صنعاء: تجددت الاشتباكات في شمال صنعاء الاربعاء بين المسلحين القبليين المعارضين للرئيس علي عبدالله صالح والقوات الموالية له، وذلك قبيل التوقيع المنتظر في الرياض على اتفاق نقل السلطة، بحسب ما افاد سكان وكالة فرانس برس.
وذكر شهود عيان ان الاشتباكات تجددت في حي الحصبة، معقل شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الاحمر، كما دوت انفجارات في حي الصوفان المجاور.
وبحسب الشهود، فان الاشتباكات درات بين مجموعات قبلية موالية للشيخ صادق الاحمر وبين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها احمد نجل الرئيس اليمني اضافة الى قوات عسكرية اخرى موالية للنظام.
وتوقع المتحدث باسم المعارضة البرلمانية اليمنية محمد قحطان الا يخرج المحتجون من الشارع مع توقيع الرئيس علي عبد الله صالح على اتفاق نقل السلطة المنتظر اليوم الاربعاء في الرياض.
كما استبعد قحطان اي تراجع في اللحظة الاخيرة من قبل الرئيس علي عبدالله صالح الذي وصل الى الرياض صباح الاربعاء لحضور مراسم التوقيع على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة وعلى اليتها التنفيذية.
وقال قحطان لوكالة فرانس برس quot;يبدو ان الرئيس صالح وجد نفسه امام التوقيع، وهو سيوقع ولا اعتقد انه ستكون هناك اي مفاجآتquot;.
وعما اذا كان المحتجون سيغادرون ساحات الاعتصام التي يتواجدون فيها منذ اشهر بعد توقيع اتفاق السلطة، قال قحطان quot;لا، فالشارع لا يقبل اصلا المبادرة الخليجيةquot;.
واضاف قحطان الذي كان متواجدا في شارع الستين في صنعاء حيث يتظاهر المحتجون، quot;الناس لن يذهبوا الى بيوتهم قبل انتهاء الفترة الشرفيةquot;، في اشارة الى فترة التسعين يوما التي يفترض ان يبقى فيها صالح رئيسا شرفيا لليمن، وتنتهي بانتخابات رئاسية توافقية مبكرة.
كما قال قحطان انه quot;سيكون هناك بالطبع خلاف مع الشباب حول مسألة الحصانة القانونية التي سيحصل عليها الرئيس بموجب المبادرة الخليجية، فهم يطالبون بمحاكمتهquot;.
الا انه الى اشار الى ان الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية quot;تنص على ان تقوم حكومة الوحدة الوطنية بالتحاور مع الشباب الذين لهم مطالب تتعلق بنظام ديموقراطي وانتخابات نزيهة واعتقد ان الامور ستكون افضل اذا لمس الشباب ان هذه المطالب تتحققquot;.
ووصل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح صباح اليوم الاربعاء الى الرياض للتوقيع على اتفاق نقل السلطة في اليمن ما يفتح الباب امام حل الأزمة المستمرة منذ عشرة اشهر في هذا البلد، كما افاد مصدر رسمي والتلفزيون اليمني.
وقال المصدر الرسمي لوكالة فرانس برس ان quot;الرئيس وصل الى الرياض للتوقيع على المبادرة الخليجيةquot; التي طرحتها دول مجلس التعاون الخليجي لانتقال السلطة.
وهذه الزيارة التي لم يعلن عنها مسبقا تأتي غداة اعلان مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر التوصل الى اتفاق بين الحكومة والمعارضة حول الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية الخاصة بانتقال السلطة.
من جهته اعلن التلفزيون اليمني الرسمي في خبر عاجل ان quot;الرئيس اليمني وصل الى الرياض تلبية لدعوة من المملكة لحضور التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لاخراج الوطن من تاثيرات الازمةquot;.
واكد مبعوث الامم المتحدة لليمن جمال بن عمر لوكالة فرانس ان الرئيس اليمني سيوقع اليوم الاربعاء في الرياض على المبادرة الخليجية فيما ستوقع المعارضة والحزب الحاكم على الالية التنفيذية للمبادرة.
وقال بن عمر ان quot;التوقيع سيتم اليوم الاربعاء في الرياضquot;، مشيرا الى ان صالح سيوقع شخصيا على المبادرة الخليجية التي سبق ان وقعت عليها المعارضة في نيسان/ابريل، بينما ستوقع الاخيرة مع الحزب الحاكم على الالية التنفيذية للمبادرة التي تحدد جدولا زمنيا مفصلا للمرحلة الانتقالية في اليمن.

وقبل قليل من توجهه إلى العاصمة السعودية، تلقى الرئيس اليمني اتصالاً من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الذي قدم الشكر لصالح على quot;روحه القيادية الفذة، وحرصه المسؤول في تعاطيه مع المستجدات في اليمن، وتجاوبه مع جهود الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 بشأن الأزمةquot; اليمنية.
