسطينيين يسمعون كلام نتانياهو لكنهم لا يرونه يثبت جديته على أرض الواقع، مثل إيقافه الكامل لعمليات البناء في المستوطنات اليهودية في القدس الشرقية. وأكد عريقات أن ممارسات إسرائيل في القدس الشرقية استفزازية وغير قانونية.

نتانياهو يلتقي ميتشل في القدس

إلى ذلك التقى نتانياهو اليوم الجمعة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل في محاولة لتشجيع اجراء مباحثات سلام مباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين كما افاد مصدر حكومي اسرائيلي. ولم يدل الاثنان باي تعليق اثر لقائهما في القدس.

ومن المقرر ان يجرى المبعوث الاميركي مباحثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ظهر السبت في رام الله (الضفة الغربية). ويقوم ميتشل منذ اشهر بجولات مكوكية بين واشنطن واسرائيل والفلسطينيين لمحاولة اطلاق عملية السلام المجمدة منذ الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة في نهاية 2008.

وكان الاسرائيليون والفلسطينيون وافقوا في ايار/مايو الماضي على اجراء مباحثات غير مباشرة تحت رعاية الولايات المتحدة الا ان هذه المباحثات لم تؤد الى شيء وفقا للقادة الفلسطينيين. ومن ثم تسعى الولايات المتحدة حاليا الى دفع الطرفين الى اجراء حوار مباشر.

الا ان الفلسطينيين يطالبون باجابات او اشارات من اسرائيل بشان قضيتي الامن والحدود، وهما من القضايا الشائكة التي تتعثر بشانها عملية السلام، قبل الدخول في حوار مباشر مع الاسرائيليين. وخلال وجوده في المنطقة سيلتقي ميتشل ايضا وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين آشتون التي تبدا زيارة للمنطقة السبت.