أكد نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي المتهم بالإرهاب أن استهداف الحكومة العراقيّة له يتعدى شخصه إلى طائفته (السنية)، مشيرًا إلى أنه إذا أراد مغادرة العراق فسيكون ذلك موقتًا كنائب للرئيس. في وقت أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في مواجهة الاتهامات الموجهة الى انصاره بقتلأتباع ظاهرة quot;الايموquot; عدم علاقة تياره بذلك، معتبرًا أن قتلهم quot;لا يرضي اللهquot;.


قال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي اليوم، ردًا على تأكيد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بعدم تسليمه الى السلطات في بغداد التي تطالب به لمحاكمته عن عمليات ارهابية تقول إنها نفذت من قبل افراد حمايته وبإشراف منه: quot;ليس جديداً أن يؤكد الاخ رئيس الاقليم نيابة عن الاشقاء الكرد الموقف المبدئي المشرف الذي أعلنه منذ البداية في تعامله مع أزمة سياسية مفتعلة لا يرى حلاً لها الا من خلال الجهد السياسي وهو في ذلك أصاب كبد الحقيقةquot;.

وأضاف في بيان صحافي أنه في الوقت الذي يعبر فيه quot;عن الامتنان لأشقائه الكرد فإنه يود أن يطمئن الشعب العراقي بجميع مكوناته واطيافه إلى أنه مهما تعاظمت الخطوب عليه فإنه سيبقى على أرض العراق ولن يغادره الا موقتاً ومتى نشأت الحاجة إلى ذلك في اطار منصبه ومسؤولياته كنائب لرئيس الجمهورية، وفي هذه الاحوال لا بد من الاعلان عن ذلك في بيان رسمي يصدر في حينهquot;.

وأضاف أن المشكلة لن تحل بمغادرته أرض العراق quot;بعد أن اصبح رمزاً وطنياً للمظلومية التي يتعرض لها الملايين من ابناء شعبنا الصابر، لأن الحل الحقيقي يكمن في تعديل المسار وإيقاف مسلسل الظلم واحترام حقوق الانسان في مكافحة الفقر من خلال محاربة الفسادوتحسين ظروف الحياةونبذ التمييز ووضع المواطن المناسب في المكان المناسب، وفي حصر القرار الوطني بأيدي العراقيين من خلال التصدي للتدخل الاجنبي في الشأن الداخلي ومن خلال الإصلاح وليس المكابرة والإصرار على الخطأquot;.

وعلى الصعيد نفسه، وخلال اجتماعه في مقر إقامته الموقت في كردستان مع مجموعة من العلماء وأئمة وخطباء مساجد بغداد وكركوك، فقد عبر هؤلاء quot;عن تضامنهم وتعاطفهم وشجبهم الاستهداف السياسي الذي تعرض له ووقوفهم معه انطلاقاً من شعور عام بأن الاستهداف يطالهم جميعاً وأن الموضوع يتجاوز البعد السياسي إلى البعد الطائفي وهو ما يدعو إلى قلق بالغ، الأمر الذي يستدعي معالجة الأزمة سياسياً ومن دون تأخير أو توقفquot; كما نقل بيان لمكتبه عنهم.

وأضاف هذا البيانأن الهاشمي عبّر عن امتنانه لمواقف العلماء والمشايخ وشكرهم على جهودهم وأكد أن استهدافه يتجاوز شخصه إلى ما هو أكبر، في إشارة الى انتمائه الطائفي السني ومواقفه السياسية كقيادي في القائمة العراقية. وحثّ الهاشمي العلماء على وحدة الكلمة وتنسيق الجهود مع نظرائهم العلماء والمشايخ في كردستان.

واليوم أبدت الكتلة العراقية استغرابها من موافقة القضاء على نقل المحاكمة بحق المتهمين في جريمة مدينة حديثة في غرب البلاد، الذين قتلوا ضباطاً وجنوداً مطلع هذا الشهر، من محافظة الأنبار حيث ارتكبت الجريمة الى بغداد استجابة لطلب وكالة وزارة الداخلية للاستخبارات والتحقيقات ورئاسة الادعاء العام.

