هونغ كونغ: كشف استطلاع للرأي حصري اجري لحساب وكالة فرانس برس ان اليابانيين والصينيين لو كان بامكانهم التصويت في الانتخابات الرئاسية الاميركية لكانوا ايدوا باراك اوباما معاقبة لميت رومني وانتقاداته المتكررة للقوتين الاسيويتين.

وافاد هذا التحقيق الذي اجراه معهد ايبسوس في هونغ كونغ في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر ان ما لا يقل عن 86% من اليابانيين و63% من الصينيين يعطون اصواتهم لاوباما.
ويرى المحللون ان اوباما يحظى بهذا الوضع بسبب سياسته في مجالي الاقتصاد والدفاع فيما يدفع ميت رومني ثمن خطاباته التي اتهم فيها الصينيين بالتلاعب باليوان وتحدث فيها عن الهبوط الاقتصادي لليابان.
ولفت اندرو لام مساعد مدير ايبسوس هونغ كونغ الى ان quot;آسيا هي عموما مع فوز اوباما لكن المؤيدين لرومني هم اكثر عددا في الصين منهم في اليابانquot;.
واضاف quot;من الممكن ان تكون مواقف رومني الجازمة بشأن العملة والتجارة، وحتى رغبته في تعزيز الوجود العسكري (الاميركي) في منطقة المحيط الهادىء، اقنعت الصينيين بان الوضع القائم هو الافضلquot;.
quot;اما بالنسبة لليابان فان ضعف شعبية رومني ربما تكون ناجمة عن تصريحاته العامة التي وصف فيها اليابان كاقتصاد يتجه نحو الهبوط. ولدى اليابانيين شعور قوي بالعزة الوطنيةquot;، كما قال اندرو لام.
وتزيد نسبة المؤيدين لرومني ثلاثة اضعاف في الصين بحسب الاستطلاع، وخصوصا لدى الفئات الاكبر سنا التن تتذكر الزيارة الشهيرة التي قام بها الرئيس الاميركي الراحل ريتشارد نيكسون الى الرئيس ماو تسي تونغ قبل اربعين سنة.
كما انه اكثر شعبية لدى سكان المدن في داخل البلاد الذين لم يستفيدوا من النمو الصيني الكبير بالوتيرة نفسها التي استفادت منه المناطق الاقتصادية المميزة مثل شنغهاي.
وبالنسبة لاخرين اكثر تحفظا، فان رومني الذي ينتمي الى طائفة المورمون ويبلغ 65 عاما من العمر هو اولا رجل اعمال سابق يملك الملايين كما اشار تشين كي خبير العلاقات الدولية في جامعة تسينغوا الصينية.
وقال هذا الخبير ان quot;الكثيرين من الناس يعتقدون ان اوباما يهتم بالاكثر تواضعا في المجتمع، مع اصلاحه للنظام الصحي على سبيل المثالquot;، في حين لا تزال تساورهم بعض quot;الشكوك ازاء رجال الاعمال الاغنياء الذين يدخلون المعترك السياسيquot;.
وفي اخر مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الى الانتخابات الرئاسية الاميركية، كرر رومني وعده باتهام الصينيين رسميا بالتلاعب بعملتهم فور تسلمه مهامه في البيت الابيض في حال انتخابه.
وقال quot;انهم يستولون على الوظائف ويسرقون حقوقنا للملكية الفكرية وبراءاتنا وتصاميمنا وتكنولوجياتنا ويقومون بقرصنة حواسيبنا ويزورون منتجاتناquot;.
وتعلو اصوات في الولايات المتحدة ودول اخرى متطورة تنتقد الصين وتتهمها بابقاء قيمة عملتها الوطنية عمدا عند مستوى ضعيف لتتمكن من تصدير منتجاتها الرخيصة الثمن بشكل اكبر على حساب الصناعات في بقية العالم.
لكن ادارة اوباما لم تتوان عن كيل الانتقادات بدورها في هذا الخصوص الا انها تجنبت اتهام بكين بالتلاعب.
واشار استطلاع وكالة فرانس برس وايبسوس الى ان غالبية كبيرة من اليابانيين (81,8%) وبدرجة اقل الصينيين (58,3%) يثقون باوباما على الصعيد الاقتصادي.
وفي مجال السلام والامن، يحظى الرئيس الاميركي بنسبة التأييد نفسها تقريبا اي 85,3% و56,3%.
واوضح تاكيهيكو ياماموتو بروفسور السياسة الدولية في جامعة واسيدا في طوكيو ان اليابانيين يأخذون على ادارة بوش انها ضغطت بطريقة ما على اليابان لارسال قوات الى افغانستان والعراق.
واعتبر ان quot;اوباما لم يكن ملحا الى هذا الحدquot;.
واشار الاستطلاع ايضا الى لامبالاة نحو نصف الصينيين (47,7%) قبل ايام قليلة من افتتاح مؤتمر الحزب الشيوعي الثامن عشر في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر حيث ستنتقل السلطة رسميا من الرئيس هو جينتاو الى خلفه تشي جينبينغ.
وقد شمل الاستطلاع نحو الف شخص في كل بلد مع هامش خطأ قدر ب5%.