تحدى مهندس كهرباء عراقي حكومته ووزير الكهرباء أن يصدقوا في وعدهم بتأمين الطاقة الكاملة في نهاية العام الحالي، أو حتى في نهاية العام القادم، متهمًا الفساد والمحاصصة بالوقوف وراء تغييب الطاقة عن البلد.

بغداد: تحدى مهندس كهرباء عراقي رئيس الحكومة ونائبه ووزير الكهرباء تحقيق الكفاية الكاملة من انتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية بنهاية العام 2013، مؤكدًا أنهم لا يستطيعون ذلك حتى في نهاية العام 2014، والسبب يرجعه إلى الفساد والمحاصصة.

وقال المهندس ابراهيم البهرزي لـquot;ايلافquot;: quot;اعمل مهندس كهرباء منذ 32 عامًا، واتحدى رئيس وزراء بلدي نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني ووزير كهربائه عبد الكريم عفتان بأن يحققوا الكفاية الكاملة من انتاج وتوزيع ونقل الطاقة الكهربائية كما يدعون في نهاية 2013، لا بل في نهاية 2014، والسبب بسيط وهو أن بناء منظومة طاقة متكاملة لا يمكن أن تحققها مؤسسات فاسدة يقودها مسؤولون فاسدون، ولمعالجة ذلك يجب تشكيل مجلس اعلى للطاقة مشترك بين خبراء مهنيين رسميين وآخرين من القطاع الخاص، والخروج من منظور المحاصصة الطائفية، لكن هذا محال!quot;.

وفي ما يأتي نص الحوار:

كيف ترى الطريق للحصول على طاقة كهربائية كاملة بنهاية العام 2013؟

فكرة أن نحصل على الكفاية من الكهرباء في نهاية 2013 او 2014 غير منطقية من الجانب الهندسي. المختص الاول ووزير الكهرباء يكذب على نائب رئيس الوزراء، والذي هو مختص (فيزياوي)، فيضطر ليصرح بشكل غير دقيق، ويقوم هو الآخر بايصال رسالة خاطئة لرئيس الوزراء وهو غير مختص فيقوم بالإدلاء بتصريحات غير دقيقة. هيبة التصريح مهمة للسياسي وحين تفقد صدقيتها يجب محاسبة المصدر الاول. المافيا الموجودة في وزارة الكهرباء هي التي توهم الوزير وتكذب عليه، وبدوره يوهم النائب كذبًا، والذي يوهم رئيس الوزراء كذبًا، ولا يغص بالكذبة غير الشعب الذي يعايش واقع الكهرباء المتردي.

خطة طريق

كيف يمكن للعراق أن يحصل على كهرباء بطاقة كاملة؟

بتشكيل مجلس اعلى للطاقة، له سلطة منفصلة مثل سلطة القضاء أو السلطة التنفيذية أو التشريعية، وتخصص له نسبة ثابتة من الميزانية. يتم اختيار اعضاء هذا المجلس بنسبة 51% من الخبراء في الكهرباء، من خارج وزارة الكهرباء أي من الجامعات أو الوزارات الأخرى أو المتقاعدين، وتكون النسبة المتبقية من القطاع الخاص ممن يقدمون الخطط أو المشاريع، ويدخلون كأعضاء مساهمين ويمكن ايضًا طرح نسبة من عضوية مجلس الطاقة الاعلى لشركات الطاقة العالمية سيمنس أو سواها، أي أن تكون هناك اسهم للدولة واسهم للقطاع الخاص، لكن الهيمنة للدولة طبعًا، ثم تحول ممتلكات وموارد وزارة الكهرباء لهذا المجلس المشترك، وتبدأ عملية غربلة الفاسدين من خلال مقايضة بسيطة، يحال الموظف بلا تقاعد، فإن طالب بتقاعده يطالب بحصر ثرواته ومصادرها، وستجد أن 80% من منتسبي الكهرباء سيتنازلون عن تقاعدهم خوفًا من ملاحقات النزاهة لمصادر ثرواتهم. بعد ذلك يتم التعاقد مع مكتب هندسي دولي يقدم دراسة خلال 6 اشهر لواقع الشبكة والمحطات مع تقديم جدول عمل، ثم توزع الرقعة الجغرافية للطاقة إلى اربعة مواقع عمل وتحال للشركات الرصينة بإشراف مجلس الطاقة المذكور.

هل تعتقد أن المحاصصة السياسية سببٌ في تردي حال الكهرباء؟

نعم. اغلب القيادات الادارية في وزارة الكهرباء لا تمتلك الكفاءة المطلوبة، بدءًا من الوزير مرورًا بالمديريات العامة والمديريات الفرعية، فهي مفروضة وفقًا لمبدأ المحاصصة الذي ينتج اسوأ النماذج لأن المهني الخبير لا يسعى للمناصب من خلال الاحزاب السياسية المتحاصصة، لذا يبقى المجال لضعاف الكفاءة والمقدرة ممن يسعون للمناصب وهم بلا خبرة كافية.

لا مؤامرة

الا تعتقد أن هناك مؤامرة عالمية لعدم حصول العراق على طاقة كهربائية كاملة؟

لنفترض جدلًا وجود مثل هذه المؤامرة، رغم أنني استبعدها ولا انفيها بالمطلق، لكن وجود وزارة الكهرباء بهذه الهيكلية عون لهذه المؤامرة فلا تنجح المؤامرات إلا بوجود المفسدين. ولمجابهة هذه المؤامرة المفترضة يجب تطهير حاضنتها. لم يعد الاصلاح ممكنًا في وزارة الكهرباء، ويبقى الحل الامثل هو الهيكلة بأسرع وقت، وتشكيل مجلس الطاقة الاعلى.

فبوجود قطاع خاص داخله يبغي الربح تكون عملية المؤامرة قد فقدت قدرتها على ابقاء حواضن فاسدة. قضية الكهرباء قضية امن وطني، وترك المافيات القوية تمارس نشاطها الشرس يؤدي إلى انهيار البلد تمامًا. المافيا شرسة جدًا، ولديها القدرة على عرقلة أي خطة للاصلاح، فلا مناص من الهيكلة.

إذنسنبقى بلا كهرباء؟

ستبقى الاكاذيب مستمرة ويبقى خط الوعد النهائي هو نهاية كل عام، وفي ذلك حيلة يمررونها على الناس لأن نهاية العام هو موسم يقل فيه الطلب على الطاقة، وبذلك يمكن زيادة ساعات التجهيز نسبيًا وخداع الناس بأنهم قد حققوا زيادة في انتاج الطاقة.

المعيار الحقيقي الذي أتحداهم فيه هو تحقيق الكفاية في انتاج ونقل وتوزيع الطاقة في شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) من العام 2014 إن كانوا صادقين. ولن يصدقوا لأن من يكذب مرة سيكذب مرات وأتحداهم، فإن حققوا ذلك سأتنازل عن شهادتي امام كل الناس وأرضى بتسميتي رسميًا بالكذاب، وإن لم يحققوا ذلك فلن يخسروا شيئًا بعد أن فقدوا ثقة الشعب الكاملة.