شدد الائتلاف الوطني السوري على ملف المعتقلين والموقوفين خلال جدول أعمال اليوم الثاني من المفاوضات المباشرة بين وفدي النظام السوري والمعارضة، وذلك غداة مباحثات أولية تناولت الحصار المفروض على أحياء في مدينة حمص.


جنيف: أكد وفد الائتلاف الوطني السوري المعارض أنه سيمضي في مناقشة الملف الانساني حتى يوم الاثنين الذي سيبحث فيه انشاء هيئة الحكم الانتقالي.

وبدا وفد النظام السوري في حالة ارتباك،كما نقلت مصادر متابعة في جنيف. وتوقعت هذه المصادر أن يعاني وفد النظام السوري من ضعف أكبر كلما آن آوان الاستحقاقات الكبرى. وأشارت المصادر عينها إلى أنّ قضية المعتقلين والمواضيع الانسانية ستكون اختبارًا حقيقيًا لجديته باتجاه أن تتحقق في جنيف كل آمال الشعب السوري في الحرية والديمقراطية.

دعم دولي

وتجلى الدعم الدولي اللامحدود للائتلاف ورئيسه أحمد الجربا خلال جنيف في طلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أثناء زيارته إلى الفاتيكان من البابا فرانسيس استقبال احمد الجربا.

وأشار هولاند إلى أن جنيف- 2 quot;يجب أن يؤدي لتشكيل حكومة انتقاليةquot;. واضاف في لقاء مع الصحافيين quot;عبّرت عن الأمل في أن يستقبل الفاتيكان رئيس الائتلاف السوريquot;، مؤكداً أن quot;مؤتمر جنيف يجب أن يركّز على العملية الانتقاليةquot;.

وأضاف quot;علينا أن نبذل كل جهد لوقف المعارك وتوزيع المساعدة الإنسانيةquot;. وكان هولاند قد وصل الى الفاتيكان حيث التقى البابا فرنسيس في زيارة ركزت على حل الامور الانسانية.وجلس وفدا المعارضة والنظام، السبت، وجهًا لوجه على طاولة تفاوض في مقر الأمم المتحدة في جنيف لمدة 3 ساعات في حضور مبعوث السلام الدولي الأخضر الإبراهيمي.

ويبدو أن الإبراهيمي يحاول مد جسور الثقة ودراسة الجدية من خلال التوصل إلى اتفاق إنساني، يقول الإبراهيمي إنه يجب أن يشكل محور المحادثات بينهما. واعتبر الابراهيمي أنquot; الوضع صعب جدًا ومعقد كثيرًاquot;، مشيرًا إلى أن جلسة الأحد الصباحية ستتطرق إلى quot;مسألة المعتقلين والموقوفينquot;.

وحول ما اذا كانت المفاوضات ستتطرق يومالاثنين الى الشق السياسي خاصة تنفيذ بنود جنيف1 وأبرزها تشكيل حكومة انتقالية، كما أعلنت المعارضة، أجاب الإبراهيمي quot;في الغد، نناقش قضية المفقودين، وبعد ذلك نرى ما سنتطرق إليه الاثنينquot;.

دور الأسد

وفي قضايا خلافية الا أنها جوهرية وقانونية لجهة مطالب المعارضة، يصر الائتلاف على تنفيذ مقررات البيان الذي أقرته الأمم المتحدة قبل عامين، في حين أكد أعضاء وفد النظام منذ وصولهم إلى سويسرا إنهم يقبلون بشكل عام بإعلان جنيف 1 لكنهم رفضوا تشكيل هيئة انتقالية التي تعني تحديدًا اسقاط الأسد.

وتتمسك المعارضة بإقصاء بشار الأسد، عن العملية السياسية. فيما قال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إن الجامعة العربية quot;تؤيد مئة في المئة تشكيل هيئة حكم انتقالية تدير المرحلة الانتقالية في سورياquot;، لافتاً إلى ان جلوس الوفدين المعارض والرسمي في غرفة واحدة quot;اعتراف منهما أن هناك طرفين في النزاع السوريquot;.

وتشدد اطياف من المعارضة وعدد من الدول على نقل السلطة وإنشاء هيئة حكم انتقالية، رافضة أي دور للاسد في المرحلة المقبلة، فيما يقلل النظام من ذلك داعيًا لضرورة إجراء حوار سوري- سوري دون أية شروط أو أي تدخل من الخارج ودون أي تمهيد لارضيته.

واعتبر العربي في حديث لجريدة الحياة أن quot;الابراهيمي نجح في عقد اجتماع ثلاثي ضمه مع الوفدين الرسمي والمعارض في مقر الامم المتحدة، حيث ينوي تقديم خريطة طريق للطرفين تتضمن الأجندة والخطوات المقبلةquot;.

وتوقع العربي، الذي التقى الإبراهيمي في جنيف، أن quot;تستمر المفاوضات لنحو اسبوعquot;، موضحًا أن quot;المهم هو استمرار الضغط على الطرفين والإجماع الدولي وراء العملية السياسية، وألا تقتصر العملية على اجتماع واحد أو جولة واحدة من المفاوضات كما حصل في تجارب سابقةquot;.