ثمة بوادر أزمة بين الهند وأميركا بسبب اعتقال دبلوماسية هندية في نيويورك وتعريتها للتفتيش بسبب مخالفتها قانون الأجور في راتب خادمتها الهندية.


قاطع القادة الهنود وفدًا زائرًا من الكونغرس الاميركي، وسط أزمة دبلوماسية متصاعدة بين البلدين، فجرها إلقاء القبض على دبلوماسية هندية رفيعة المستوى في نيويورك، وتعريتها من أجل تفتيشها بتهمة التحايل في تأشيرة الدخول، وإعطاء أقوال كاذبة ومخالفة للقانون بدفع أجور إلى خادمتها الهندية تقل عن الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة.

معاملة مهينة

وألغى رئيس البرلمان الهندي ومستشار الأمن القومي ووزير الداخلية لقاءات مع وفد الكونغرس الاميركي بسبب ما قالوا إنها معاملة مهينة وهمجية، تلقتها نائبة القنصل الهندي في نيويورك ديفياني خوبرغادي. وكان رجال الشرطة اعتقلوا خوبرغادي (39 عامًا)، واقتادوها مقيدة اليدين بعد إيصال ابنتها إلى المدرسة، ثم تعرضت لاحقًا للتفتيش وهي عارية.

وقالت شرطة نيويورك إن الدكتورة خوبرغادي قدمت معلومات كاذبة عندما كتبت في طلب الحصول على تأشيرة أن خادمتها الهندية ستتقاضى 4500 دولار في الشهر، لكنها في الواقع كانت تدفع لها 500 دولار فقط. وأُلقي القبض عليها ثم جرى حبسها مع موقوفين بتهم مخدرات قبل الافراج عنها بكفالة نقدية قدرها 250 ألف دولار.

اجراء متبع

واستدعت وزارة الخارجية الهندية السفيرة الاميركية في نيودلهي نانسي باول بشأن المعاملة التي لاقتها الدبلوماسية الهندية، في ما وصفته نيودلهي بانتهاك لاتفاقية فيينا حول الحصانة الدبلوماسية. ونفت وزارة الخارجية الاميركية أن تكون خوبرغادي تعرضت لمعاملة سيئة، قائلة إن الدبلوماسيين لا يتمتعون بحصانة دبلوماسية إلا في القضايا التي تتعلق بعملهم، وإن تقييدها بالأصفاد وتعريتها للتفتيش اجراءات متبعة مع الجميع.

وافادت تقارير أن وزيرة الخارجية الهندية سوجاتا سنغ نقلت إلى الجانب الاميركي غضبها لعدم ابلاغها بأن موظفة في وزارتها على وشك أن تتعرض للاعتقال، خلال زيارتها الولايات المتحدة الاسبوع الماضي، رغم أن الشرطة ابلغت وزارة الخارجية الاميركية بذلك. وقال سلمان خورشيد، وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية، إن الدكتورة خوبرغادي أُخضعت لشكل من المهانة لا نقبل به على الاطلاق.

تدابير انتقامية

ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن الدبلوماسي الهندي السابق بافان فارما قوله إن معاملة نائب القنصل الهندي في نيويورك تعبر عن غطرسة وفظاظة اميركية، وتشكل انتهاكًا لاتفاقية فيينا التي تنص على معاملة الدبلوماسيين معاملة لائقة، quot;ولا يمكن تفسير ما حدث إلا بأن الولايات المتحدة تعتبر نفسها أقوى دولة في العالم، وعلى بقية العالم أن يرضخوا لذلكquot;.

ولاحظ فارما أن الكثير من الدبلوماسيين الهنود في انحاء العالم يشغِّلون اشخاصًا في الخدمة المنزلة بموجب الشروط المتعارف عليها في الهند.

ومن المتوقع أن ترد الهند على ما حدث لدبلوماسيتها باجراءات تستهدف الرواتب التي يتقاضاها الهنود العاملون في بيوت دبلوماسيين اميركيين. فإن غالبية خدم البيوت في نيودلهي، بمن فيهم العاملون في سفارات الدول الأخرى، يتقاضون ما يعادل 200 دولار في الشهر، وهو راتب يقل كثيرا عن مبلغ 500 دولار الذي تدفعه خوبرغادي لخادمتها الهندية في نيويورك.