دار اشتباك عنيف بين عناصر من حزب الله وأفراد من عائلة الشياح السنية في بعلبك، ما أدى إلى مقتل 4 عناصر من الحزب، بينهم مسؤول، وجرح مسؤول في الجماعة الاسلامية ونجله.

بيروت: يسود مدينة بعلبك البقاعية اللبنانية جو من التوتر الشديد، إذر اشتباكات اندلعت صباح اليوم السبت بين عناصر من حزب الله الشيعي وأفراد من عائلة الشياح السنية، أدت بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية إلى مقتل أربعة عناصر من الحزب، ناقلة الخبر عن مصدر أمني لبناني. ونسبت الوكالة لمصدرها قوله: quot;أطلق مسلحون من عائلة الشياح النار على حاجز لحزب الله في وسط مدينة بعلبك، ما دفع بعناصر الحاجز إلى الرد على إطلاق النار، فتطور الأمر إلى اشتباك قتل فيه عناصر الحزبquot;.

مسؤول الحزب مقتول
أما الوكالة الوطنية للأنباء فقالت إن ثلاثة قتلوا صباحًا في بعلبك، بينهم مسؤول محلي لحزب الله، وأصيب خمسة أشخاص، في الاشتباكات التي بدأت بعنف صباحًا قرب أحد حواجز حزب الله في المدينة، وعمل الجيش اللبناني على الفصل بين الطرفين في ظل إقفال عام، وانتشار كثيف للمسلحين في الأحياء الداخلية لبعلبك.
ونشرت الوكالة أسماء القتلى، وهم هشام وهبي وعلي مصطفى الرفاعي، والمسؤول في جزب الله عماد بلوق، وأسماء الجرحى وهم أحمد توفيق حسن، ومحمد الشياح، وياسر سعيد، وعبدالناصر جاري، وعلي محمود وهبه.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية تأكيدها أن محمد الشياح عضو في الجماعة الإسلامية السنية، المناهضة لحزب الله، والمؤيدة للمعارضة السورية التي يقاتلها الحزب منذ عام تقريبًا، أي منذ بدء تورطه في القتال بسوريا.
وأوردت سكاي نيوز عربية أن بين المصابين المسؤول في الجماعة الإسلامية أبو طارق الشياح ونجله، ونقلا بحال حرجة إلى المستشفى.
من تداعيات سوريا
ويأتي الحادث على خلفية اطلاق نار سابق بين آل الشياح وعناصر الحزب في السوق التجاري ببعلبك قبل يومين.
وكانت بعلبك وجوارها مسرحًا لتوتر شديد وتبادل عمليات الخطف والاشتباك بين عناصر من حزب الله ومناصرين له من جهة، ومناصرين لتيار المستقبل ومنظمات سنية أخرى في بلدة عرسال، المحاذية للحدود مع سوريا، على خلفية الانقسام اللبناني حول سوريا. فأهالي عرسال مناصرون للثورة السورية، ويسهلون مرور عناصر الجيش الحر وإمدادهم إلى خطوط الجبهة بالزبداني وريف دمشق عبر الجبال المحيطة بالبلدة، بينما يحاول حزب الله قطع طريق الامداد هذا، مهددًا مرارًا باجتياح عرسال والسيطرة عليها.
إحراق محال
وذكرت قيادة الجيش اللبناني في بيان ان quot;قوة من الجيش انتشرت في المكان، وباشرت بملاحقة المسلحين ودهم بعض الاماكن المشتبه في لجوئهم اليها، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختصquot;.
وافاد مراسل فرانس برس بعد جولة قام بها في بعلبك عن انتشار مسلح كثيف لحزب الله، مشيرًا الى احراق خمسة محال تجارية عائدة إلى مواطنين سنة في سوق بعلبك. واشار المصدر الى ان اشتباك السبت ياتي على خلفية اشكال وقع الاسبوع الماضي على الحاجز نفسه بين افراد من العائلة نفسها والحزب، ما تسبب بجرح عنصر من حزب الله وشخصين من المارة. واشاع هذا الحادث توترا بين الطرفين.
واوضح المصدر ان اشكال الاسبوع الماضي بدأ بعد ان اقدم الحاجز على توقيف مواطن سوري، فتدخل افراد عائلة الشياح معترضين، ثم حصل تلاسن، واطلاق نار. ومنذ بدء النزاع السوري قبل اكثر من سنتين، ارتفعت نسبة التوتر والحوادث الامنية في لبنان المنقسم بين مؤيدين للنظام السوري، ومعظمهم من الموالين لحزب الله، ومساندين للمعارضة وغالبيتهم من السنة.
ونصب الحزب منذ اكثر من شهر حواجز في مناطق نفوذه، بينها في بعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت، وذلك بعد تفجيرين وقعا في الضاحية بفارق شهر، كان آخرهما في 15 آب/اغسطس واودى بحياة 27 شخصًا. واشار الحزب الى ان هذه الاجراءات وقائية لحماية مناطقه. لكن التدابير اثارت انتقادات لدى خصومه، الذين نددوا بما سموه quot;امنا ذاتياquot; للحزب، مطالبين بان يكون الامن حكرا على القوى الامنية الشرعية.