يتخوف الكثير من السوريين من ضياع الثورة أمام تعنّت المعارضين وتأسيسهم مجالس انتقالية تفضح مطامعهم السياسية، في الوقت الذي ترفض فيه معارضة الداخل أية حديث عن مشاريع تمثيلية.


لا تزال المعارضة السورية quot;مكانك راوحquot;

الرياض:بدأت الثورة السورية ضد النظام السوري تأخذ بعدًا آخر عبر الانتقال إلى الحديث عن quot;مجالس انتقاليةquot; ترفع الصوت، وتنظم صفوفها إقليميًا وعالميًا.

وسواء أكانت هذه المؤتمرات quot;ايجابيةquot; أم quot;سلبيةquot; في تأثيرها على الداخل، إلا أن البعض يقول إنها مقدمة في اتجاه إسقاط النظام السوري، في خطوة أولى نحو quot;الحريةquot;، في حين يتخوف الكثير من المعارضين السوريين من ضياع الثورة وغضب الشارع نتيجة فشل المعارضة في تنسيق جهودها والتوحد في إطار منهجي يؤسس لمرحلة مقبلة يريدها السوريون نظيفة من أيدي النظام الحالي.

إلا أن ما يجري في صفوف المعارضة السورية يجعل مشاهد منطقة المعارضةيشبهها بفوضى سياسية، يراد منها تحصيل quot;مكاسبquot; لفئة على حساب أخرى، في ظل تهميش خطر قد يؤدي إلى عدم الثقة بها مستقبلاً من قبل الشارع، في ظل حديث عن محاولة أخذ الثورة في اتجاه مختلف عما خطط لها.

اليوم، كلمة quot;مجالس انتقاليةquot;؛ صفة جمع لم تكتب أو تُعرف إلا عند السوريين، فتلك تونس، ومصر، وليبيا، واليمن، أسست مجلسًا وطنيًا موحدًا يضبط أصول الطبخة الثورجية الحديثة عبر بهارات مركزة من الحرية، في حين لا تزال المعارضة السورية على اختلاف أطيافها quot;مكانك راوحquot; بعد أشهر خمسة من انطلاقة ثورة الشارع، وكأنها في مجالسها تعارض بعضها بعضًا، فنرى واحدًا في أنطاليا، مردودًا عليه في باريس، وآخر في تونس، .. الخ.

كغيرها من الصفحات وآلاف الأسئلة المطروحة منذ بداية الثورة، ظهر ما يعرف بصفحة quot;المجلس الانتقالي السوريquot; على فايسبوك تعلن بين طياتها أسماء نحو 47 معارض سوري لترشيحهم لعضوية المجلس الانتقالي السوري المؤقت من مختلف الأطياف السورية، في حين يوجد حتى اللحظة ما يقرب من 7000 عضو مشارك على الصفحة.

أسئلة كثيرة حيرت السوريين أيضًا حول هذه الصفحة، فجاء الرد مسرعًا من المسؤول عن الصفحة وصاحب الفكرة الذي يظهر متخفياً في فايسبوك، ولا يريد ان يفصح عن اسمه الا بعد نجاح الثورة السورية - على حد تعبيره - بالقول لـquot;ايلافquot;.

quot;ليس هناك من يتزعم هذه الصفحة من اي شخص، لن نكون خاضعين لأحد، ولن يستطيع احد ان يتدخلفي شؤونناوفي منهجيتنا نحن من يضعها.. ومسارنا نحن من يحدده، لا ولاء إلا للوطن ولا حلفاء لنا الا شعبنا، ولمن يقدرنا ويحترمناquot;.

وأضاف صاحب الفكرة إن الموقع عبارة عن بوابة الكترونية فقط لخدمة الثورة السورية وشارعها، مبينًا أن جميع المرشحين الموجودين تم ترشيحهم من قبل المصوتين، ولا يوجد اقصاء لاية شخصية تم طلب ترشيحها.

وقال: quot;ونحن على استعداد لتلبية أي طلب بإضافة مرشحين جدد، على ان يكون لهم موقفهم من الثورة ولهم خلفيتهم الوطنية المشرفةquot;، رافضًا أن يستقبل شعارات دينية ولا طائفية ولا علمانية تؤثر على مسار الثورة.

في المقابل، أعلنت شخصيات معارضة سورية قبل أيام عن توافقها على تشكيل quot;مجلس وطنيquot; يهدف إلى توحيد المعارضة السورية والتنسيق في ما بين المعارضين في العاصمة التركية إسطنبول، في وقت ظهرتفي هذه الاجتماعات انقسامات في صفوف المعارضة السورية.