كما أشاد أمين عام المنظمة الدولية quot;بمواقف الأخ رئيس الجمهورية، وحرصه على الخروج من الأزمة التي تمر بها اليمن بالطرق السلميةquot;، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية quot;سبأ.quot;
من جانبه، قال صالح إن quot;ما يهمنا هو ما بعد التوقيع، والحضور الفاعل للأمم المتحدة في عملية الالتزام بتنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة، والإيفاء بالتزامات المجتمع الدولي في مساعدة بلادنا لتجاوز أثار الأزمة.quot;
كما أشار إلى استمرار الاتصالات بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، وبين quot;الأشقاءquot; في دول مجلس التعاون الخليجي، وعلى وجه الخصوص في المملكة العربية السعودية، حول وضع الترتيبات البروتوكولية لتوقيع المبادرة والآلية المزمنة المنفذة لها.
تأتي زيارة الرئيس اليمني للرياض لحضور توقيع المبادرة الخليجية، بعد قليل من تصريحات أدلى بها القيادي في المعارضة اليمنية، محمد ناجي علاو، اعتبر فيها أن القوى المناهضة لحكم الرئيس صالح quot;أخطأت سياسياًquot; من خلال تأكيد نيته التوقيع على آلية تنفيذ المبادرة الخليجية الثلاثاء، مضيفاً أن النظام يتذرع بالتفاصيل لضرب الاتفاق.
وطالب علاو، في اتصال مع CNN بالعربية الأربعاء، المبعوث الدولي، جمال بن عمر، بتسمية الأطراف التي تعطل الحل خلال الاجتماع المقبل لمجلس الأمن، كما اتهم صنعاء بالوقوف خلف التحركات العسكرية الأخيرة للحوثيين.
وقال علاو: quot;أنا شخصياً لا اعتقد أن علي عبدالله صالح سيوقع، ولا يمكن تصديق أي شيء يتعهد به إلا بعد أن ينفذه فعلياً.quot;
وكانت تقارير صحيفة قد أشارت إلى أن السلطة والمعارضة في اليمن بطريقهما إلى توقيع اتفاق نهائي لآلية تطبيق المبادرة الخليجية، التي تنظم نقل السلطة في البلاد، الثلاثاء، على أن يقوم صالح بتوقيعها، إلى جانب نائبه وقيادات في حزب المؤتمر الحاكم.
ونقلت وكالة quot;سبأquot; عن نائب وزير الإعلام اليمني، عبده محمد الجندي، قوله الأحد إن هناك ما وصفها بـquot;مؤشرات إيجابيةquot; حول قرب التوصل إلى الاتفاق، متوقعاً أن يصار إلى التوقيع على الآلية الثلاثاء.
وسبق ان وقعت المعارضة في نيسان/ابريل الماضي على المبادرة الخليجية، وهي ستوقع الى جانب حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم على الالية التنفيذية للمبادرة بعد ان تم الاتفاق على صيغتها، وهي الية تحدد جدولا زمنيا مفصلا للمرحلة الانتقالية في اليمن.
وبحسب مصادر سياسية معارضة وموالية، فان الالية التنفيذية تحدد بشكل مفصل الفترة الانتقالية في اليمن التي تقسم الى مرحلتين.
وتتضمن المرحلة الاولى تسليم الرئيس اليمني فور توقيعه على المبادرة كامل صلاحياته الى نائبه عبد ربه منصور هادي، ولكن مع بقائه رئيسا شرفيا من دون صلاحيات ومن دون القدرة على نقض قرارات نائب الرئيس، وذلك لمدة تسعين يوما.
اما المعارضة فيتعين عليها ان تقدم فورا بعد التوقيع على الالية، مرشحها لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي ستتألف بمشاركة الحزب الحاكم والمعارضة.
وتنص الالية التنفيذية على ان يقدم الحزب الحاكم والمعارضة اسماء مرشحيهم لحكومة الوحدة في غضون اسبوع من التوقيع في الرياض.
وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر، تقدم الى البرلمان صيغة الضمانات التي تمنح الرئيس صالح حصانة من الملاحقة القانونية.
وفور اقرار هذه الضمانات من قبل البرلمان، يدعو نائب الرئيس الى انتخابات رئاسية مبكرة في غضون تسعين يوما، على ان تكون هذه الانتخابات توافقية يتم فيها انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا لمدة سنتين.
كما يفترض ان تشكل لجنة برئاسة نائب الرئيس اليمني تهتم باعادة هيكلة القوات المسلحة وبازالة المظاهر المسلحة من الشارع.
وبعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، تبدأ المرحلة الانتقالية الثانية التي تستمر سنتين، ويتم خلالها اجراء حوار وطني شامل لحل مشاكل اليمن الكبيرة، لا سيما القضية الجنوبية (مطالب الحراك الجنوبي بالانفصال)، فضلا عن البحث في دستور جديد.
وتنتهي هذه المرحلة الثانية بانتخابات رئاسية وبرلمانية عامة.
ومنذ مطلع العام الحالي، تشهد اليمن حركة احتجاجات عنيفة، ينادي فيها المحتجون برحيل صالح بعد 33 عاماً في السلطة، وتصدت القوات الحكومية للدعوات الشعبية بالرصاص الحي، وفق مصادر طبية ومن المعارضة.