أكد جراح بريطاني عمل مؤخرًا في مستشفى في شمال سوريا أنه عالج عددًا من النساء الحوامل اللواتي استهدفهن قناصة عمدًا. وقال إن قناصة يعملون لصالح النظام السوري يكسبون علب سجائر عندما يصيبون أكبر عدد من الأهداف.


القاهرة: كشف طبيب بريطاني عن حجم الكارثة التي وصل اليها النزاع المستمر في سوريا بعدما قال إن القناصة يستهدفون النساء الحوامل ويقتلون الأجنة، ومن يحقق ذلك الهدف، تكون مكافأته في النهاية علب سجائر.

وأكد ديفيد نوت، وهو جراح شرايين في مستشفيين لندنيين، أنه شاهد أدلة على استخدام العديد من المدنيين كأهداف، وأن مقاتلين استهدفوا في عدة مناسبات نساء حوامل اقترب موعد ولادتهن.

وقال نوت، العائد مؤخراً من مهمة تطوعية في احد المستشفيات في شمال سوريا، إن هناك شائعات محلية تتحدث عن أن القناصة، الذين يعملون لصالح نظام الأسد، يحصلون على مكافآت، مثل السجائرحين يصيبون الأهداف الصحيحة. وقال نوت إن 90 بالمئة ممن عالجهم هم من المدنيين.

لعبة القناصة

وفي تصريحات أدلى بها بهذا الخصوص لصحيفة التايمز اللندنية، قال نوت quot;يمكنك أن تدرك من مشاهدتك للدفعة الأولى من المرضى التي تصلك في الصباح طبيعة الحالات التي ستراها على مدار اليوم بعد ذلك. والأمر هناك أشبه ما يكون باللعبةquot;.

وتابع quot; فمعظم الإصابات كانت مركزة في أحد الأيام على الفخذ. وفي اليوم التالي كانت معظم الإصابات في الجزء الأيسر من الصدر. وبعد ذلك وجدنا الإصابات في الرقبةquot;. وأشار نوت في سياق حديثه مع التايمز إلى أنه وعلى مدار 20 عاماً قضاها في التطوع بمناطق الحرب، كانت تلك هي المرة الأولى التي يلاحظ فيها استهداف الحوامل.

استهداف الحوامل

واوضح الطبيب ايضا انه اضطر يوما لمعالجة اكثر من ست نساء حوامل اصبن برصاص قناصة. وفي يوم اخر، تمت معالجة اثنتين من النساء الحوامل اقترب موعد ولادتهما على التوالي. ونجت المرأتان لكن جنينيهما توفيا عند وصولهما الى المستشفى.

وأوضح أن quot;السيدات أصبن بطلقات نارية في منطقة الرحم، وهو ما يوضح أن القناصة كانوا يقصدون تلك المنطقة. وليس بوسعي أن أصف لكم كيف كان الأمر مخيفاًquot;. ولفت نوت إلى الظروف بالغة السوء التي تعيشها المستشفيات المحلية في ظل عدم وجود مساعدات.

ويغادر نوت بمعدل شهر في السنة في مهمة انسانية الى مناطق نزاع لتقديم العلاج. وزار خصوصا جمهورية الكونغو الديمقراطية والبوسنة وليبيا وتشاد والسودان. وهذه ثاني زيارة له الى سوريا.

هذا وتتسارع الجهود الدولية المبذولة على أمل إجراء محادثات سلام في جنيف الشهر المقبل، بعد التوصل لاتفاق نادر بين القوى العالمية بخصوص التخلص من أسلحة سوريا الكيميائية، عقب هجمات غاز السارين التي وقعت قرب دمشق قبل شهرين.