دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى حرب عالمية ثالثة على الإرهاب محذرًا من خطر انتصار المجاميع الارهابية، واكد حياد حكومته في الصراع الدائر في سوريا وقال إن ترشحه لولاية ثالثة مرهون باختيار الشعب العراقي.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة له في معهد السلام الاميركي في واشنطن اليوم، إن العراق يريد حرباً عالمية ثالثة على الارهاب وقتلة الانسان والشعوب، وتكون حرباً ضد كل من يريد تدمير العقل وتهديد الامن والسلم الدوليين. وشدد على رغبة العراق في احتضان مؤتمر عالمي ضد الارهاب باعتباره الدولة الاولى التي واجهته بشكل كبير. وقال إن معركة بلاده ضد تنظيم القاعدة شرسة وطويلة، لانه استفاد من التناقض الاقليمي والدولي في تطوير أدواته وآلياته مشيرًا إلى ان هذا يستدعي بالمقابل مواجهة، بالتعاون وبتطوير الادوات الموجهة للقضاء على الارهاب واساليبه وادواته في القتل والتدمير.
القاعدة تستهدف الجميع
وعن تصاعد عمليات العنف في بلاده، أشار المالكي إلى أن القاعدة تستهدف العراقيين جميعًا ولا تفرق بين مكون وآخر، وهدفها هو احلال الخراب بدلًا من البناء والعمران، وقال انها كالعاصفة التي تحمل الاوساخ وتريد نشرها في المجتمع. واضاف ان معاناة العراقيين الحالية سببها من وصفهم بالهمج من لابسي الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة الذين يفجرون مجالس العزاء والمقاهي والتجمعات الشعبية .
وشدد المالكي على ان الانتصار على الارهاب لا يتحقق بالقوة العسكرية وحدها، وانما يحتاج إلى بنية مجتمعية سليمة، وقال إن هذا ما عمل عليه العراق الذي أوضح انه يعيش حاليا في حالة اقتصادية .
واضاف رئيس الوزراء العراقي أن الاستراتيجية التي تتبعها حكومته في مواجهة الارهاب، تعتمد سياسة الحشد الشعبي وتفعيل الجهد الاستخباري، حيث إن الكثير من العشائر العراقية قد انتفضت على القاعدة ووقفت مع القوات المسلحة في مواجهة المجاميع الارهابية والقضاء عليها.
وأكد تحسن الوضع الأمني في العراق خلال السنوات الأخيرة لكنه استدرك بالقول إن الوضع الأمني في بغداد كان منهاراً عندما تسلم رئاسة الوزراء عام 2006 حيث كان سكان العاصمة لا يستطيعون السفر إلى المحافظات الأخرى اضافة إلى ان بعض مناطق العاصمة كانت خالية من السكان .. لكنه قال quot;استطعنا خلال السنوات الماضية تحقيق استقرار أمني كبيرquot;.
ويشهد العراق حاليا موجة هجمات متصاعدة منذ نيسان (ابريل) الماضي حيث قتل حوالى 600 عراقي منذ بداية الشهر الحالي ومصرع اكثر من 5350 شخصا منذ بداية العام الحالي 2013.

الموقف العراقي من الصراع في سوريا ومن إيران
واشار إلى ان تفجر الأوضاع في سوريا قد أعاد الارهاب إلى العراق والمنطقة بشكل خطير محذرًا من احتمال انتصار المنظمات الإرهابية في سوريا والتي دعا إلى عمل جاد لمواجهتها والوقوف بوجه احتمالات انتصارها في اي دولة. وأكد وقوف العراق على الحياد من تطورات الأزمة السورية
وقال إن quot;العراق يقف بشكل محايد من جميع الأطراف في سوريا وإن حكومته لا تدعم الحكومة السورية ولا المعارضة، وإنما تدعم خيارات الشعب السوري وتطلعاته إلى الديمقراطية والسلامquot;.
وحول تأثير علاقات العراق المتطورة مع إيران على علاقاته بدول عربية عدة ومنها مصر، أوضح المالكي ان السياسة العراقية الحالية قائمة على أساس الانفتاح على جميع دول المنطقة والعالم وتجنب الخلافات مع أية دولة. واكد رفض العراق إقامة علاقة جيدة مع اي دولة على حساب تخريب علاقاته مع دولة أخرى.
وأمس اتهم اعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي في رسالة وجهوها إلى الرئيس بارك أوباما، المالكي بقيادة بلاده إلى حرب أهلية جديدة. وقال مسؤولون في لجنتي الشؤون الدفاعية والخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الديمقراطيان كارل ليفين وروبرت مينينديز، والجمهوريون بوب كوركر وجيمس إنهوف وليندسي غراهام، في رسالة إلى الرئيس أوباما نشرتها وسائل إعلام أميركية إن سوء إدارة المالكي للسياسة العراقية، تساهم في عودة موجة العنف الطائفي إلى العراق والتي كانت عانت منها خلال العقد الماضي بين عامي 2006 و2007 وراح ضحيتها الاف من العراقيين. واضافوا ان المالكي قد وضع بلاده تحت الهيمنة الغاشمة لايران.
وعن ترشحه لولاية ثالثة، قال رئيس الوزراء العراقي إن هذا مرهون باختيار الشعب العراقي وقال quot;انالفوز بولاية ثالثة يقرره الشعب العراقي وليس أناquot; معرباً عن استغرابه من quot;تكرار طرح هذا السؤال بشكل يوميquot;. واشتكى من ان موقع رئيس الحكومة مدمر ومؤذ على حد قوله.
ويترأس المالكي في زيارته الحالية لواشنطن التي بدأها أمس وفدًا وزاريًا ونيابيًا كبيرا يضم وزير الخارجية هوشيار زيباري، ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي وعددا من أعضاء مجلس النواب.
وتعتبر زيارة المالكي هذه إلى واشنطن، الرابعة من نوعها بوصفه رئيسا للوزراء حيث كانت الاولى في تموز (يوليو) عام 2006 والثانية في تموز عام 2009 بينما كانت الثالثة في كانون الاول (ديسمبر) عام 2011.