تكثر الأنباء عن اقتراب موعد تشكيل حكومة لبنانية بعد انتهاء تسعة أشهر على تكليف النائب تمام سلام تأليفها، وبدا أن المساعي التي أطلقت قبل يومين للخروج بتشكيلة ترضي جميع الأطراف، حظيت بشيء من القبول، لكن هذا التفاؤل السريع غلبه تشاؤم ظهر إلى العلن مجدداً.

نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، والنائب وليد جنبلاط، رئيس جبهة النضال الوطني، خرجا باقتراح تأليف حكومة من 24 وزيراً مقسّمة على ثلاث ثمانيات، ويكون فيها وزيران quot;ملكانquot; يمنحان كلاً من فريق 14 آذار و8 آذار ثلثاً معطّلاً في مجلس الوزراء، وهي في الواقع صيغة 9 9 6 التي يصرّ حزب الله على التمسك بها معدّلة.

الايجابية تلاشت
مصادر نيابية في قوى 8 آذار ذكرت لـquot;إيلافquot; أن الأجواء الإيجابية التي كانت سائدة في بداية الحديث عن المساعي الجديدة لتأليف الحكومة يبدو أنها انكفأت. وقالت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها quot;استبشرنا خيراً في الساعات الأولى لكن البيان الذي صدر عن كتلة المستقبل وما نُقل إلينا من أجواء رئيس الجمهورية يشيران إلى أن الأمور عادت إلى المربع الأولquot;.
حكومة حزبيين
أضافت المصادر quot;من جهتنا لن نتعاطى بتوتر وسنعطي المجال لاستكمال البحث في المشاورات والمساعي مع تمسكنا بالاجواء التي نقلت إلى رئيس الجمهورية وسعينا في الوصول إلى حكومة سياسية جامعةquot;.
وأوضحت أن quot;كلمة سياسية جامعة تعني أنها حكومة حزبية جامعة ففي هذه الأيام لا يمكن التمييز بين ما هو سياسي وما هو حزبي،quot; وأضافت quot;نحن كقوى 8 آذار قمنا بخطوة إيجابية خلال الساعات الماضية عندما تجاوبنا مع خطوة الرئيس بري صيغة 8 8 8 معدّلة على أمل أن يلاقينا الطرف الآخر في منتصف الطريق لحلحلة الأوضاع، انطلاقاً من استشعارنا للأخطار القائمة لاسيما بعد تفجيري ستاركو وحارة حريك، وهذا يعني أن هناك طرفاً يسعى جاهداً لإدخال البلد في حال من الفوضى الأمنية، الطرف الآخر أوحى في اللحظات الأولى أنه مستعد للتجاوب لكن في ما بعد ذلك بدا أن هناك مناخات مختلفة، على كل حال الاتصالات مستمرة ونحن حرصون على الوصول إلى نتائج إيجابيةquot;.
مزيد من التدهور
وقالت المصادر: quot;مجرد الحديث عن مهلة أسبوع يشجع الطرف الآخر على المماطلة للوصول إلى حكومة أمر واقع، والبديل هو أن يتعاطى الطرف الآخر بطريقة تسهّل تشكيل حكومةquot;.
وختمت المصادر بالقول: quot;وضع البلد من الناحية الأمنية والسياسية لا نحسد عليه، لكن في ما لو أقدم الرئيسان على حكومة أمر واقع نخشى مزيداً من التدهور في الأوضاع السياسية والأمنيةquot;.
أفكار مختلفة
في السياق، أكد رامي الريس مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي على أن الخطوط مفتوحة في ما خص المساعي الدائرة لتفعيل عملية تشكيل، وأن هذه الخطوط قائمة مع تيار المستقبل ومع حزب الله والرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري وتمام سلام لاستكمال النقاش لأن لا مصلحة في استمرار حال المراوحة الحكومية والبلاد على مشارف الانتخابات الرئاسية، وفي ظل الحال غير المستقرة والوضع الداخلي السيئ بدرجة كبرى.
ولفت إلى أنالنقاش يدور حول أفكار مختلفة وليس محصوراً بصيغة 8 8 8 معدّلة، لافتاً إلى أن بعض الصيغ تأخذ حيّزاً من الايجابية ثم تتراجع، وهذا يعني أن الجزم بصيغة محددة أمر غير ممكن في المرحلة الحالية، وقال في حديث لـquot;إيلافquot; ما يمكن أن يكون قائماً اليوم ربما يتغيّر غداً وبطبيعة الحال فالنقاش مستمر حول عدة أفكار سياسية، ونحن مصرّون على إعطاء هذه الجهود فرصة حتى أبعد مدى ممكنquot;.
دعم المساعي
ورداً على سؤال عن مدى تجاوب الفرقاء السياسيين مع الطروحات القائمة، قال: quot;تيار المستقبل وغالبية القوى السياسية لديها رغبة في حلحلة هذا الملف انطلاقاً من تلمسها لحراجة المرحلة ودقتها، وبالتالي لم يعد هناك من مصلحة لأحد في استمرار الحال على ما هو عليه، ونحن لن ندخل في توزيع المسؤوليات عن العرقلة والتقاذف الاعلامي كما يحصل بين بعض القوى السياسية ونحرص على البقاء على مسافة واحدة بين الجميع ونستمر في مسعانا لتقريب وجهات النظرquot;.
وسألت quot;إيلافquot; الريس عن مهلة الأسبوع التي قيل إن رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف منحاها لإتمام المسعى الحكومي، فقال: quot;نؤكد أن هناك رغبة في الخروج بالبلد من هذا الوضع ولو لم يكن هذا التوجه لما أعطيت المساعي هذا الزخم، ولعلنا لا نستبق النتائج كي لا نصل الى استنتاجات في غير محلهاquot;.