العاهل البحريني والزميل سلطان القحطاني

انتقد العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة مواقف بعض الأطراف في الكويت خلال أزمة بلاده في العام الفائت، واصفًا إياها بأنها quot;خائبة وخاويةquot;، وذلك خلال لقاء صحافي حضرته quot;إيلافquot; مع مجموعة من رؤوس الحرف والحرفة في الإعلام العربي، في قصر الصافرية.


خلال لقاء صحافي حضرته quot;إيلافquot; قال العاهل البحريني الملك حمد آل خليفة، الذي كان يتحدث بثقة رجل عبرت بلاده عاصفة الاحتجاجات، إن التاريخ لا ينسى وقفات دول الخليج مع بلاده خلال أزماتها المتفرقة، مشيراً إلى أن بلاده لم تتردد في نصرة الكويت وأهل الكويت خلال محنة الغزو، لكنه عاد ليؤكد أن من quot;لا يحب الكويت ليس بحرينيًا، ومن لا يحب البحرين ليس كويتيًاquot;.

وزاد قائلا: quot;إنه عندما مرت البحرين بالأحداث الأخيرة، اتضح أن بعض المجموعات كانت على اتصال مع إيران، وتأتمر بولاية الفقيه، لذلك دعونا قوات درع الجزيرة، لصدّ أي عدوان إيراني، وذلك انطلاقاً من اتفاقية التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون، ولم تمس أي مواطن، بل كانت لحماية البحرين من الاعتداء الخارجي، وفي الكويت قالوا لماذا درع الجزيرة، فقلنا لهم لا تنسوا موقف درع الجزيرة المشتركة أثناء الاحتلال العراقي، وهي مكونة من قوات من كل دول مجلس التعاون، مستذكرين الشهداء الأبرار الذين ضحّوا بأرواحهم من هذه القوات الباسلة، ومكانهم بإذن الله في جنة الخلد، ومواقف درع الجزيرة المشرفة عديدة، ودائماً على أتم الاستعداد لأي واجبات أخرى، ونحن قادرون معاً على الدفاع عن حرية وكرامة وطننا. وإخواننا العرب يفخرون بدول الخليج العربي، فهي تحمي العروبة والإسلام كالقلاع المتقدمةquot;.

وأكد العاهل البحريني أن quot;ترابطنا في الخليج العربي متواصل بين القيادات والشعوب، وهذا سبب قوتنا واتحادنا مقبل بشكل رسمي قريباً. ودعا الصحافيين إلى توخي الحذر والدقة في صحة الأخبار، قبل أن يعلن عنها، حيث إن الكلمة إذا خرجت فهي مسؤولية، وتنشر ولا يمكن إعادتهاquot;.

وأوضح العاهل البحريني أن بلاده عبر مسيرتها الحديثة تعرّضت للعديد من الصعاب، فعندما طالب شاه إيران بالبحرين، وقف شعب البحرين بكامله، حتى من هم من أصول إيرانية، مع عروبة البحرين أمام هيئة الأمم المتحدة، فلا توجد أية مشكلة بين مكونات شعب البحرين، وعن الخلاف مع الأشقاء في قطر، كان هناك تدخل آخر من الأمم المتحدة، وموقف عربي طيب، وخرجنا مع الأشقاء في قطر والكل فائز.

وأضاف: quot;عندما تعرّضت البحرين للأزمة الأخيرة أيضاً اخترنا أفضل الخبراء ممن ُيعتد بهم في الأمم المتحدة بتشكيل اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق، وأصدرت توصياتها ونتابعها بإهتمام.. وتجاوزنا ثلاثة أمور تعرّضت لها البحرين، وبالأخوة العربية أوجدنا الحلول السلمية لنستمر في مسيرتنا. فعمق البحرين العربي هو الذي يُعنينا لتجاوز الصعاب، ونستفيد من كتاباتكم وتواصلكم مع البحرين والدعوة إلى المزيد من التكاتف ووحدة الصف ولمّ الشملquot;.

