طلحة جبريل من الرياض: جئنا الى الرياض صباحًا . وصلنا الفندق ظهرًا . رحلة متعبة من الدار البيضاء الى ربوع نجد عبر جدة "عروس البحر الاحمر". لكن المهم اننا وصلنا.
بعد اتصالات مضنية انتقلنا من المطار الى فندق" ماريوت" . بسبب إجرءات إحترازية تحول "ماريوت" الى قلعة أمنية.
جنود القوات الخاصة بزيهم المرقط، غطت وجوههم قبعات سوداء لا تظهر سوى أعينهم . أصابعهم على الزناد. ثمة مدرعات تحيط بالفندق . جنود في كل ركن. تفتيش دقيق لكن ليس مزعجًا. الوصول الى الفندق وتخطي الحواجز الأمنية في الشارع المؤدي اليه يتطلب قليلًا من الصبر. بدا لي كل ذلك أمرًا مفهومًا في مدينة ظلت عرضة لعمليات إرهابية.
كان الفندق يعج بالخلق. دلفنا الى حيث يوجد موظفو وزارة الثقافة والاعلام . " لجنة الاسكان" . " لجنة المواصلات" . " لجنة البطاقات".
بدأنا بلجنة الاسكان ، يتولاها شاب لطيف مرح اسمه " الدمياطي"، أحاطنا بعناية ووزع علينا الغرف . كان نصيبي غرفة في الطابق الخامس . غرفة رقم 567 . لاحظوا الارقام .
صعدت الى الغرفة. وكما يحدث معكم جميعًا وضعت الحقائب دون نظام ، ثم الى الغطاء لاسحبه من تحت الفراش حتى لا اتعارك معه ليلًا .
في الغرفة جهاز تلفزيون. حاول حامل الحقائب ان يشرح لي كيف يعمل . شكرته ، قلت له: لن استعمله . لم يفهم .
مصعد الفندق زجاجي، تهبط وانت ترى المكان الذي ستسقط عليه. هبطت بالمصعد. كتب عليه أنه يتسع ل 24 شخصًا . مصعد يتسع لمظاهرة . هبط بي المصعد من عل . ليس جلمود صخر . بل أنا .
ذهبت الى المركز الاعلامي .إجراءات روتينية كما يحدث في كل المؤتمرات،استمارة مع صور، ثم يسلمونك بطاقة المرور. جهز المركز بكل وسائل العمل . هواتف واجهزة فاكس واجهزة كومبيوتر مرتبطة بشبكة انترنت . طاولات كدست فوقها صحف سعودية. شاشات كبيرة تبث باستمرار برامج قناة " الاخبارية" السعودية. ثمة صور وملصقات داخل المركز الاعلامي وفي بهو الفندق حول العمليات الارهابية التي عرفتها الرياض. شعارات تدعو الى نبذ الارهاب .
طلب منا الانتقال فورًا الى حيث " المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب" في فندق " انتركونتننتال" الذي يبعد حوالي سبع كيلومترات عن فندق " ماريوت" .
انتقلنا في حافلات مريحة تحت حراسة القوات الخاصة. عند مداخل الفندق وحدات أمنية تستعمل تكنلوجية متطورة للتعرف على وجود أسلحة ومتفجرات.
وصلنا الى المركز الاعلامي في بهو "انتركونتننتال" . هناك سنعلم إن أربع مجموعات عمل تفرعت عن المؤتمر ،وجلساتها مغلقة. الصحافيون يتمشون ، يرشفون كاسات القهوة ، يحتسون كاسات الشاي ، يمصون كاسات العصير.
الاجراءات الأمنية صارمة حتى داخل "انتركونتننتال" ربما لأن أغلب المشاركين في المؤتمر رؤساء أجهزة أمنية وبعضهم يشارك لاول مرة في اجتماعات علنية .
لم نبق طويلًا في فندق "انتركونتننتال" . في الواقع لم تكن هناك " مادة صحافية" تغري طالما ان الجلسات مغلقة ، ومن تجربة شخصية فإن البحث عن الاخبار في اليوم الاول لمؤتمر ستستمر جلساته أربعة أيام ، ليس سهلا. عدنا بعدها الى فندق " ماريوت" .
ذهبت الى المركز الاعلامي . كتبت شيئًا . ثم الى المطعم . كنت احتاج فعلًا الى هذا المرفق اي المطعم . الندل (جمع نادل فقط للتوضيح ) هنود وربما من باكستان . هناك انجليزية يتحدثها العالم وانجليزية أخرى يتحدثها سكان شبه القارة الهندية. لايهم . المهم هناك طاولات تطفح بالأكل والورود .
أكلت .
صعدت الى الغرفة .
نمت .