وأشارت النائبة ميسون الدملوجي في تصريح صحافي تلقته quot;إيلافquot; الى أن نقل المحاكمة يأتي في وقت رفضت السلطات نقل محاكمة الهاشمي من بغداد الى كركوك أو خانقين لضمان محاكمة عادلة بعيداً عن الضغوطات السياسية. وقالت إن الازدواجية في التعامل مع الملفين تثير الشكوك بين المواطنين من أن الهدف من نقل محاكمة المتهمين بتنفيذ جريمة حديثةهو طمس الحقائق وإخفاء الأصابع التي تكمن وراء الجريمة وإثارة الفتنة بين أهالي الأنبار الكرماء.

وأضافت الدملوجي قائلة: quot;بينما تتوجه كتلة العراقية بالشكر للجهات الأمنية والقضائية في محافظة صلاح الدين لتعاونها مع نظيراتها في الأنبار لسرعة التوصل الى خيوط الجريمة وإلقاء القبض على المتهمين بارتكابها، فإنها تدعو مجلس القضاء الأعلى للتعامل بحيادية في نقل القضايا من محافظة الى أخرى بعيداً عن الانتقائية والضغوطات السياسيةquot;.‫

وكان بارزاني أكد أمس رفضه تسليم الهاشمي، وقال في كلمة ألقاها خلال مؤتمر لشباب كردستان عقد في اربيل (320 كلم شمال بغداد) بخصوص قضية الهاشمي المتواجد في الاقليم: quot;لن نسلّمه بأي شكل من الاشكال لأن الأخلاق الكردية لا تسمح بتسليم الذي يلجأ اليناquot;. وأضاف: quot;اقترحت وما زلت أن تجتمع الرئاسات الثلاث، الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب، إضافة الى رئيس القائمة العراقية (اياد علاوي) لايجاد حل واتخاذ قرار سياسي للخروج من هذه الازمةquot;.

وكشف بارزاني عن تقديم جهات لم يسمها مقترحاً بتهريب الهاشمي خارج البلاد، قائلاً: quot;كان هناك مقترح بالسماح له الخروج من الاقليم سراًquot;. وتابع: quot;لسنا مهربين ولن نسمح له بالخروج سراً واذا خرج سوف يكون علناًquot;. وتساءل قائلا: quot;اذا كان (الهاشمي) متهماً الى هذه الدرجة فلم نحن نقوم بتهريب متهمquot;؟.

وأكدت وزارة الداخلية العراقية في الرابع من الشهر الحالي مطالبتها كردستان بتسليم الهاشمي الذي لجأ الى اقليم كردستان الشمالي لاتهامه بأكثر من 150 جريمة. وقالت إنه quot;بناء على طلب الهيئة القضائية بتسليم المتهم طارق الهاشمي لتحديد موعد محاكمته، طلبت وزارة الداخلية من وزارة داخلية حكومة اقليم كردستان تنفيذ أمر القبض الصادر بحقه وتسليمه الى الجهات القضائيةquot;.

ويعود تاريخ صدور مذكرة الاعتقال بحق الهاشمي الذي ما زال مقيماً في اقليم كردستان الى 19 كانون الاول (ديسمبر) الماضي، حيث يحل ضيفاً على الرئيس العراقي جلال طالباني. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي دعا في 21 كانون الاول/ديسمبر حكومة اقليم كردستان الى quot;تسليمquot; الهاشمي الى القضاء، علماً أن نائب الرئيس، الشخصية السنية النافذة، أكد أنه لن يمثل الا امام القضاء في الاقليم الكردي.

الصدر ينفي علاقته بمجموعة quot;سرايا الغضبquot; التي تقتل اتباع الايمو

إلى ذلك، وفي مواجهة الاتهامات الموجهة الى انصاره بقتل اتباع ظاهرة quot;الايموquot;، فقد اكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عدم علاقة تياره بذلك، معتبراً أن قتلهم لا يرضي الله.

جاء ذلك في ردّ للصدر على رسالة وجهتها اليه مجموعة من انصاره تسأله عن ظهور quot;جهات مجهولة مؤخراً تسمي نفسها (سرايا الغضب) تقوم بنشر أسماء شبان وشابات ممن هم متشبهون بالغرب الكافر، وببعض التصرفات غير المقبولة مثل القتل والتصفية الجسدية بطرق وقحة كالقتل بالبلوكة (قطعة صخرية من الاسمنت) وحلق رؤوس هؤلاء الشباب، وكأن الامر مستغل لتشويه سمعة الخط الشريف (التيار الصدري) ونحن على علم بأن هؤلاء مدعومون من الاحتلال الغاشم المتمثل بالسفارة الاميركية. لكن الكل يسأل هل الخط الشريف له علم بهؤلاء الجماعات؟.

