عادت مسألة التحرش الجنسي بالنساء في مصر إلى الواجهة، بعد تقرير أممي مدعوم بالفيديو يؤكد أن 90 بالمئة من المصريات تعرضن للتحرش في حياتهن.


بيروت: كانت مسألة التحرش الجنسي في مصر خافية نوعًا ما، تُدارى فضائحها بين العائلات، أو في جرائم وجنح، حتى كانت ثورة 25 يناير، واعتصامات ميدان التحرير، وبعدها تولي الاخوان المسلمين السلطة، واستمرار الثورة في الميدان ضد الاخوان. خلالها، كان التحرش الجنسي سلاحًا إخوانيًا ضد المتمردين والمتمردات عليهم، استخدموه لأكثر من سبيل، أولها تلويث الثورة المصرية، وثانيها الحد من مشاركة المرأة المصرية في ميادين الاحتجاج.
تقرير أممي
لم تتوقف المنظمات النسوية المصرية يومًا عن المطالبة بقوانين صارمة للحد من موجة التحرش الجنسي، التي تحولى آفة في المجتمع المصري. وبعدما كشفت دراسة أجراها خبراء في مجال الحقوق الفردية أن مصر هي أسوأ مكان تعيش فيه المرأة مقارنة بالدول العربية الأخرى، بسبب انتشار التحرش الجنسي، وختان البنات، وتصاعد سطوة الجماعات المتشددة، أتى اليوم تقرير هيئة المرأة في الأمم المتحدة محولًا هذه القضية إلى قضية رأي عام في مصر.
وكانت هيئة المرأة بالأمم المتحدة ضمنت تقريرها مقطعًا مصورًا يلقى الضوء على مشكلة التحرش الجنسي في مصر، وضعت له عنوانًا عريضًا هو quot;حط نفسك مكانها بدل ما تلومهاquot;.
دليل مصور
استعرض المقطع ما تتعرض له المرأة في مصر من تحرش مستمر، ومن رفض المجتمع لها فى حالة محاولتها ردع المتحرش، والحفاظ على حقوقها الطبيعية فى عدم التعرض لما يؤذيها بدنيًا أو نفسيًا، متناولًا المشاكل التي تعترض أي فتاة ابتداء من خروجها من المنزل وحتى عودتها إليه.
ينتهى المقطع المصور بإحصائية تشير إلى أن 90 بالمئة من المصريات يتعرضن للتحرش الجنسي فى الأماكن العامة، استنادًا إلى دراسات وإحصائيات مختلفة، بحسب ما تقوله الهيئة. وعلى الرغم من تشكيك عدد كبير من النشطاء بصحة هذا الرقم، رد آخرون بالافتراض أن الرقم مبالغ به فعلًا، لكنهم طلبوا الأخذ بعين الاعتبار أنه مهما كانت نسبة المبالغة يظل الرقم كبيرًا.
عار عن الصحة
وفي رد فعل على ما ورد في المقطع المصور، أكدت الدكتور عزة هيكل، مقرر لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس القومي للمرأة، أن ما تروجه منظمة الأمم المتحدة بشأن تعرض 90 بالمئة من النساء في مصر للتحرش إفتراءات لا أساس لها من الصحة، quot;ومن يروج مثل هذه النسب للأمم المتحدة هي منظمات المجتمع المدني، التي يحصل معظمها علي تمويل خارجي، بهدف ترسيخ صورة سلبية عن الأوضاع في مصرquot;.
وأضافت: quot;تسعى هذه المنظمات لاختراق الشعوب بالحديث عن الحريات والديمقراطية، وبعد فشلهم في الحديث عن أوضاع الأقباط والأقليات بدأوا الاتجاه نحو وضع المرأة، في محاولة منهم لزعزعة البلاد، فعندما يتحدثون عن المرأة في باكستان يتحدثون عن قضية التعليم، وفي مصر عن التحرش، أي يختاروا القضايا الجدلية التي يتناسب مع توجهاتهم من دون الحديث عن القضايا الأساسية التي تهم المرأةquot;.