تتساقط الدكتاتوريات العربية كأوراق الخريف في هذا الربيع العربي ويبتهج الشارع العربي لسقوط الطاغية معمر القذافي.

كان بامكان القذافي ان يتجنب البهدلة والموت بطريقة لا تليق بالانسان لو غادر ليبيا الى بلد آمن. ولكن من ميزات الدكتاتور العربي هي العناد والغباء والاعتقاد انه دائم وغير قابل للسقوط. هذا الغباء جلب نهايات كارثية لصدام حسين وعائلته ولمعمر القذافي واولاده وسيجلب الكوارث لبقية الدكتاتوريين.

لذلك فانها مسألة وقت قبل ان يأتي دور بشار الأسد الذي لجأ للحلول الأمنية القمعية التي استعملها معمر القذافي وجلب الويل لنفسه وافراد عائلته. الشعب الليبي يحتفل وفي المستقبل الغير بعيد سيحتفل الشعب السوري. نرجو ان يتم ذلك بدون الحاجة للتدخل الخارجي. ولكن دراسة سلوك الدكتاتوريين تشير انهم لا يتعلمون ولا يتعظون من الدروس. فصدام حسين رفض المغادرة والاستقالة والتنحي واصر على البقاء حتى تم العثور عليه في الجورة الحقيرة وكذلك زميله معمر القذافي اعلن العناد والحرب على شعبه وانتهى الأمر به في مجاري قاذورات تقطنها الجرذان.



كيف يستطيع بشار الأسد انقاذ نفسه وعائلته؟

وصلت اخبار قتل معمر القذافي اثناء ندوة تتعلق بتغطية الاعلام للثورات العربية حضرها اعلاميون ونواب برلمان وديبلوماسيون في لندن. واثناء استراحة القهوة تبادلت الحديث مع ديبلوماسي بريطاني وكان مهتما بالشأن السوري وسألته هل سيلاقي بشار الأسد نفس المصير. ابتسم واكتفى بالقول quot;خلال اسابيع أتوقع انه سيتم فرض حظر جوي على شمال سوريا وجنوب سوريا لاعطاء الجيش المنشق هامشا من حرية الحركة وهذه ستكون بداية النهايةquot;.

ولكي يتفادى بشار الأسد مصيرا مؤلما مظلما يتعين عليه قراءة النصائح التالية واذا طبق النصائح تطبيقا دقيقا سوف ينجو من الانتهاء بحفرة بائسة.



اولا

الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني السوري كالممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري وعلى بشار أن لا يستمع لأكاذيب وليد المعلم وبثينة شعبان ان سوريا ليست ليبيا. الجغرافيا تختلف ولكن رغبة الشعوب بالتغيير تبقى ذاتها.

ثانيا

لا يستمع لأكاذيب ديناصورات حزب الارهاب البعثي ولرؤساء اجهزة المخابرات والأمن والشبيحة. لا يهم هؤلاء سوى مصالحهم الشخصية فقط وسيتخلوا عنك في لحظات عندما يشعروا ان النهاية اقتربت.

ثالثا:

أن يرسل زوجته أسمى واطفالها الى بريطانيا حيث انها تمتلك الجنسية البريطانية وسيتم الترحيب بها كمواطنة بريطانية. وفي بريطانيا يحترموا الانسان وحقوق الانسان بعكس سوريا. ولكن بشار نفسه لا يستطيع أن يأتي لبريطانيا لأنه متورط بجرائم حرب وسوف يقبضوا عليه لتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.



رابعا

على بشار البحث عن ملجأ اخر في روسيا او الصين اللتان قدمتا الحماية لنظامه في مجلس الأمن باستعمال حق الفيتو. هذه الدول تستطيع ان تمنح لجؤء سياسي لاصدقاءها.

خامسا:

ان لا يصدق روايات المؤامرة والقاعدة والمندسين بل عليه ان يفهم ان الشعب لا يريده ولا يريد حكم الأسد لأربعين عام اخرى.