وقد رد الصدر على ذلك نافياً أي علاقة لأنصاره بقتل اتباع ظاهرة الايمو متهماً آخرين بممارسة هذه الاعمال التي أشار الى أنها لا ترضي الله. وقال في رده: quot;ما دخل الخط الشريف؟.. عجباً عجباً.. حتى من هم في الداخل يتهمون التيار.. يكاد المجرم يقول خذوني.. عموماً فإن تلك الاساليب لا ترضي الله عز وجل.. فاعملوا بما يرضيهquot;.

وكان الصدر قال السبت الماضي إن شباب الايمو quot;سفهاء ومجانينquot; واعتبرهم quot;آفة المجتمعquot;، مطالباً الجهات المختصة في الدولة بإنهائهم قانونياَ. كما أن مسؤولين في تياره أكدوا ايضاً عدم تورط أتباع التيار بقتل المنتمين إلى ظاهرة الايمو في عدد من مناطق العاصمة العراقية بغداد وغيرها من المحافظات خلال الأيام الماضية. واستنكروا استهداف مقلدي هذه الظاهرة مؤكدين أنهم لا يتحركون في مثل هذه القضايا إلا بعد توجيهات من زعيمهم مقتدى الصدر.

والاسبوع الماضي وزّع أعضاء ميليشيات وبصفة خاصة في حي مدينة الصدر في بغداد، معقل الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، قوائم بأسماء أشخاص مستهدفين بالقتل لارتدائهم ثياباً على نمط الايمو، ما أثار حالة من الذعر بين الشبان العراقيين الذين يجرب كثيرون منهم أنماطاً مختلفة من الأزياء الغربية بعدما هدأت الحرب واختفت الميليشيات من الشوارع. ويرتدي الشبان الذين يطلقون على أنفسهم quot;ايموquot; عادة سراويل الجينز الضيقة وقمصان تي شيرت ويضعون سلاسل فضية وعلامات أو حلياً فيها جماجم، كما يطيلون شعرهم أو يصففونه في شكل خصلات ناتئة. وقد هرع هؤلاء في الأيام الأخيرة الى صالونات الحلاقة لقص شعرهم.

وكان مجلس النواب العراقي رفض الثلاثاء الماضي بشدة تصفية الشبان من أتباع ظاهرة الايمو الغربية، معتبراً ذلك ترسيخاً لثقافة العنف والرعب ومحملاً الحكومة مسؤولية الحفاظ على أرواحهم.

وجاء موقف البرلمان العراقي هذا في وقت يواجه شبان عراقيون حملة من التصفيات الجسدية تقوم بها ميليشيات مسلحة رجماً بالحجارة والأدوات الصلبة بذريعة ارتدائهم ملابس وتقليعات شعر مخالفة للعادات والتقاليد ومشابهة للصرعات الغربية، حيث تم قتل اكثر من مئة منهم خلال الاسابيع الاخيرة. وقالت مصادر أمنية وطبية محلية إن أكثر من 14 شاباً تعرضوا للرجم في الايام الاخيرة في شرق بغداد فيما أفادت أنباء بوقوع حوادث قتل استخدمت فيها أساليب أخرى في مدن أخرى ايضاً.

وتعني كلمة الايمو Emo باللغة الانكليزية الحساس أو العاطفي اوالمتهيج. ويمارساتباع هذهالظاهرة سلوكيات تركز على الاستماع إلى موسيقى الروك واتخاذ تسريحة شعر معينة وملابس سوداء وسراويل ضيقة جداً أو فضفاضة جداً وتغطية المعصم، في وقت انتشرت ايضاً مؤخراً محال بيع الملابس والاكسوارات الخاصة بهذه الظاهرة.

وكانت وزارة الداخلية العراقية أقرت الاسبوع الماضي مقتل شباب على خلفيات قالت إنها ثأرية وإجتماعية نافية أن يكونوا من أتباع ظاهرة quot;الايموquot; أو الذين يطلق عليهم quot;عبدة الشيطانquot;، وأشارت الى أن دخول وسائل اعلام وناشطين على الخط أضفى على هذه الجريمةبعداً سياسياً وثقافياً وحقوقياً وهددت كل من يحاول استغلالها للاضرار بالمجتمع العراقي بمتابعته قانونياً، في وقت أشارت معلومات الى أن عدد القتلى من أتباع الايمو قد تجاوز المئة.