هناك قارئ إسرائيلى لمجلة إيلاف قد تعود على أن يرسل لى رسائل إلكترونية من حين لآخر بعد قراءة بعض مقالاتى التى أنشرها فى إيلاف، ومؤخرا أصدر موقع على النت للتواصل مع العرب:
www.feenjan.com
وقد طلب منى المساعدة فى التواصل مع بعض الكتاب العرب، وأنا شخصيا كنت ومازلت من أكبر مؤيدى السلام فى أى بقعة فى العالم، وأنا أرى أن الناس الغلابة هم من يذهبون ضحية للحروب، وأن الناس الذوات والحكام يستفيدون من تلك الحروب لزيادة ثرواتهم وتمسكهم بكراسى الحكم، وأنا أيضا مؤمن بأن كل قضية يمكن حلها بالتفاهم والتفاوض، ومن هذا المنطلق رأيت أن أنشر المراسلات مع القارئ الإسرائيلى لمعرفة وجه النظر الإسرائيلية وما يقابلها من وجه نظر عربية، لأننا دائما ما نسمع وجهة نظر واحدة (المراسلات بيننا تمت بالبريد الإلكترونى وباللغة الإنجليزية). وأقوم حاليا بالترجمة إلى العربية:

الخطاب الأول (من Avi):
عزيزى سامى:
من دواعى سرورى أن أعرفك بأننى قد بدأت مبادرتى عن طريق الموقع الإلكترونى (فنجان دوت كوم)
وأنا متفاءل بأن هذا الموقع يمكن أن يكون شيئا إيجابيا للتواصل بين الناس فى الشرق الأوسط، وأنا أحاول حاليا أن أتواصل مع الصحفيين ورجال الإعلام فى العالم العربى. وأنا أتمنى أن تساعدنى لتقديم موقعى الإلكترونى إلى أصدقائك وزملائك وكذلك لو كان لديكم أى مقترحات لتطوير فكرتى أرجو الإتصال بى، وأنا لدى رؤية بأنه لن يمر وقت طويل حتى يصبح موقعى موقعا نشطا للتواصل بين العرب واليهود لتحقيق السلام بين الشعبين، وأرجو أن تشاركنى فى نفس الرؤية وتصبح شريكا معى فى مبادرة التواصل.
وأشكرك مقدما
Avi
.......
ردى على الخطاب:
عزيزى Avi
أرجو النجاح لمبادرتك، ولكن دعنى أكون صريحا معك: لكى أؤيد مبادرتك ودعوة زملائى لتأييد فكرة نبيلة مثل السلام، نحن نريد أن نعرف موقفك فى المواضيع التالية:
(1)موقفك من إستمرار بناء المستوطنات فى الضفة الغربية والقدس الشرقية
(2)ما معنى إشتراط موافقة العرب على إسرائيل ك (دولة يهودية)، وماذا سيحدث فى رأيك ل %20 من سكان إسرائيل الغير يهود (مسلمين ومسيحيين)؟ ولماذا يتوجب على مواطن (غير يهودى) أن يأخذ قسم الدولة اليهودية قبل منحه الهوية الإسرائيلية. أنا أعتقد أن هذه هى فكرة خاطئة من اليمين الإسرائيلى المتطرف . الآن سنسمع من المتطرفين الإسلاميين فى العالم العربى يقولون: quot;أرأيتم لقد قلنا لكم مرارا أن إسرائيل دولة عنصرية، ونحن فى المقابل نريد إعلان دولنا كدول إسلاميةquot;. أنا أعتقد أن أحمدى نجاد ونتنياهو يقومان بإحداث نفس الضرر للتيار الحر والعلمانى فى الشرق الأوسط.
(3)هل يمكن لإسرائيل أن تقوم بتحديد حدودها الدولية مرة واحدة وأخيرة؟
(4)ماذا سوف يحدث للاجئين الفلسطينيين فى لبنان وغزة والأردن؟
(5)هل يمكن لإسرائيل التوقيع على إتفاقية حظر إنتشار الأسلحة النووية؟

لقد كنت متفائلا عندما كان إسحق رابين وشيمون بيريز فى الحكم، لأنهم كانوا جاديين لتحقيق السلام حتى شارون كان جادا ولكنى أعتقد أن نتنياهو يقوم بإضاعة الوقت لتغيير ديموجرافية الضفة الغربية والقدس الشرقية، ولكنه لن يوقع أى إتفاق سلام حقيقى، ولا أرى فارقا كبيرا بينه وبين حماس.
أرجو أنى كنت واضحا لأننى كنت من أكبر مؤيدى مبادرة السادات للسلام مع إسرائيل ومازلت، ولكنى أؤمن بأن السلام بدون عدل لن يدوم.
وأرجو أن أسمع منك
سامى


.....

