غضب شديد ساد العالم العربى والاسلامى عقب سقوط بعض الضحايا الاتراك عندما حاولت بعض المراكب الصغيرة المحملة بالمساعدات كسر الحصار المفروض على غزة والوصول الى القطاع عن طريق البحر. خرجت المظاهرات كالعادة الى شوارع بعض العواصم العربية والاسلامية منددة بما حدث ومطالبة بمحاكمة دولية لاسرائيل وقياداتها وطرد سفراءها فى القاهرة والاردن.. وفى نفس الوقت دعا الاخوان المسلمين الحكومة المصرية لفتح المعابر بين مصر والقطاع ليس لارسال الطعام او الوقود او احتياجات الفلسطنيين الضرورية ولكن لارسال المقاتلين والمجاهدين الى اسرائيل لمعاقبتها على تصديها للمراكب التى تحاول اختراق الحظر المفروض على حماس.


والذى لا يعرفة الكثيرين من الغاضبين والمحتجين انة كان فى الامكان تجنب حدوث ضحايا وجرحى فى عرض البحر لو ان منظمى هذة المراكب قبلوا العرض المصرى والاسرائيلى باعطاء هذة المساعدات للسلطات المصرية لتوصيلها الى سكان القطاع عبر معبر رفح ولكن هذا العرض قوبل بالرفض التام لان السيناريو الذى كان مكتوبا ومخطط لة بعناية من قبل اتباع حماس والاتراك هو الصدام مع البحرية الاسرائيلية واستفزاز جنود الجيش الاسرائيلى والاشتباك معهم للدرجة التى لن يجدوا فيها مفرا سوى اطلاق النار دفاعا عن انفسهم ثم استغلال الواقعة لاحداث ضجة اعلامية كبرى على مستوى العالم واظهار اسرائيل بانها وحش كاسر مفترس تعتدى على الابرياء العزل الذين كانوا يسعون لتحقيق هدف انسانى نبيل الا وهو مساعدة الفلسطنيين الغلابة المحاصريين فى القطاع.


وسؤالى هنا لماذا رفض المنظمين لهذة المراكب قبول العرض المصرى بنقل مساعداتهم عبر الحدود المصرية؟؟ ولماذا كانوا يصرون على المضى قدما فى اتجاة غزة رغم عشرات التحذيرات التى وجهت لهم من قبل السلطات الاسرائيلية والمصرية؟؟ وهل كانت هناك علاقة بين بين ما حدث فى عرض البحر المتوسط والصراعات والخلافات الداخلية فى تركيا بين رئيس الوزراء من ناحية والجيش والمعارضة من ناحية اخرى؟؟ وهل اراد النظام فى تركيا صرف النظر عما يحدث داخل بلدة من صراعات داخلية وانقسامات عن طريق اللعب بالمشاعر الدينية للمسلمين والعرب وانتقاد اسرائيل ومحاولة الظهور بالمدافع المخلص عن القضية الفلسطنية؟؟

لا شك انى اتعاطف بكل احاسيسى ومشاعرى مع ابناء الشعب الفلسطينى الطيب فى غزة وامل ان يرفع عنهم الحصار اليوم قبل الغد وواتمنى من كل قلبى وضع نهاية عاجلة لمعاناتهم واوضاعهم غير الانسانية ولكنى فى نفس الوقت لابد ان اقول انى اجد العذر والمبرر لمصر واسرائيل لمواصلة هذا الحظر المفروض فى وجود القيادات الحالية المتطرفة لحماس المقالة الذين يفرضون - هم انفسهم - حصارا اقصى واكثر قسوة وشراسة مئات المرات من الحصار المصرى او الاسرائيلى الحالى..


انى ارى من الواجب ان يندد العالم اولا بحصار قيادات حماس المتطرفة على ابناء الشعب الفلسطينى فى غزة دينيا واجتماعيا وفكريا وسياسيا ومعنويا واقتصاديا.. بل ويجب ايضا ان يطالبوا بقوة باقصاء قيادات حماس المتطرفة عن السلطة وحكم القطاع واعادتة لحكم الرئيس الفلسطينى الشرعى محمود ابو عباس لتوحيد الفلطسنيين من جديد.


استراليا