أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية quot;تعليمات طوارئ خاصة بصلاحية الطائرات للطيرانquot; عقب سلسلة حوادث تعرّضت لها طائرة quot;787 دريملاينرquot;. ويتوقع أن تتكبّد بوينغ 125 مليون دولار في سبيل إرضاء عملاء غاضبين، وقد ترتفع تكاليفها الإجمالية بشكل أكبر.


أصدرت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية quot;تعليمات طوارئ خاصة بصلاحية الطائرات للطيرانquot; عقب سلسلة الحوادث التي تعرّضت لها طائرة quot; 787 دريملاينرquot;.

تم إيقاف الطائرة إلى أجل غير مسمّى، وذلك إلى أن يتم تحديد السبب وراء حادثي حريق نشبا أخيراً، وتم إرجاعهما إلى وقوع خلل في البطاريات، ومن ثم حلّ المشكلة، التي أضرّت بالفعل بسمعة الطائرة، التي تعدّ مشروعاً باهظاً بالنسبة إلى شركة بوينغ.

ذكرت في هذا السياق مجلة التايم الأميركية أن تلك الخطوة، التي اتخذتها إدارة الطيران الاتحادية، ستزيد من التحديات التي تواجهها بوينغ في مساعي استرداد استثماراتها.

الإرهاصات: هبوط مفاجئ وحريق

ونوهت المجلة بسلسلة الحوادث التي تعرّضت لها الطائرة أخيراً، والتي بدأت بالهبوط المفاجئ، الذي حدث في نيو أورليانز خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي، والحريق الذي اندلع في بوسطن في مطلع الشهر الجاري، والهبوط الاضطراري، الذي قامت به قبل أيام قليلة طائرة من الطراز نفسه تابعة لشركة أول نيبون اليابانية، بعد حدوث خلل في البطارية، وارتفاع أعمدة دخان داخل قمرة القيادة.

هذا ما جعل تلك الشركة، إلى جانب شركة جابان إيرلاينز، التي تشغل معظم طائراتها من طراز 787، تقرران طواعيةً وقف أسطوليهما من هذا الطراز، قبيل الخطوة التي اتخذتها إدارة الطيران الاتحادية في ظل سعيهما إلى معرفة مكمن الخطأ الذي وقع.

وقال مراقبون ومحللون معنيون بشؤون الصناعة إنه دائماً ما تكون هناك أخطاء عند طرح نماذج طائرات جديدة. فيما قال رئيس شركة بوينغ، جيم ماكنيرني، في بيان أصدره بهذا الخصوص مساء يوم الأربعاء: quot;سوف نقوم باتخاذ كل الخطوات الضرورية خلال الأيام المقبلة، لكي نضمن لعملائنا ولقطاع المسافرين جانب الأمان الخاص بطائرات 787 ولكي نعيد تلك الطائرات إلى الخدمة من جديدquot;.

استبدال البطاريات قد يستغرق عامًا

مع هذا، قال خبراء إن المراجعة التي تقوم بها إدارة الطيران الاتحادية قد تستغرق أشهرًا عدة. وأوضح هانز ويبر، رئيس شركة تيكوب للاستشارات في مجال الطيران، إنه إذا طلبت الوكالة استبدال البطاريات، فقد يستغرق حل الموضوع ما يصل إلى عام.

رهان خاسر؟

ثم نوهت التايم بأن بوينغ كانت تراهن بشكل كبير على طائرات دريملاينر، على عكس ما هو حاصل الآن، حيث كانت تقول إنها ستكون النوعية التي ستغيّر قواعد اللعبة.

وأضافت أن التداعيات الاقتصادية لعملية إيقاف أسطول طائرات 787 دريملاينر سوف تؤثر في الشركات التي تشغل الطائرات بالفعل، وستضرّ كذلك بالشركة المُصَنِّعة.

وهو ما سيجبر شركات الطيران على استخدام طائرات أقدم وأقل كفاءة في استهلاك الوقود لتشغيلها في الرحلات، التي كانت تنفذها طائرات 787، أو ستتعيّن عليها إعادة رسم خرائط المسارات أو الرحلات التي تقوم بها.

إلغاء أكثر من 100 رحلة يوميًا

أشار من جانبه جورج هاملين، رئيس شركة هاملين لاستشارات النقل، إلى أنه سيتم إلغاء أكثر من 100 رحلة يومياً بشكل مبدئي، حيث قامت جهات تنظيمية في بلدان أخرى، تُسَيِّر فيها شركات طائرات دريملاينر، باتباع توصية إدارة الطيران، وأصدرت أوامر إيقاف من جانبها.

البديل طراز أقدم غير منافس

أضاف هاملين أنه ستكون هناك إمكانية لاستخدام طائرات ذات طراز أقدم، لكنه أكد في الوقت نفسه أنها لن تكون بالفعالية نفسها، وأن الشركات ربما تخسر أموالاً بسبب ذلك.

وقال محلل الصناعة، روبرت مان، إنه لن تكون هناك طائرات بديلة كافية في بعض الرحلات، التي تقطعها طائرات 787 بلا توقف، ما ستنجم منه خسائر في الإيرادات، نتيجة إلغاء أو تغيير مسار الخدمة لبعض أو كل المسافرين المتضررينخلال مدة الإيقاف.

إرضاء غضب العملاء مكلف

وقدّر كثيرون بأن بوينغ قد تتكبد ما يصل إلى 125 مليون دولار في سبيل إرضاء العملاء الغاضبين، وقد ترتفع تكاليفها الإجمالية بشكل أكبر. وحين تم تسليم أولى طائرات من طراز دريملاينر عام 2011، قدّرت صحيفة سياتل تايمز أن بوينغ أنفقت بالفعل 32 مليار دولار على الطائرات من هذا الطراز، بعد التكهنات التي سبق لها أن أشارت في بداية الأمر إلى أن تكاليف التطوير ستقلّ عن مبلغ قدره 6 مليارات دولار.