رد Avi
أشكرك على ردك وعلى رغبتك، وأنا يسعدنى أن يكون بيننا حوار مفتوح ومخلص وأتمنى أن نتعلم بأنه توجد بيننا أشياء مشتركة نستطيع أن نبنى عليها حوار بناء.
وللإجابة على أسئلتك :
أنا فخور بأنى إسرائيلى كما أنى فخور بأننى يهودى وإسرائيل هى موطنى وهذه الأرض شهدت مولد الشعب اليهودى منذ آلاف السنين، وأنا لدى جذور عميقة فى تلك الأرض، واليهود لديهم الحق لكى يكون لديهم دولة حرة على تلك الأرض، وهذا كل ما تعنيه دولة إسرائيل. وفى نفس الوقت أنا أدرك بأن هذه الأرض ليست أقل أهمية بالنسبة للفلسطينيين وأنا أدرك وأحترم مشاعرهم وعاطفتهم تجاه تلك الأرض، وأنا أتمنى أن أرى للفسطينيين دولتهم المستقلة على تلك الأرض أيضا. ولهذا فإنى أؤيد حل الدولتين وأنا أعرف أن هذا يتطلب تنازلات وأنا مستعد لدفع ثمن السلام الحقيقى مثل إخلاء المستوطنات وتقسيم السيادة على القدس، ولكن هذا يجب أن يكون شيئا متبادلا بين الطرفين.

بالنسبة لللاجئين الفلسطينيين يجب أن يكون لديهم الفرصة للعيش فى الدولة الفلسطينية الجديدة تماما مثلما يكون من إسرائيل إستيعاب اللاجئين اليهود من البلاد العربية (مثل أسرة جدى التى جاءت من العراق فى الخمسينييات).
وأنا على يقين يأن العالم وخاصة العالم العربى سوف يكون يمقدوره تخصيص التمويل اللازم لإستيعاب اللاجئين الفلسطينيين فى الدولة المستقلة الجديدة أو تمكينهم من الحصول على جنسيات الدول المقيمين فيها مثل لبنان وسوريا إن كانت لهم تلك الرغبة).

أنا مؤمن بأنه شئ مشروع للمواطن الذى يرغب فى الحصول على الجنسية الإسرائيلية أن يأخذ قسما يعترف بيهودية دولة إسرائيل الديموقراطية (على أن يأخذ هذا القسم كل المواطنين الجدد بما فيهم اليهود)، ولقد أعلن رئيس الوزراء نتنياهو بالأمس إقتراحا يدعو إلى تعديل هذا القانون لكى يأخذ اليهود أيضاهذا القسم، وقد جاء هذا بعد إعتراض كثير من الإسرائيليين الشباب وكبار السن.
وأنا أعتقد أن هذا شئ مشروع تماما لإسرائيل أن تعرف نفسها بأنها دولة للشعب اليهودى، وذلك مثل أى دولة عربية تعلن فى دستورها بأن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع وتعلن بفخر أنها جزء من الأمة الإسلامية والعالم العربى وهذا فى رأئى مشروع أيضا.

وأنا أعتقد أن رأئى هذا يعكس موقف الأغلبية فى إسرائيل وهو ما يمكن وصفه (المعتدلون الإسرائيليون وصوت رجل الشارع الإسرائيلى البراجماتيك). وأحب أن أؤكد بأن موقعى على الإنترنت (فنجان دوت كوم) ليس عنى شخصيا أو عن رؤيتى الشخصية ولكنها محاولة لتقديم للعالم العربى وبشكل متوازن جدا المجتمع الإسرائيلى والأراء المختلفة داخل هذا المجتمع.
وأتمنى أن أسمع منك قريبا لتطوير مناقشاتنا
AVI
gt;gt;gt;gt;gt;
والحوار مستمر مع القارئ الإسرائيلى وإلى الحلقة الثانية
...
[email protected]