فيما تجري محاولات على أعلى مستوى في العراق لتطويق التداعيات الطائفية لاعتقال عناصر حماية وزير المالية رافع العيساوي، تشهد محافظة الأنبار الغربية اليوم الأربعاء تظاهرات احتجاج واسعة بمشاركة عشائر شيعية من الجنوب، إضافة إلى أنصار مقتدى الصدر تحت شعار quot;أربعاء الكرامةquot;، في تطور خطير ينذر بتصاعد حركة الاحتجاج ضد حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي.


بحث رئيس التحالف الوطني العراقي quot;الشيعيquot; ابراهيم الجعفري مع أحد أبرز شيوخ الأنبار أحمد أبو ريشة رئيس مؤتمر صحوة الأنبار يرافقه وفد من المحافظة، تداعيات اعتقال عناصر حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي وما افرزته من شد طائفي امتد الى الشارع بشكل خطير.

وقد شدد الجعفري على quot;ضرورة الحفاظ على وحدة النسيج المجتمعي العراقي ونبذ الدعوات والشعارات الطائفية التي تحاول تفريق أبناء الشعب الواحدquot;. وأشار الى ضرورة quot;بقاء القضاء عادلاً ومستقلاً لينعم العراقيون بالأمن والطمأنينة، داعياً إلى تكثيف اللقاءات والمشاورات بين الكتل السياسية كافة لحلحلة المشاكل التي تعترض سير العملية السياسية.

وحمّل الجعفري الشيخ أحمد أبو ريشة اعتزازه بأبناء الأنبار، مؤكدًا quot;أنّ المشتركات والأخوّة التي تجمع النسيج العراقي أقوى من كلِّ المحاولات الرامية الى شقِّ وحدة الصفquot;، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه تلقته quot;ايلافquot; الليلة الماضية.

ومن جانبه، شدد ابو ريشة على خطورة الاوضاع التي افرزتها اعتقالات عناصر الحماية والغضب الشعبي الذي يسود مناطق البلاد الغربية داعيًا إلى إنّهاء الاسباب التي قادت الى هذه الازمة الخطيرة. وفي تصريح له أكد ابو ريشة أنه حذر الحكومة من أن الأمور قد quot;تخرج عن السيطرةquot; إذا لم تستجب للمقترحات التي تقدم بها ، متهمًا بعض الجهات بمحاولة quot;دفع الأمور في هذا الاتجاهquot;.

احتجاجات أربعاء الكرامة

يأتي هذا في وقت تشهد محافظة الأنبار اليوم الاربعاء تظاهرات احتجاج ومسيرات جماهيرية تحت شعار quot;أربعاء الكرامةquot; لمطالبة الحكومة بالاصلاح ونبذ الطائفية واحترام حقوق الانسان واطلاق المعتقلات.

وسيشارك في تظاهرات الاحتجاج هذه آلاف من ابناء الأنبار ومعهم نواب المحافظة وبمشاركة وفود تمثل التيار الصدري وعشائر الجنوب اضافة الى وفود شعبية من محافظات ديالى والموصل وصلاح الدين وكركوك وشيوخ قبائل ووجهاء من النجف والبصرة والكوت والديوانية والحلة والناصرية مع مئات رجال العشائر الذين يقودهم رئيس شيوخ عشائر الجنوب فاروق المحمدواي الذي أكد تضامنه مع مطالب اهل الأنبار.

وأكدت اللجنة التنسيقية المركزية لتظاهرات الأنبار على سلمية الاحتجاجات وقالت إن الهدف منها ايصال رسالة شعبية الى حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بوقف اجراءاتها القمعية والتعهد باصلاح المؤسسات العامة وتعديل مسار العملية السياسية وتجنب عمليات تسقيط الخصوم السياسيين، اضافة الى اطلاق سراح المعتقلين الابرياء والافراج عن النساء المعتقلات اللواتي تعرضن الى الاغتصاب.

وفشلت محاولات أمس قام بها نواب الأنبار لانهاء عملية إغلاق الطريق الدولي السريع الذي يربط بغداد بعمان ودمشق، والذي يقوم به محتجون، وإنهاء اعتصام ينفذه عدد من رجال الدين وأبناء العشائر في المحافظة.

واشترط المحتجون لانهاء فعالياتهم استجابة الحكومة خلال 24 ساعة لمطالبهم باطلاق سراح المعتقلات وتصحيح مسار العملية السياسية والكف عن استهداف الرموز الوطنية ومشاركة المكون السني في إدارة المؤسسات الأمنية والحكومية.

وكان وزير المالية رافع العيساوي قد أعلن في مؤتمر صحافي الخميس الماضي بحضور عدد من قادة القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق أن قوة وصفها بـquot;المليشياquot; اعتقلت افراد حمايته. وأشار الى quot;أن قوة من المليشيات اعتقلت افراداً من حمايتي امس وعند ابلاغ رئيس الوزراء بذلك وعدنا بالتدخل وقد تفاجأنا اليوم باختطاف جميع افراد فوج حمايتي ومسؤولهمquot;.

وأضاف quot;احمل المالكي مسؤولية اختطاف افراد حمايتي وعليه تحمل مسؤوليته وقد حاولنا الاتصال به اليوم انا ورئيس مجلس النواب الا أنه اغلق هاتفه quot;، مشيرًا إلى أن quot;المالكي يحاول خلق أزمة جديدة بفعلته هذه غير القانونية ولا نعلم إلى اين يريد أن يجر البلاد، فاذا كانت ضربة لنا قبل الانتخابات فإنه ودولة الميلشيات واهمون وندعوهم لمراجعة موقفهم ونؤكد أننا لن نخاف حتى لو اعتقل جميع افراد الحمايةquot;.