اتفقت مصادر معلومات في كل من لندن وواشنطن على أن أي ضربة عسكرية محتمل توجيهها لـ(تأديب) نظام الرئيس السوري بشّار الأسد لتجاوزه quot;الخط الأحمرquot; ستتم يوم الخميس.


في حين يتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة اليوم لتحديد الاختيارات للقيام بتدخل عسكري في سوريا رداً على استخدام نظام الأسد الأسلحة الكيميائية ضد أبناء شعبه، فإن مراقبين يعتقدون أن quot;أي ضربة عسكرية يجب أن ترتكز على وثائقquot;.

وأكد مسؤولون أميركيون من جانبهم أن quot;ضربة صاروخية قد توجّه إلى سوريا بحلولِ الخميسquot;. وقالت قناة ان بي سي الأميركية إن quot;الضربة الصاروخية قد توجه إلى سوريا بحلول الخميس كأقرب موعدquot;.

ونقلت القناة عن المسؤولين أن الضربات ستكون محدودة وصارمة وتستمر ثلاثة أيام، وهي تهدف إلى توجيه رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد وليس لتدمير قدراته العسكريةquot;. وفي لندن، قالت مصادر عسكرية بريطانية أي ضربة عسكرية من المحتمل أن تستهدف بشكل رئيسي مراكز القيادة التي يعتقد أنها متورطة في استخدام الأسلحة الكيميائيةquot;.

وأضافت أن صواريخ كروز قد تستخدم لضرب الأهداف المحددة من على سطح السفن الأميركية الحربية في البحر المتوسط والخليج أو من قطع البحرية للسلاح الملكي ومن بينها الغواصة اتش ام اس.

قائمة الأهداف

ويشار إلى أن مصادر في الائتلاف الوطني لقوى الثورة في سوريا كانت كشفت أن عدداً من قادة المعارضة التقوا مع مسؤولين غربيين مؤخراً، لمناقشة أهداف أي ضربة عسكرية محتملة على سوريا.

وتحدثت تلك المصادر عن قرب تنفيذ quot;الضربة المحتملةquot; ضد سوريا، وذكرت، أنها quot;مسألة أيام وليس أسابيعquot;، وقالت إنها ناقشت مع quot;الدول الحليفةquot; قائمة بأهداف محتملة. وبحسب الائتلاف الوطني فإن تلك الأهداف تشمل قائمة بأسماء مطارات عسكرية، تنطلق منها الطائرات الحربية المزودة بالصواريخ، والبراميل المتفجرة.

كما تشمل مقرات قيادات عسكرية لإدارة العمليات، وقالت المصادر إن تلك المقار تضم ضباطاً من الجيش السوري، الموالي لنظام بشار الأسد، كما تضم ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني، ومن حزب الله اللبناني.

وتتضمن القائمة أيضاً معسكرات تُستخدم في إطلاق الصواريخ، من بينها، وفق التقرير، quot;اللواء 155quot;، قرب دمشق، وأماكن تخزين الأسلحة، التي يستخدمها الجيش النظامي في عمليات الإمداد لقواته.

حروب وقتل

إلى ذلك، قال تقرير لصحيفة (الغارديان) اللندنية، الأربعاء، إن quot;أي ضربة لسوريا لن تنشر إلا الحروب والقتلquot;. وقال كاتب التقرير سوماس ميلين إن quot;الهجوم على سوريا الذي يتم التخطيط له الآن من قبل الولايات المتحدة وحلفائها سيكون التدخل العسكري الغربي المباشر التاسع في بلد عربي أو إسلامي منذ 15 عامًاquot;.

وأضاف ميلين quot;تأتي هذه الضربة بعد انفصال السودان عن جنوبه والمشاكل التي تعانيها افغانستان وليبيا ومالي، هذا فضلاً عن العديد من القتلى الذين قضوا نتيجة الضربات العسكرية لطائرات من دون طيار في كل من اليمن والصومال وباكستانquot;.

وأوضح كاتب المقال أن فرنسا وبريطانيا وهما القوتان الاستعماريتان السابقتان في المنطقة تحاولان المشاركة في أي قرار تريد الولايات المتحدة القيام به تجاه سورياquot;.

واضاف: في الحقيقة، فإن quot;فكرة تدخل الدول الغربية في سوريا بدأت بالإزدياد منذ الأيام الأولى لما وصف بأنه انتفاضة ضد النظام الاستبدادي وأدت إلى مقتل أكثر من 100 ألف من الجماعات التي تصف نفسها بالمجموعات الجهاديةquot;.

تجاوز الخطوط الحمراء

وأضاف المقال quot;مع اجتياز سوريا لخطوط أوباما الحمراء، فإن ذلك ساهم بطريقة مباشرة بدعمه في أول عملية عسكرية لهquot;، مشيراً إلى quot;أن المخاطرة كبيرة، ومع أن الاعتداءات ستكون محدودة، إلا أن من شأنها زيادة معدلات الوفاة وتصعيد الحرب في البلادquot;.

وختم ميلين بالقول quot;مع أن الضربات العسكرية لسوريا ستكون محدودة، إلا أنها ستساهم بكل تأكيد على زيادة نسبة القتلى بمن فيهم الاسرائيليونquot;، مضيفاً أن quot;الغرب ربما يستخدم الأزمة التي تعصف بسوريا للعمل على إيقاف هذا الصراع الجاري، أو لصب البنزين على النارquot;.

ورأى صاحب المقال أن quot;واشنطن عازمة على تصعيد الحرب لحفظ ماء وجه أوباما وتشديد قبضتها الإقليمية. ويخلص المقال إلى القول: إنها مقامرة خطيرة، وعلى النواب البريطانيين معارضة هذا القرار يوم الخميسquot;.