سادسا:

يتعين على بشار الأسد ان يعلم انه خلال اسابيع سيتم فرض حظر جوي على المناطق الشمالية المحاذية للحدود التركية وفي الجنوب على الحدود الأردنية لكي تستطيع قوات الجيش المنشقة اللجؤ لتلك المناطق والعمل دون التعرض لأعمال انتقامية من الجيش السوري الذي لا يزال تحت سيطرة السلطة الحاكمة.



سابعا:

على بشار ان لا يستمع لاعضاء مجلس الشعب الذين يهتفوا بالروح والدم نفديك يا بشار. حتى لو احتل المنصب صنم من الاسمنت سيكرروا نفس الهتافات وخلال شهور سيكرروا نفس الهتافات لأعضاء المجس الوطني الانتقالي وللقادة الجدد. من يهتف بالروح والدم نفديك يا دكتاتور يستطيع ان يهتف نفس العبارات لغيرك فلا تصدق المديح الكاذب.

ثامنا:

على الرئيس ان لا يصدق الأكذوبة التي يكررها ديناصورات البعث الارهابي ان دمشق هي قلعة العروبة النابض. فهي في الحقيقة قلعة الفساد والقمع والشبيحة. ولا يصدق ان نظام دمشق هو نظام ممانعة او مقاومة. كما يعلم فهي ممانعة شفهية لفظية فقط. كيف يمكنكم ان تتحدثوا عن المقاومة فهذه نكتة قديمة لأن احتلال الجولان مضى عليه 44 عام ولا يوجد اي مقاومة حتى المقاومة الكلامية ممنوعة. لعبة الخداع والكذب انكشفت والخيارات ضيقة. اذا كنت لا تزال غير متأكد ما يمكن عمله عليك الرجوع للنقاط 1و 2 و3 و 4 اعلاه.

تاسعا:

لا ترتكب خطأ صدام وتجد نفسك في حفرة حقيرة بائسة ولا ترتكب خطأ معمر القذافي وتبقى في سوريا وسيتم العثور عليك والقبض عليك ولا تكرر خطأ حسني مبارك والبقاء لأنه سيتم القبض عليك ومحاكمتك.

عاشرا:

لا تكرر اخطاء علي عبد الله صالح وتشعل حربا اهلية لأنك ستظلم الشعب السوري بأكمله حتى المؤيدين لك وتحكم عليهم بالموت وستبقى ملاحقا كمجرم حرب.

ونصيحة اخيرة عليك تزويد المجلس الوطني باسماء الشبيحة وقادة الشبيحة لكي يتم ملاحقتهم واخضاعهم للعدالة السورية.

اذا قررت البقاء في سوريا وتنجو من مصير مخيف عليك ان تبدأ بتفكيك الأجهزة الأمنية وتفكيك حزب البعث وتنحى واستقيل واعتذر للشعب السوري واعتزل السياسة وربما يغفروا لك او يقدموك لمحاكمة عادلة بالمعايير السورية التي خضع لها الشعب السوري منذ اوائل الستينات.

وتذكير ان وقتك انتهى جاء على لسان وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ عندما سؤل عن مصيرك في ضؤ ما حدث للقذافي. قال هيغ بالحرف الواحد ان بشار وصل نقطة اللارجعة ومهما يفعل سيلاحق كمجرم حرب.



تنويه:

اتوقع تعليقات هجومية ووصف المقال بالساذج ولكن هذا لا يهمني ولا يغير الحقيقة العارية ان بشار انتهى وقته واذا اخذ بالنصائح قد ينقذ جلد ذاته وعائلته ويجنبهم مصير صدام حسين ومعمر القذافي. ولو استعان النظام بشركة علاقات عامة من المتخصصين بتلميع صورة الطغاة سيحصل على نصائح مشابهة مقابل ملايين الدولارات ولهذا اقدم النصيحة مجانا لتجنيب سوريا المزيد من الويلات.




إعلامي عربي