رأى محلل سياسي أن تهديدات إيران في مضيق هرمز لن تسمح بها دول العالم، لأنها هي المتضررة اقتصاديًا من حصولها على النفط، الذي يمر عبر المضيق، كاشفًا كذلك عن عدم استعداد الدول العربية لإرسال قوات عسكرية للتدخل في سوريا، وفق ما اقترحه أمير قطر، متحدثًا عن لقاءات الرياض مع لندن وبكين.

جانب من المناورات الإيرانيّة في مضيق هرمز

الرياض: قوات دول الخليج العسكرية متأهبة، والرأي السياسي فيها معلق ومكرر، الكل يستعد للدفاع. البحرية الأميركية تطفو فوق الخليج. بحرية إيران أنهت تمارينها في مضيق هرمز. القوات العمانية، حيث الإشراف على رأس المضيق، في حال التأهب القصوى، التصريحات هي فقط المشتعلة في quot;حرب باردةquot;.

لا أحد يريد أن يكون هو شرارة إطلاق الحرب، التي ستكلف كل المحيط بالخليج فاتورة باهظة الثمن، لن تدفعها سوى الشعوب، فلو عدنا إلى آخر تصريحات متقاذفة بين طهران وواشنطن لتأكد ذلك؛ فالأولى تجدد معارضتها يومًا بعد آخر، وفي بيانات متلاحقة، لأي وجود عسكري أميركي في مياه الخليج، بينما يأتي الرد الأميركي بتعزيز حضوره في الخليج، وأن أي محاولة لإغلاق quot;هرمزquot; من قبل طهران ستكون عاقبتها وخيمة.

المشاهدات من الواقع تقول إن إيران أشعلت عود الثقاب، وتمارس تخويفها عبر نار quot;صغيرةquot;، هي بلا شك أكثر خبرة من الجميع في المجتمع الدولي بمدى الكارثية، بعدما اكتوت من جحيم حربها الدامية مع العراق في حرب الخليج الأولى، التي استمرت8 سنوات، وقتل خلالها أكثر من مليون شخص، إضافة إلى تشريد الرقم عينه من الأشخاص.

تحرك إيران في مضيق هرمز تحت غطاء quot;التمارين الدوريةquot; جعل الأميركيين بأسطولهم الخامس وقواعدهم العسكرية؛ ينتفضون، ومعهم أهل الخليج، لأن النار الإيرانية ترمي كيفما اتفقت من دون رادع أحيانًا، وربما تردعه السهام الاقتصادية العالمية المتشكلة عبر العقوبات الاقتصادية.

إيران المتضررة من إغلاق quot;هرمزquot;

المحلل السياسي يوسف الكويليت قال في حوار موسع لـquot;إيلافquot;، كان السؤال الأبرز فيه عن إمكانية نشوب حرب خليج رابعة، كلمة السر فيها هي مضيق هرمز، فأجاب: إن مضيق هرمز هو المضيق الاستراتيجي، الذي يمر من خلاله 40% من نفط العالم، وإنه حال إغلاق إيران للمضيق فستكون quot;هي المتضرر الأكبر، لأن نفطها يمر من خلاله، مضيفًا أن أعمالها لا تتجاوز التهديدات.

ويقول كذلك إنه حينتجازف إيران بإغلاق هرمز؛ فإن العالم لن يسمح بذلك، لأنه سيقود غالبية دول العالم إلى دفع مبالغ كبرى لضمان وصول النفط إليها، وهي في الأساس عاجزة عن دفع الفروقات العالية، وهي تعاني أزمات مالية عالمية كبرى.

عن خطابات الجانبين الأميركي والإيراني في فترة حرب باردة، قال الكويليت quot;القوى الصغرى والمتوسطةلا يمكن أن تجاري القوة الكبرىquot;، وأعتبر أن القوة الكبرى هي مدرسة في فن السياسة، بينما وصف القوى الصغرى والمتوسطة بأنها quot;مركز اللعبةquot;، وأضاف الكاتب السياسي أن إيران مهما كانت سياستها لايمكن أن تُجاري بريطانيا وأميركا.

لندن وبكين تنظران من منظار الرياض للإقليم

المحلل السياسي الكويليت يجيبعن سؤال في مضمون زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وكذلك رئيس مجلس الدولة الصيني وون جياباو ولقائهما العاهل السعودي والحديث، الذي دار بشأن إيران وسوريا، فقال إن الدول الكبرى تتوقع مغامرة مجنونة من إيران، لكنه أوضح أن تلك المغامرات ستتسبب في دعم اقتصادي للخليج، لأنها هي من ستعوّض نقص إمدادات النفط الإيراني، وكذلك الروسي.

ويضيف الكويليت أن العملية في المنطقة كلها متشابكة، فسوريا هي سند لإيران، لكن المواجهة الآن بين شعب وحكومة داخل سوريا، ويتابع أن إيران تائهة في كيفية معالجة هذا الوضع؛ لأن طهران مضغوطة اقتصاديًا وسياسيًا، وكذلك الضغط يكبر عليها من سندها النظام السوري.

قطر وتجييش العرب ضد النظام السوري

عن دعوة أمير قطر إلى التدخل العسكري quot;عربيًاquot; لوقف المجازر، التي تحدث داخل الأراضي السورية، قال quot;هي دعوة غير صالحة للتطبيق على الواقعquot;، حتى وإن ذهبت قوات سابقًا إلى سوريا والكويت، وكذلك الأردن، متسائلاًمن هي الجيوش التي سترضى بالمشاركة؟.

معتقدًا أنه لا توجد دولة تستطيع أن تغامر، لأن -والحديث للكويليت- القوانين الدولية والعربية تمنع ذلك، حتى لا تصبح كقوة احتلال.