في تساؤل أطلقته بعض قيادات حركة حماس حول موقف حزب الله اللبناني مما يجري من مذبح صهيونية بشعة في غزة و من تدمير شامل للحياة هناك و للبنية التحتية تخوف البعض من أن لا تتدخل إيران و لا حزب الله لنصرة غزة إلا بعد سقوطها لا سمح الله! و يكون التدخل لفظيا طبعا و بأقصى عبارات التهديد و الإستنكار و محاربة الشياطين الكبار و الصغار طبعا..إلخ؟، أعتقد جازما بأن المراهنة على فتح جبهة جديدة ضد إسرائيل من جنوب لبنان أو من أي جبهة عربية أخرى لتخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي على غزة هي مراهنة بائسة و غير واقعية؟ فهذه الحرب وقد أنطلقت و رغم بشاعتها هي أول حرب حقيقية يعتمد فيها شعب فلسطين على قواه الذاتية بعيدا عن الأنظمة العربية العاجزة و المتواطئة و التي تكتفي بالتفرج و من ثم اللطم و العويل و البكاء تماما كحال ملوك الطوائف في الأندلس المفقود؟ إنهم يطلبون الدعم الأمريكي و الضغط الدولي و كله مرتبط و موجه لخدمة إسرائيل و طغمتها الفاشية الحاكمة رغم أن شعوب الغرب تعيش اليوم هول الصدمة الصاعقة وهي تشاهد مناظر ذبح أطفال فلسطين بالجملة و المفرق من على شاشات الدنيا ، فإسرائيل و قد أخذتها الهستيريا العدوانية النازية المريضة ، و تضايقت كثيرا من حجم الخسائر البشرية بين صفوف قوات نخبتها وهو الأمر الذي لم يفعله أي جيش عربي بما فيه جيوش البكباشية و قيادات ( المشير أركان حرب )!! مصممة على إفراغ كل شحنات حقدها و كراهيتها و عدوانيتها في الجسد الفلسطيني بل أنها مصرة و أمام كاميرات الدنيا على إقتراف المجازر الإنسانية البشعة في إستهتار فظ و عدواني بكل القيم و الشعوب و بما أكد على الطبيعة النازية لدولة إسرائي التي سوقت كثيرا أكاذيب الديمقراطية و إحترام حقوق الإنسان و بوصفها الكيان الديمقراطي الوحيد في الشرق الأوسط!! وهي الكذبة التي تساقطت كأوراق الخريف اليابسة في أوحال غزة ، دون شك لقد أوقع المقاومون الفلسطينيون بشجاعتهم و تكتيكاتهم و أساليبهم القتالية المتطورة و المتجددة خسائر كبرى في الجيش الإسرائيلي ستؤدي في المحصلة لإسقاط السفاح نتنياهو و زمرته النازية ، و ستعطي إنطباعا لكل المهاجرين من يهود العالم لإسرائيل بأن خيار الهجرة لهناك هو خيار بائس و سقيم لأنه رحيل نحو جحيم حقيقي و مباشر ، فلن ينعم المهاجرون بالسلام كون أبنائهم قد تحولوا لآلة قتل و عدوان ، الجيش الإسرائيلي يخوض اليوم في غزة و يمارس حرب إبادة نازية مقرفة ، و العالم العربي يتفرج على تلك المجزرة و يتهيأ من جديد لمواسم جديدة من ستار أكاديمي و عرب فويس و عرب تالنت و غيرها من النشاطات الجهادية!!

أما أهل الجهاد و الشعارات بمطاردة الشيطان الأكبر حول العالم فقد أخذتهم الصعقة وسكتوا عن الفعل الصريح و أكتفوا كما فعل علي خامنئي بتوجيه النصائح و المشورة و أبتعدوا عن صداع الرأس لكونهم مشغولين لشوشتهم في محارق العراق و الشام ، فحزب الله اللبناني الذي يطالب البعض بتدخله عبر تحريك جبهة الجنوب اللبناني لن يفعل أبدا ذلك الشيء لكونه لايستطيع التحرك بوجود القوات الدولية أولا ثم أن قوات نخبته في حالة إنشغال بذبح أطفال الشام و مساندة جلاد دمشق وهي مهمة ستراتيجية من أجل تثبيت نظام حزب البعث السوري المثير للسخرية! ، إضافة لكون قرار الحرب و السام ليس بيد نصر الله شخصيا!! فالرجل مجرد عبد المأمور ، و من يقرر التحرك من عدمه هو الرفيق الفريق علي خامنئي الذي تجاهل دعوات قائد حرسه الثوري محمد علي جعفري لإصدار فتوى جهادية كفائية بالستية عابرة للقارات قد ترعب إسرائيل!! ، فإيران قد طالت خطوط تورطها كثيرا في العراق ، وقوات نخبتها هي اليوم تقاتل في شوارع العراق و تمارس الطائرات الإيرانية مهمة ذبح أطفال الفلوجة و الرمادي في المدن العراقية المختلفة تماما كما تفعل الطائرات الإسرائيلية!! ، كما أن طبيعة المهام المتداخلة تجعل من أي تدخل إيراني فعلي و حقيقي مجرد وهم! ، الإيرانيون لا يغامرون بنظاهم و إطلاق صواريخهم و رصاصهم على إسرائيل يعني تدمير نظام طهران وهم لايريدون تكرار نسخة إيرانية لمصير صدام حسين!

ثم أن الحرب مع إسرائيل هي آخر إهتمامات و خيارات النظام الإيراني ، فحربهم إعلامية محضة أو عبر وكلاء و لتحقيق غايات و أهداف ميكافيلية محضة و مصلحية خاصة ، و حسن نصر الله في النهاية مجرد دركي إيراني مرتعب لا يقوى على الحديث إلا من خلف شاشات البلازما العملاقة و من سردابه الدمشقي التابع لفرع مخابرات القوة الجوية السوري! ، لن يتحرك لا العرب و لا العجم لنصرة غزة ، و المجرم الصهيوني بنيامين نتنياهو يعرف هذه الحقيقة جيدا لذلك فهو مستمر في جرائمه البشعة مستخفا بكل القرارات و المنظمات الدولية ، ورغم خسائره الشنيعة فإن توقفه عن القتل يعني هزيمة مباشره له و لحزبه ، فالدم الفلسطيني و أجساد أطفال فلسطين تحول للأسف لبضاعة في بورصة إنتخابية حقيرة ، سواعد أبطال فلسطين هي وحدها من يقوم الأمور و من يجعل قادة الصهاينة يتلقون درسا تاريخيا في الهزيمة ، حسن نصر الله لن يتحرك أبدا أبدا.. وسينتصر أحرار فلسطين لكون الحق معهم ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.. فمعركة الحرية في العراق و الشام و فلسطين واحدة... و قائمة الأعداء واحدة أيضا!.. هذه هي الحقيقة العارية.

[email protected]