يعيش المصريون حاليًا على وقع حالة من الترقب والتوتر الشديدين، على خلفية ما يمكن أن يحدث بعد حوالي الساعة من الآن، في ظل تمسك الرئيس مرسي بمنصبه من منطلق الشرعية الدستورية، وفي الوقت نفسه تشبث قطاع عريض من الشعب بمطلبه الرئيس المتعلق برحيل نظام المرشد، الذي يمثله مرسي، وتأكيد القوات المسلحة وسط هذا كله على حرمة الدم المصري وضرورة العمل بكل جدية لإنقاذ البلاد.


اهتمت صحيفة الدايلي ميل البريطانية في معرض تقرير مطول لها بهذا الخصوص بإبراز ما ذكرته الصحيفة الأكبر في مصر، وهي quot;الأهرامquot;، في عددها الصادر اليوم، عن أن هناك توقعات اليوم بأن يتقدم مرسي باستقالته أو أن يُقَال من جانب الجيش.

ليزر لإعاقة الجيش
وهو ما اهتمت الصحيفة بإبرازه في الوقت الذي أشارت فيه إلى ظهور صور تبيّن محاولة بعض المتظاهرين إسقاط إحدى المروحيات التابعة للجيش قبل يومين، بعدما وجّهوا صوبها قدرًا كبيرًا من أشعة الليزر عبر أقلام صغيرة تصدر منها تلك الأشعة.

وكانت أعمال العنف قد احتدمت بشكل كبير ليلة أمس بين مؤيدي ومعارضي مرسي، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى من كلا الطرفين. وأكدت الصحيفة أن الجيش يخطط للإطاحة بمرسي، ما لم يتم التوصل إلى حل، كما إنه يعتزم إلغاء الدستور وحل البرلمان وتعيين قيادة جديدة تُسَيِّر شؤون البلاد خلال الفترة المقبلة.

ولفتت الدايلي ميل إلى أن صحيفة الأهرام العريقة علمت، وفقًا لما نشرته اليوم، أنه مع انتهاء مهلة الـ 48 ساعة التي حددها الجيش، يتوقع أن يحدث أمران: إما أن يعلن مرسي عن استقالته بنفسه أو أن يتم الإعلان عن إقالته من خلال خارطة الطريق التي ستضعها القوات المسلحة لرسم ملامح الفترة المقبلة.

مع هذا، نفى متحدث باسم القوات المسلحة تلك الإدعاءات، وأكد أنه سيتم بدلًا من ذلك استدعاء المسؤولين من أجل إجراء محادثات حول تلك الأزمة. وقالت الدايلي ميل إن تلك التطورات الأخيرة جاءت بعد ظهور صور تبيّن توجيه المتظاهرين أقلام الليزر صوب إحدى مروحيات الجيش يوم الأحد الماضي في محاولة على ما يبدو لإسقاطها.

أسعار النفط تلتهب
كما تحدثت الصحيفة عن الاشتباكات العنيفة، التي وقعت في وقت متأخر من مساء أمس بين معارضي ومؤيدي الرئيس مرسي أمام جامعة القاهرة. وأشارت إلى الارتفاع الذي طرأ على أسعار النفط، حتى وصل سعر البرميل إلى أكثر من 100 دولار (66 جنيهاًإسترلينياً) نتيجة لأعمال العنف وحالة الفوضى، التي تشهدها مختلف محافظات مصر. ووصل سعر النفط حاليًا إلى أعلى مستوى له منذ شهر أيلول/ سبتمبر عام 2012.

وقال جيرمي بوين، مراسل هيئة الإذاعة البريطانية في القاهرة، إن البلاد كلها تشهد حالة من الاضطراب، وأن خصوم مرسي أكدوا استعدادهم للموت في سبيل قضيتهم.

ونقلت الصحيفة عن خصوم لمرسي قولهم إنه فقد شرعيته من خلال الأخطاء واغتصاب السلطة، وإن ما يحدث في الشوارع يؤكد أن البلاد انقلبت عليه. وأجمعت كل الصحف المصرية بمختلف توجهاتها على أن مهلة الـ 48 ساعة التي حددها الجيش هي نقطة تحوّل.

خشية من حكم العسكر
وفي ظل تمسك كل طرف بموقفه، سواء مع أو ضد، رأت الدايلي ميل أن تلك المهلة شكّلت ضغطًا كبيرًا على مرسي لكي يتنحّى ودفعت بأعداد غفيرة من معارضي الرئيس في القاهرة والمحافظات لكي يبتهجوا بالغناء والألعاب النارية.

مع هذا، أدت تلك المهلة إلى ظهور تخوفات لدى كلا الطرفين من احتمالية تفكير الجيش في فرض سيطرته على مقاليد الأمور، كما فعل عقب رحيل الرئيس السابق مبارك عام 2011.

في غضون ذلك، أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما بياناً، أكد فيه أن الولايات المتحدة ملتزمة بالديمقراطية في مصر، وأنها غير مرتبطة بقائد بعينه. كما حثت كل من أميركا وبريطانيا مواطنيها على عدم السفر إلى مصر في تلك الفترة، وذلك كإجراء احترازي، تحسبًا لما قد يحدث في البلاد خلال الفترة المقبلة.