يواصل رجل الدين السعودي يوسف الأحمد جداله في قضايا المرأة السعودية من جديد لكن هذه المرة بفتوى تحرم التعامل مع محلات quot;بندهquot; التموينية الشهيرة في السعودية التي اتجهت إلى توظيف عدد من السعوديات في وظيفة (الكاشير)، على الرغم من القرار الملكي بحظر الفتوى على من هم خارج نطاق هيئة العلماء.

المتتبع لسيرة الأكاديمي عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور يوسف الأحمد يجد أنه يواصل حضوره بشكل كبير في جميع وسائل الإعلام والقضايا السعودية، خصوصا تلك التي تتعامل مع المرأة وقضاياها بشكل مباشر.

فبعد اقتحامه وزارة التربية والتعليم السعودية قبل أكثر من ثلاثة أشهر مع مجموعة من رجال الدين، عاد يوسف الأحمد من الباب ذاته الذي يحوم حوله وهو باب عمل المرأة السعودية، حيث عارض الأحمد قرار شركة الأغذية التموينية quot;بندهquot; بتوظيف عدد من الفتيات في مراكز البيع للعمل في وظيفة quot;الكاشيرquot; في مدينة جدة واعتبر أن ذلك مدعاة لتغريبها وإبعادها عن هويتها الإسلامية وهو جزء من مشروع تغريبي يهدف إلى سفور المرأة على حد وصف الأحمد أثناء بث أحد برنامجه على إحدى الفضائيات.

وعلى الرغم من قرار العاهل السعودي بحظر الفتوى إلا عبر هيئة كبار العلماء، إلا أن الأحمد أفتى بتحريم التعامل مع ماركة الأسواق التموينية الشهيرة في السعودية حتى يعودوا عن قرارهم، في خطوة جعلت العديد من المشاهدين يقفون حائرين في مسألة تصديق الأحمد والأخذ بفتواه وهو خارج أسوار هيئة العلماء.

وبزغ نجم رجل الدين السعودي يوسف الأحمد بعد فتواه بهدم الحرم المكي قبيل عدة أشهر والقضاء على الاختلاط الذي يشهده الحرم المكي، وذلك في خضم معركة الاختلاط التي دار الجدل حولها على الساحة السعودية وتباين وجهات النظر في صفوف المنتسبين للتيار الديني حول إباحة الاختلاط، واستشهاد الكثير ممن أباحه إلى الاختلاط المشروع في ملتقى المسلمين كافة وهو المسجد الحرام، ما حدا بالأحمد إلى إطلاق رؤيته بهدم المسجد الحرام للقضاء على الاختلاط وهو الأمر الذي وجد معارضة كبرى من جميع المذاهب الإسلامية والمسلمين الذين رأوا أنه يقول ما لا يعقل ما حدا وصفه بــquot;أبرهة العصرquot;.

وأتت قضية زيارة نائب وزير التربية السعودية نورة الفايز إلى مدرسة للبنين في إحدى محافظات الرياض وقرار الوزارة بدمج طلبة الصفوف الأولية الابتدائية في مدارس البنات، محركًا جديدًا لتوليد طاقة الأحمد للخروج برفقة بعض من رجال الدين إلى الدخول إلى مبنى الوزارة وتقديم وثيقة الاعتراض على زيارة الفايز، وكذلك قرار الدمج إلى نائب وزير التربية الدكتور فيصل بن معمر الذي استقبل الأحمد ووعده بالتصرف حيال ذلك وهو ما جعل العديد من الكتاب السعوديين بإطلاق أقلامهم استهجانًا لعمل الأحمد، حيث وصف الكاتب السعودي خلف الحربي quot;بالجنرال وقائد مظلات الاحتسابquot;.

وحمل احتفال مدينة جدة بمتطوعيها ومتطوعاتها خلال كارثة السيول الأخيرة نقد الدكتور يوسف الأحمد الذي أفتى بتحريم ذلك الاحتفال وقال فيه quot;إن هذا الاحتفال محرم لما فيه من ابتذال المرأة، وإهانتها والتغرير بها واستدراجها إلى الأعمال المحرمة وأخذ التوجيه من ساسة النصارى وأعداء الإسلام والتبجح بذلك في الاحتفال وإقراره quot;على حد وصفه. ما شرع الأبواب مرة أخرى لانتقاده من العديد من أفراد المجتمع ونخبه الذين يرون أن الأحمد تكلم بلغة بعيدة عن فهم الواقع المر الذي عاشته جدة في وقت تحتاج فيه إلى المزيد من المتطوعين والمتطوعات للقيام بدورهم تجاه إنقاذ جدة.

ولم يكن الأمر هنا بل جاءت وفاة الدكتور غازي القصيبي وهو الرجل الذي وجد تعاطفا شعبيا وكذلك تعاطف الكثير من رجال الدين السعوديين خلال وفاته نظير سيرته الكبرى في المجال الإداري والأدبي، إلا أن الدكتور الأحمد شكك بقصائد القصيبي التي حملت قربا من الله وقوة في دعمه لقضايا المجتمع السعودي معتبرا أن ذلك الأمر غشاوة يذهب ضحيتها البسطاء ودعاة التغريب من المجتمع السعودي، في إشارة منه إلى أن القصيبي كان أحد المخططين لتغريب الفتاة السعودية، على ما جاء بوصفه، ما حمل كراهية كبرى اجتاحت المجالس السعودية والمنتديات الالكترونية للدكتور يوسف الأحمد.