وأشار إلىأن quot;الإعلام الغربي ظلم الشيعة في البحرين، كأنهم جميعاً ضد وطنهم، والحقيقة أن قلة بسيطة من الشيعة تأثروا بدعوات ولاية الفقيه. ونحن لا نرضى ولا نقبل أن يعمّم ذلك على كل شيعة البحرينquot;.

وأضاف quot;إننا نتمنى أن تصل الصحافة إلى المستوى الذي يحترم الحقيقة، وأن يتم تحديد الجهة التي تعمل الصواب، والجهة التي تتجنبه. وإننا في البحرين نعيش شعبًا واحدًا منذ القدم، وكنا معاً منذ تواجدنا في (الزبارة) سنة وشيعة، وأتينا إلى البحرين معاً، فكيف يمكن اليوم في ظل حقوق الإنسان والانفتاح أن ننقسم، ولا نرضى لأحد أن يسيء إلى شعبنا بكل مكوناته. ونعتب على الغرب وأصدقائنا هناك الذين شوّهوا الحقائق، والآن أصبحوا يتفهمون الأمور. ونرى أن مواقفهم تغيرت، ونحرص دائماً على علاقاتنا الطيبة مع حلفائنا وأصدقائنا، ولا نستعدي أحدًا، وهذا النهج نسير عليه منذ القدم، ولم يأت أي خطأ من البحرين، ولم تكن يوماً عبئاً على أحد، بل هي في خدمة أشقائها وأصدقائها، وتسعى إلى الخير دائمًاquot;ً.

وأوضح quot;أن البحرين تنعم بالمحبة بين جميع أهلها، والقيادة توفر كل المتطلبات للمواطنين، فلا توجد لدينا ضرائب على المواطنين، وتوفير السكن المناسب تقدمه الدولة، ومن هم في قائمة الانتظار تصرف لهم مبالغ ليتمكنوا من استئجار سكن لهم.

وأسعاركل المواد الغذائية والاستهلاكية مدعومة من الدولة، وكذلك الوقود والمحروقات. بل إن التعليم والصحة مجانيان للجميع، والبطالة لا تتجاوز 4%. بينما الدول المتقدمة في الغرب لا تقدم هذه الخدمات، وتفرض الضرائب على مواطنيها، والبطالة عندها مرتفعة، إضافة إلى احتياجهم إلى التمثيل البرلماني لتقديم الخدمات إلى مواطنيها، ومع ذلك فلدينا أيضاً التمثيل في المجالس النيابية ليوصل صوت المواطن، فكلا الأمران موجودان معاً. وهذا غير معمول به في أرقى الدول المتقدمة. كما إن دخل المواطن البحريني وفي دول مجلس التعاون أكثر من بعض الدول الغربيةquot;.

وأكد الملك حمد أن quot;المواطن البحريني يعتمد بعد الله على عمقه الخليجي والعربي، ولا بد للعرب أن يتكاتفوا مع أشقائهم في مجلس التعاون لما يشهده من تقدم في العديد من المجالات الحضارية. والبحرين سباقة في الكثير من المجالات التنموية والحضارية من صحة وتعليم، فأول مستشفى في المنطقة كان في البحرين، وهو مستشفى الإرسالية الأميركية، وكان مركزاً صحياً مهماً. وتحرص البحرينعلى التطوير دائماً. وهناك قوى تحاول جرّ دولنا إلى الخلف، وهي لا تخفى على أحد. وأهل البحرين لن ينجرفوا وراء ما يسيء إليهمquot;.

وأضاف: quot;أن قضيتنا الرئيسة هي القدس الشريف، ويجب أن لا ينشغل الإعلام العربي عنها. وكذلك التهديد النووي الإيراني. وقد يكون ما حدث في البحرين هو من أجل إبعادنا عن هاتين القضيتين.. فاليوم نفتقد دور مصر وسوريا، وإذا قامت إيران بصنع قنبلة نووية فلا شك في أن الدول العربية ستحصل عليها.. ونحن في البحرين نسعى دائماً إلى التهدئة والتعقل مع من يريد الإساءة إلى البحرين بدون أسباب. ويجب علينا الآن جميعاً أن نوحّد الجهود، وأن لا نضيع الوقتquot;.