في إحدى زوايا موقع quot;تويترquot; تدور نقاشات محتدمة، موضوعها شاب سعودي في السادسة عشرة من عمره اسمه معاذ الهاملي، وبطلة تلك النقاشات أمه المعتقلة السابقة ريما الجريش، التي بثت صورًا لاحتفالها وصديقاتها بذهاب ابنها للقتال في سوريا.


زايد السريع من الرياض: في صورة لافتة، يظهر شاب صغير لم يغز الشعر وجهه بعد، وقد أمسك بسلاح أتوماتيكي وهو يبتسم في مكان يبدو قريبًا من المناظر الواردة يوميًا من صور الصراع في سوريا.

هذا الشاب اسمه معاذ الهاملي، ابن معتقل سعودي منذ نحو 9 أعوام، بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة، أو من تسمّيهم السعودية رسميًا quot;الفئة الضالةquot;.

تعاطف مع القاعدة
أما مفجّر الحدث والحديث فليس إلا أمّه، المعتقلة السابقة ريما الجريش، وهي سعودية، قادت سلسلة اعتصامات تطالب بإطلاق سراح معتقلين على ذمة انتمائهم إلى تنظيم القاعدة عمليًا أو دعمًا لوجستيًا، ونظمت سلسلة من الوقفات في القصيم والرياض برفقة عدد من النساء من بنات وزوجات معتقلين آخرين.

الجريش صاحبة تاريخ في الاعتقال، حيث اعتقلت 4 مرات بسبب هذه الاعتصامات، وأوقفت في آخرها في الأمن السعودي نحو شهر بتهمة توزيع منشورات في صلاة العيد، تدعو إلى التعاطف مع معتقلين متهمين بالانتماء إلى القاعدة.

وفاجأت الجريش القراء بصور حفلة مبسطة تصدرتها كعكة كتب عليها quot;هنيئًا لك أم معاذquot;، وأهدتها لها معتقلة سابقة أيضًا، وقعت عليها باسمها مكتوبًا بمزيج الزبدة والمحلى الأبيض.

وقالت في ثلاث تغريدات متتابعة: quot;الحمدلله الذي بنعمه تتم الصالحات. أبشّركم بوصول ابني معاذ إلى الشام. اسأل الله لنا وله الثباتquot;. وأضافت quot;اللهم لك الحمدquot;، وختمت quot;وداعًا بنيّ.. والموعد جنات الخلوووودquot;.

هذه التغريدات ربما تفسّر تغريدات سابقة كتبتها قبل ساعات من الإعلان، في مرحلة انتظار وصول ابنها الصغير إلى سوريا، إذ إنها غرّدت كثيرًا عن الحب والفقد والصبر والحزن، وكتبت في تغريدة quot;مؤلم أن تتصنّع الصبر وضلوعك تكاد تنفجرquot;.

ما يلفت النظر في النقاشات هو أن المتطرفين تكاد تتكرر أسماؤهم في هذه الموضوعات، وكلهم يؤيدون ويباركون ويغبطون ريما الجريش، وراحوا يعددون أمثلة لصحابة وقادة إسلاميين قاتلوا وقادوا الجيوش وهم صغار في السنّ، ووضع أحدهم جدولًا بترتيب أسماء وأعمار بعض قادة الحروب الإسلامية.

هاشتاق يطالب بسحب أبنائها
على النقيض من ذلك، تعرّضت الجريش لهجوم عنيف من مغرّدين في quot;هاشتاقquot; سمّي باسم (المقاتل الصغير)، وطالب الكثير منهم بفحص الأم سكيولوجيًا. وقالوا إن واجب الدولة أن تسحب منها باقي أبنائها، فهي غير جديرة بتربيتهم، وأثبتت ذلك حين دعمت وباركت هروب طفلها للقتال في سوريا.

وتتكرر عادة في مثل هذه الحوارات الساخنة صور وعاظ ودعاة في ربوع أوروبا، إذ يقول بعض المغرّدين عنهم إنهم السبب في هذه المصيبة، التي تنتظرها المملكة، بعد نهاية الأزمة في سوريا، بحسب تعبيرهم.