اغتُصبت منذ طفولتها من قبل زوج أمها واستمرت المأساة حتى عندما تزوجت، شهادة حية لإمرأة خلال طاولة مستديرة حول العنف الجنسي ضد المرأة في لبنان.

بيروت: quot;ابي كان يعمل في شركة طيران الشرق الاوسط ويسافر كثيرًا، عندما تركته امي وتزوجت من زوج عمتيquot;.

تقول م . ع التي رفضت ان نلتقط لها صورة او حتى وضع اسمها بالكامل، تبدو القصة حتى الآن عادية، اما غير العادي فيها فهو ان زوج عمتها بعد زواجه من امها بدأ يتحرش بها جنسيًا، وكان يضربها بالكرباج ويحرق اصابعها ايضًا.

في عمر ال12 اغتصبها زوج امها وهددها ان هي اخبرت احدًا سيقتل اهلها.

لم تعد تحتمل الوضع، لكنها عندما اخبرت امها بما يحصل معها لم تحرك ساكنًا لان زوج الام كان المعيل الوحيد للعائلة.

لم تنته القصة عند هذا الحد عندما تزوجت كان زوجها ايضًا يغتصبها بما يسمى بالاغتصاب الزوجي، وكان ايضًا يتعاطى المخدرات، حاول استدراجها الى تعاطي المخدرات لكنها رفضت، ومن زواجها الأول ولدت ابنتها يارا.

وعندما لم تعد تحتمل تطلقت من زوجها الذي اعلن إسلامه فيما بعد في البحرين وتزوج من اخرى.

لم تكن عائلتها المكونة من اخيها التوأم واختيها لترفق على حالها، فبعد زواج اخيها من سيدة تكبره ب7 سنوات تخلى عن مسؤولياته في دفع راتب الايجار لشقيقته واعالتها.

اضطرت ان تعمل لدى احدهم الذي حاول بدوره ان يتحرش جنسيًا بابنتها يارا.

واخيرًا تزوجت من رجل يصغرها بثلاثة اعوام فاتضح فيما بعد انه مريض نفسيًا بالثنائي القطبي، وما لبث ان ابرحها ضربًا هي وابنتها.

رغم كل شيء، لا تزال تؤمن بان الرب سيساعدها كي تحتمل آلام الحياة التي عاشتها.

قصة م . ع ليست من نسج الخيال، هي امرأة لبنانية تعرضت منذ طفولتها للتحرش الجنسي وادلت بشهادتها الحية خلال الطاولة المستديرة التي نظمها التجمع النسائي الديمقراطي مع ال open society، اليوم في قصر الاونيسكو في بيروت.

وهدفت هذه الطاولة المستديرة الى عرض عمل المنظمات النسائية الوطنية والدولية والصعوبات التي تواجهها في مجال العنف الجنسي ضد المرأة، كما سلطت الضوء على تقاعس الدولة علن تأمين حماية للنساء في مجال العنف الجنسي، ورسم خطة عمل للمرحلة المقبلة والتواصل مع الجهات الرسمية المعنية.

منظمات بخدمة المرأة

بداية اللقاء تحدثت منسقة برنامج مناهضة العنف ضد النساء كارولين سكر وشرحت ما تقوم به المنظمات النسائية في هذا المجال، مؤكدة ان اجمالي عدد المستفيدات من برنامج مناهضة العنف في التجمع على مدار سنة بلغ 500 مستفيد في 5 مراكز اصغاء في المناطق اللبنانية من ايلول/سبتمبر 2012 لغاية ايلول/سبتمبر 2013.

كما اكدت ان التقارير تشير كل سنة الى ارتفاع في الارقام وليس انخفاضَا لها، رغم كل حملات التوعية والاعلام والاعتصامات، ورغم صعوبة الإفصاح عن العنف الجنسي لانه مسألة تجلب العار الشديد للمرأة ولاسرتها ايضًا.

وتحدثت عن مشروع قانون حماية العنف الاسري الذي اصبح شبه قانون من جراء تعديله من قبل اللجنة التي كلفت بدراسته.

كما تطرقت في النهاية الى الآثار النفسية والتكلفة الاقتصادية للعنف الاسري ومن الآثار النفسية تدمير آدمية المرأة وانسانيتها والخوف والاجهاد النفسي وكذلك الصعوبة في بناء علاقات مع المحيط مبنية على الثقة.

وقدمت جملة اقتراحات وتوصيات منها التمتع ببيئة آمنة سليمة في المجتمع خالية من اي تحرش جسدي او نفسي، كما تطبيق قرار مجلس الامن 1820 عام 2008 الذي يدين العنف الجنسي ضد المرأة والاطفال في حالات النزاع المسلح، كما توفير برامج توعية في المدارس، ورصد موازنة لتنفيذ برامج توعية وتدريب.

اللاجئات السوريات

رلى المصري (باحثة في مجال حقوق النساء) تحدثت عن وضع اللاجئات السوريات في لبنان اللواتي يتعرضن لاشكال عدة من العنف ومنها، التحرش الجنسي الكلامي، الجنس مقابل العيش، الزواج المبكر، واكدت الا احصاءات موثوقة في هذا الخصوص فقط مقابلات اجريت لرصد حالات العنف التي تتعرض لها اللاجئات السوريات في لبنان، مشيرة ايضًا الى ان 10% من الفتيان من اللاجئين تعرضوا للاغتصاب الجنسي.

دور القانون

ثم تحدثت ماري روز زلزلي ( باحثة ايضًا في مجال حقوق النساء) عن العنف ضد المرأة في القانون اللبناني. ومنها جرائم الاغتصاب في كل من المادتين 503 و504 في قانون العقوبات اللبناني، مشيرة الى ان 35% من النساء اللبنانيات تعرضن للعنف الاسري خصوصًا من قبل الشريك.