عادت الطائرات من دون طيار إلى واجهة النقاش اليوم، بعدما رسم خبير بريطاني صورة قاتمة لقدرة القاعدة على شراء طائرة من دون طيار محملة بالمتفجرات ومهاجمة برج بيغ بن، بما لا يتجاوز 10 آلاف دولار.


لندن: لا شك في أن الطائرات من دون طيار أمست سببًا واضحًا لإثارة الرعب بين المواطنين، من خلال التفكير في طرق يمكن أن يستخدمها تنظيم القاعدة، الفزاعة الحالية في العالم، للهجوم على مراكز حيوية في عواصم غربية عدة، كبرج ساعة بيغ بن في وسط لندن، على سبيل المثال لا الحصر.

فقد انبرى الخبير العسكري البريطاني كريستوفر ماكيتنغ اليوم الثلاثاء إلى تسليط الضوء على الخطر الذي تحمله هذه الطائرات الصغيرة التي تدار عن بعد، مؤكدًا من الناحية العسكرية قدرة تنظيم القاعدة على تنفيذ هجوم على برج ساعة بيغ بن الشهير، المجاور لمبنى البرلمان البريطاني، من خلال استخدام طائرة من دون طيار، محمّلة بالمتفجرات.

10 آلاف دولار فقط

في صحيفة دايلي ميرور البريطانية الصادرة اليوم مقالة لا يمكن وضعها في إطار الخيال العلمي، لأن المسألة قابلة للتنفيذ، إنما يمكن حشرها في المواد المثيرة للخوف عند العامة، خصوصًا عندما يقول الخبير ماكيتنغ إن ثمن طائرة من دون طيار في الأسواق العالمية لا يتجاوز 100 جنيه استرليني، وهذا مبلغ جد بخس بالنسبة إلى تنظيم دولي من قياس تنظيم القاعدة.

أما الطائرة التي يمكن استخدامها في هذه العملية، بعد تزويدها بخمسين كيلوغرامًا من مادة سيمتكس شديدة الانفجار، وبنظام توجيه آلي، فلا يزيد سعرها عن 6500 جنيه استرليني، اي ما يعادل 10 آلاف دولار. ويمكن للقاعدة تخزين هذه الطائرة على البر الفرنسي، واستخدامها ليلًا في تنفيذ مهمة تفجير بيغ بن.

وما يقلق فعلًا أن ماكيتنغ يتوقع تراجعًا في أسعار الطائرات من دون طيار هذه في المستقبل، ما يمكن أن يتيح لأي مجموعة إرهابية استخدامها بشكل آمن لتنفيذ مآربها.

متعددة الاستخدامات

ونقلت دايلي ميرور عن مصدر أمني بريطاني قوله إن استخدام الطائرات من دون طيار لتعقب الإرهابيين والمجرمين صار أكثر شيوعاً مع تقدم التكنولوجيا، ما سيجعلها في متناول الإرهابيين والمجرمين مع هبوط أسعارها، مؤكدًا احتمال استخدام هذه الطائرات من قبل إرهابيين لشن هجماتهم، quot;وصار يُنظر إلى هذا النوع من الطائرات على أنها تشكل تهديدًا واضحًا لأمن المملكة المتحدةquot;، كما قال.

في الآونة الأخيرة، أثارت مسألة الطائرات من دون طيار النقاش الحاد في الأوساط الدولية، خصوصًا بعدما استخدمها الأميركيون في غارات لقتل إرهابيين في اليمن، وبعدما نجح حزب الله في اختراق الأجواء الاسرائيلية الحصينة بطائرة أيوب من دون طيار الايرانية الصنع، والوصول بها إلى عمق إسرائيل.

ولهذا، يضع الجيش الاسرائيلي مسألة امتلاك حزب الله طائرات من دون طيار على رأس قائمة المخاطر الخارجية التي تهدد الأمن الاسرائيلي، وهذا ما دفع بالقيادات العسكرية الاسرائيلية إلى تكثيف دورات تدريب سلاح جوها على إسقاطها.

ووصلت الحمى إلى ألمانيا، بعدما أعلن الجيش الالماني إدراج طائرات من دون طيار ضمن سلاح الجو الألماني، في خدمة القوات المسلحة والاستخبارات على حد سواء، خصوصًا أن هذه الطائرات قادرة على جمع المعلومات الاستخبارية الضرورية للعمليات العسكرية، وتنفيذ الهجمات في آن واحد.