ورفضت ما سميت بـquot;الهيئة العامة للثورة السوريةquot; الدعوات إلى تشكيل quot;مجالس انتقالية، مؤكدة انها ترغب في تأجيل اي مشروع تمثيلي، سواء انتقالية أو حكومات منفى سورية للشعب السوري من اجل المصلحة الوطنية والثورة حسب تعبيرهquot;.

من مؤتمر أنطاليا

ونفى المعارض السوري الدكتور حازم نهار في بيان (حصلت ايلاف على نسخة منه) ما تداوله بعض وسائل الإعلام عن كونه عضوًا في لقاء اسطنبول الذي أفضى إلى تشكيل مجلس وطني سوري قبل أيام.

وقال لـquot;ايلافquot; quot;هذا غير صحيح، وجودي في اللقاء له علاقة بعمل بحثي مع مركز دراسات سوري، وفي سياق زيارتي حاولت الاطلاع على ما يجري ليس أكثرquot;.

ونوه الدكتور نهار إلى أن اللقاء خاص بالسوريين في الخارج، وهو يعتبر من quot;معارضي الداخل وعضو في هيئة التنسيق الوطنيةquot; التي يلتزم برؤيتها وبما تقرر في مختلف القضايا والأمور.

إلا أن الدكتور نهار عاد في إشارة إلى مؤتمر اسطنبول بالقول quot;لكن هذا لا يعني أيضاً أنني أقف موقفًا سلبياً من هذا اللقاء أو غيره، فالمبادرة هي حق وواجب لجميع السوريين في الداخل والخارجquot;.

وكانت تركيا استضافت أكثر من مؤتمر للمعارضة السورية في الخارج، حيث عقد اجتماع لمعارضين سوريين بدعوة من منظمات مجتمع مدني تركية لبحث مجريات الأحداث في سوريا، في 26 نيسان/أبريل الماضي، تلاه مؤتمر في مدينة انطاليا التركية في حزيران/يونيو الماضي، شارك فيه أكثر من 300 معارض سوري تحت اسم المؤتمر السوري للتغيير، تبعه مؤتمر تحت اسم الإنقاذ الوطني السوري في تموز/يوليو الماضي.

في المقابل، ذكر ناشطون لـquot;ايلافquot; عن دور بارز يلعبه الوزير اللبناني السابق وئام وهّاب عبر زيارات متكررة لمحافظة السويداء برفقة ضبّاط من الأمن وبعض المسؤولين في الدولة لتوزيع الأسلحة على أبناء طائفته.

ووزع دفعة من السلاح أتت معه خلال قدومه من لبنان في شهبا وفي ثلاث قرى شرق شهبا والسويداء ورساس والمجيمر وعرى.

وأكد الناشطون أن هذه العملية quot;تأتي هذه ضمن مؤامرة يُحيكها النظام السوري على المحافظةquot;.

وتهدف هذه الخطة إلى بدء مناوشات بين البدو والدروز لكي يقوم النظام بإظهار مدى حاجة الدروز إليه، إلا أن معارضين دروزًا جددوا ثقتهم بأهل السويداء، مدركين هذه الخطة، وقالوا: quot;السكان قرروا ألا ينجرفوا خلف النظامquot;.

يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة quot;السياسةquot; الكويتية، السبت، أن المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، أوقف كل المساعدات المادية التي تقدمها ايران إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما اعتبرته الصحيفة مؤشراً على اقتراب انهيار النظام السوري.

ونقلت الصحيفة عن مصادر خاصة، تأكيدها أنه جرت اجتماعات سرية ليلة الجمعة الماضية بين المرشد الأعلى وعدد من القيادات الإيرانية في طهران، وإن قرارات تلك الاجتماعات ركزت فقط على تقديم الدعم الإعلامي لسوريا، ووقف كل أشكال الدعم المادي، استناداً إلى أن النظام السوري الآن لم يعد مجدياً لإيران بعدما أوشك على الانهيار.

وتشهد مدن سورية عدة، منذ بدء حركة الاحتجاجات الشعبية منتصف آذار/مارس الماضي، أعمال عنف، أودت بحياة الكثيرين من مدنيين ورجال أمن وجيش، تقول السلطات إنهم قضوا بنيران quot;جماعات مسلحةquot;، فيما تتهم منظمات حقوقية وناشطين السلطات بارتكاب أعمال عنف لـ quot;قمع المتظاهرينquot;.