اعلن في بغداد وواشنطن اليوم أن نائب الرئيس الاميركي جو بايدن شدد خلال مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على دعم بلاده للعراق في جهوده لمحاربة القاعدة، فيما اكد خلال مباحثات مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ضرورة الانتصار على القاعدة وتطويق أزمة الانبار وعدم استغلالها انتخابيًا.
وخلال مباحثاته الهاتفية مع المالكي عبر بايدن عن مساندة الولايات المتحدة لجهود العراق في محاربة الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، واكد القلق على العراقيين الذين يتعرضون للأذى على أيدي quot;الإرهابيينquot; وأشاد بالتعاون الأمني بين قوات الأمن العراقية والقوى المحلية والعشائر في محافظة الأنبارالغربية.
وخلال مباحثات هاتفية اجراها بايدن مع رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي، حيث شدد quot;على ضرورة الانتصار على تنظيم القاعدة الذي هو عدو مشترك للجميع لاسيما في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها محافظة الأنبار على أن لا تستغل الاعمال الحربية انتخابياً من قبل بعض القوى السياسيةquot;.
كما اتفق الطرفان على ضرورة ايقاف العنف المتصاعد في البلاد وتطويق أزمة الأنبار واعطاء صلاحيات واسعة الى الحكومات المحلية للقيام بواجباتها والحيلولة دون انبعاث القاعدة مجددًا، وذلك من خلال توفير المزيد من الامن والاستقرار والخدمات لسكان هذه المناطق، كما قال بيان صحافي لمجلس النواب العراقي تلقته quot;إيلافquot; اليوم، حيث بحثا ايضًا سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وامكانية تعزيزها في المجالات كافة.
وامس اعلنت الولايات المتحدة أنها تقوم بتسريع مبيعاتها من العتاد العسكري وتعجل بتسليمها للعراق لمساعدته على محاربة جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; التابعة للقاعدة التي سيطرت
على مناطق من محافظة الانبار وبسطوا هيمنتهم على مدينة الفلوجة (60 كم غرب بغداد).
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولايات المتحدة تتطلع لتزويد العراق بشحنات إضافية من صواريخ هيل فاير بحلول الربيع القادم على أقرب تقدير. واضاف قوله: quot;إننا نعمل بشكل وثيق مع العراقيين لوضع إستراتيجية شاملة لعزل الجماعات التي تنتمي للقاعدة وقد شهدنا بعض النجاحات المبكرة في الرماديquot;.
واشار الى أن الولايات المتحدة ستزود العراق أيضًا بعشر طائرات استطلاع دون طيار من طراز سكان ايجل في الاسابيع القادمة و48 طائرة من طراز رافين في وقت لاحق هذا العام لمساعدته في ملاحقة الجماعات التابعة للقاعدة. وقال إن الولايات المتحدة سلمت العراق أيضًا ثلاث طائرات هليكوبتر من طراز بل 1إيه-407 في ديسمبر/ كانون الأول، ليصل إلى 30 مجموع طائرات الهليكوبتر التي تم بيعها وتسليمها لهذه الدولة.
وكان المالكي دعا امس سكان مدينة الفلوجة على طرد مسلحي quot;داعشquot; لتجنب عملية عسكرية، قال مسؤولون إنها قد تنطلق في غضون أيام. وطالب السكان وزعماء العشائر بالتخلص من مقاتلي جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام. وقد استطاعت القوات الامنية، وبمساعدة مسلحي العشائر، السيطرة على مدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار وارغمت المسلحين على الخروج منها.
وتقوم قوات الجيش العراقي يشاركها مسلحون من العشائر المؤيدة للحكومة حاليًا بالانتشار حول محيط مدينة الفلوجة لعزلها وقطع طرق الإمداد للمسلحين قبل مهاجمتهم وسط نداءات للسكان بمغادرة المدينة.
ويتزايد التوتر في أنحاء محافظة الأنبار التي تقع على الحدود مع سوريا منذ أن فضت الشرطة العراقية الأسبوع الماضي اعتصاماً للمحتجين، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباكات دامية بين القوات الامنية ورجال العشائر الداعمين للاعتصام الذي يطالب بالغاء ما قالوا إنها عمليات تهميش واستهداف متعمد لأبناء المكون السني.
وكان مقاتلو القاعدة في العراق يسيطرون على مساحات كبيرة من الصحراء في غرب البلاد بمحاذاة الحدود السورية، قبل ان تبدأ القوات المسلحة منذ حوالي الاسبوعين هجوماً واسعاً لتدمير قواعدهم العسكرية هناك.
ونتيجة لهذه التطورات تشهد مدينة الفلوجة التي يقطنها حوالي نصف مليون نسمة وضعًا متدهورًا ينذر بكارثة انسانية، حيث استغاث سكانها اليوم من الاوضاع المزرية التي تمر بها المدينة نتيجة انقطاع الكهرباء والماء والخدمات الاساسية الأخرى جراء سيطرة المسلحين عليها منذ عدة ايام. كما نزحت عنها المئات من العوائل وخاصة في احياء العسكري والجغيفي والشهداء ونزال شرقي المدينة الى خارجها بسبب تردي الوضع الامني والقصف الذي تتعرض له .
وتعاني المدينة حاليًا من شحة كبيرة في السلع الغذائية والمنتجات الزراعية والوقود وارتفاع اسعارها بصورة خيالية وتعاني ايضاً من حصار واغلاق لكافة منافذها منذ اسبوع، بالرغم من مناشدات علماء الدين وشيوخ العشائر والمواطنين بالسماح بدخول السلع والمواد الغذائية للمدينة ورفع الحصار عنهاquot; .
ويجوب المسلحون المزودون بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية المضادة للدبابات شوارع المدينة بسيارات مدنية، من دون وقوع اشتباكات مع قوات الجيش التي ترابط على بعد سبعة كيلومترات منها، وخاصة في منطقة المزرعة شرق المدينة، حيث تتمركز قوات الفرقة الاولى وقوات سوات الخاصة .
وحذر مسؤولون في الأنبار من إمكانية حدوث كارثة إنسانية في الفلوجة نتيجة نفاذ الغذاء والدواء والوقود والخدمات واضطرار آلاف العوائل فيها للنزوح عنها .