أعلن عضو هيئة كبار العلماء في السعودية صالح اللحيدان في حديث تلفزيوني، أن العاهل السعودي لم يستشر الهيئة الدينية في ما يتعلق بقرار مشاركة النساء في مجلسي الشورى والبلدي، في وقت عرضت قناة دينية حلقة مسجلة للمفتي السعودي تختص بالفتاوى، الأمر الذي شكل تساؤلات حول الأسباب.


صالح اللحيدان

عبدالله الدحيلان من الرياض: ما زالت تبعات القرارات الأخيرة التي أصدرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز تأخذ صدى واسعا على النطاق المحلي والعالمي، ففي حين لا تزال المرأة تعيش أجواء السعادة والابتهاج بهذا الخبر، وتعده نصرا لها واعترافا بوجودها السياسي والاجتماعي، ظلّ الطرف الآخر، الديني على وجه الخصوص، متوجّسا من هذه الإصلاحات ويعتبرها قفزة غير محسوبة ولم يتم الإعداد لها بشكل كافٍ.

وزاد من توجس هذه المجموعات ما ظهر إعلاميا، حيث صرّح عضو الهيئة الدينية الرسمية في السعودية صالح اللحيدان أنه لم يتم مشاورة الهيئة قبل اتخاذ قرار مشاركة المرأة في مجلسي الشورى والبلدي. وذكر اللحيدان وهو من أقدم أعضاء هيئة كبار العلماء، بأنه لم يستشره أحد في الموضوع ولم يعلم به إلا عندما ألقى الملك كلمته في مجلس الشورى.

ويعتبر اللحيدان، الذي كان يشغل منصب مجلس القضاء الأعلى لسنوات عديدة، وغادره بعد أمر ملكي بتعيين الدكتور صالح بن حميد خلفا له مع تولي العاهل السعودي الملك عبدالله مقاليد الحكم في بلده، صاحب رأي نافذ ومؤثر بين أوساط الإسلاميين بشكل كبير.

وكان اللافت أيضا اليوم، غياب البرنامج الأسبوعي الذي يبث على الهواء عبر إحدى القنوات الدينية، ويتم فيه استضافة مفتي عام المملكة، وهو الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ. وقد تم عوضا من ذلك عرض حلقة مسجلة للضيف ذاته.

وانتظر الجميع هذا اللقاء ليستمع إلى حديث المفتي حول هذه القرارات الجديدة، خصوصا وأنه كان للمفتي رأيٌ آخر قبل حوالى خمس سنوات، وذلك في ما يتعلق بدخول المرأة المجالس البلدية، وعدّ ذلك quot;فسادًا وشرًّا وأنه وراء الأكمة ما وراءهاquot;، بينما تصريحه بعد القرار الذي نشرته جميع الصحف السعودية كان يثني على القرارات الملكية، وذكر أن هذه القرارات كلّها خير.

وتعدّدت الآراء الإسلامية الرسمية في القرارين الملكيين بإشراك المرأة في مجلسي الشورى والبلدي، جمعت كلها على الثناء خاصة تصريح وزير العدل السعودي محمد العيسى، الذي شكل حضوره في هذه القرارات حضورا لافتا، حيث تولى التفصيل في كيفية وهيئة دخول المرأة لمجلس الشورى تحديدا.

وذكر العيسى في تصاريح إعلامية أنه سيتم عبر شاشة مغلقة وسيتم التحاور بين الطرفين، الرجال والنساء، عبر الشبكة الصوتية مع نقل الجلسة بالدائرة التلفزيونية للنساء. كما ذكر أنه وافق على هذه القرارات أغلب أعضاء هيئة كبار العلماء، مؤكدا ما أشار إليه الملك من أنه تمت استشارة العلماء قبل تنفيذ هذا القرار.